احترام الله لاستقلالنا وإرادتنا
لا يزال الله وعبر أساليبه الخاصة به يهدف إلى إعداد أرضية لتغيّرنا وتكاملنا، ولكنه في نفس الوقت يحافظ على استقلالنا دائما ويحترم إرادتنا.
لا يزال الله وعبر أساليبه الخاصة به يهدف إلى إعداد أرضية لتغيّرنا وتكاملنا، ولكنه في نفس الوقت يحافظ على استقلالنا دائما ويحترم إرادتنا.
إن الله يحب خلقه، ولا سيما الإنسان الذي خلقه وكرّمه، فأبى إلا أن يبلغنا إلى أقصى كمالنا المتمثل بقربه.
الحديث الذي سأتلوه عليكم يندر نظيره. ماذا تقول الزهراء سلام الله عليها؟ «مَن أصعَدَ إلى اللهِ خالِصَ عبادتِهِ أهبَطَ اللهُ إليهِ أفضلَ مصلحَتِه». إنها أم.. والأم شفوقة، لقد لخّصت لكل فرد منّا كل ما ينفعه طيلة عمره.
إن كان ديننا مجرّدا عن الجانب السياسي واقتصر على نطاق الشؤون الفردية وحسب، يصبح مبررا لنقاط ضعف الإنسان ويفتح طريق فراره من مسؤولياته وتكاليفه المهمّة.
الدين السياسي أكثر جذابيّة ويستهوي قلوب الأقوياء وأولي البأس من الناس. أما الدين غير السياسي فلا يحظى بالجاذبية إلا القليل ولا يستهوي إلا ضعاف النفوس.
الإمام كان يقول: «نحن قادرون». لماذا كان يقول ذلك؟ بسبب ما كان يتمتع به من نظرة عرفانية ويحمله من بصيرة في الدين. إنه امتحاننا نحن.. إذن فنحن قادرون. أليس هو امتحاننا نحن؟!.. إذن نحن قادرون.
إن حضور الإنسان المتقي في الساحة السياسية مصحوب بالمظلومية بلا مناص، إذ تجب عليه مراعاة أحكام الدين في عمله السياسي، فينفسح المجال لتمادي منافسيه الفاسقين في الظلم.
السبب الرئيس في رقّ أبناء البشر على مرّ التاريخ هو عدم اكتراثهم بالسياسة أو انخداعهم بالسياسيّين. وإن رسالة الأنبياء هي إنقاذ البشر من الرقّ.
لن ينال قومٌ السعادة ما لم يعتبر العمل السياسي من أهم تكاليفه الإلهيّة. إن اتخاذ المواقف السياسية العادلة والصائبة من أهم التكاليف الدينية.