مقطع فلم | خمسون امرأة من ثلاثمئه وثلاث عشر
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
- المدة: 05:31 دقیقة
- 05:31 دقیقة | تنزیل بجودة (رديئة(8MB) | عالیة(44MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
النساء نظرتهنّ تجزيئيّة ولا ضير في ذلك، كما أن هناك فوارق بين النساء في مستوى هذه النظرة التجزيئية وحجمها عندهن. ولكن عليهنّ تقوية النظرة الشموليّة في بعض الأبعاد.
إن حبّ ظهور الإمام، وحبّ الفرج وحب الإمام صاحب العصر والزمان أرواحنا له الفداء، وحبّ أصل الإمامة يستوجب أن يتّصف الإنسان كثيرا بالنظرة الشموليّة. سيظهر الإمام لإعمار العالم! فالمرأة التي غير سياسيّة والتي لا تفهم شيئا من السياسة، وليس لها نظرة عامّة عن العالم، كيف يتسنّى لها أن تنتظر الإمام؟! وهل الإمام رجل صالح لنفسه لنسأله الدعاء وحسب؟
لابدّ للنساء وفي سبيل أن يعزّزن نظرتهنّ الشموليّة على المستوى العالمي، أن يزددن نظرا في أمثال مواضيع الانتظار والمهدويّة ويتأملن فيها أكثر. ولينظرن أكثر، إلى القضايا العامّة التي تدير العالم.
إن اتّصاف النساء بالوعي السياسي له قيمة عالية جدّا. لقد كان الإمام الخميني يقدّر كثيرا بعض تصريحات ومواقف النساء السياسيّات اللاتي كنّ يجسّدن موقفا سياسيّا كأمّهات الشهداء، وكان ينقل بعضها في خطبه. ثم قال الإمام في إحدى خطبه إن هؤلاء النساء قادتنا وقال ذات مرّة أنا أرضى بهؤلاء النساء قادة لي. المرأة المتصفة بالوعي السياسي، هي المرأة التي قد غيّرت طبيعتها ذات النظرة التجزيئيّة.
إن رأى السياسيّون أن النساء يتّصفن بالوعي السياسي، تقلّ أخطاؤهم أو خياناتهم ـ والعياذ بالله ـ كثيرا بل تزول. إنّ تخلّف مجتمعٍ ما على المستوى السياسي بمعنى تخلّف نسائه، إذ بإمكان النساء أن ينبّهن الرجال في الصعيد السياسي بسهولة. وقد منح الله النساء تحرّرا وحرّية روحية في صعيد السياسة، بحيث إن أصبن التشخيص يستطعن أن يصرخن!
لابدّ وقد رأيتم بعض النساء الأحرار اللاتي يدافعن عن الحق ويصبرن على جميع العواقب! انظروا إلى أمّ وهب مثلا وأمّا المثل الأعلى في القرآن هو آسية. فقد وقفت بقوّة وقطّعت إربا إربا ودافعت عن الحق ولم تتنازل، وكشفت عن حقائق. أنتم تعرفون أن هناك امرأتان مبرزّتان في ديننا وهما فاطمة الزهراء(س) والعقيلة زينب(س)، فإن التحليلات السياسيّة التي طرحتها هاتان المرأتان العظيمتان لا مثيل لها. وهل أن هاتين المرأتين هما قدوة في الحجاب؟! أنتنّ تستطعن أن تتعلّمن الحجاب من أَمَة الزهراء(س) أيضا، وكذلك يمكنكنّ أن تتعلّمنه من كثير من النساء المسلمات. ولكن على الرجال أن يتعلّموا التحليل السياسي من فاطمة الزهراء(س).
أحد مقترحاتي بالخصوص هو أنه هل تردن أن تكنّ مهدويات؟ فأقمن دروسا في التحليل السياسي. تحدثن عن قوى العالم. إلى أين تنحو أوضاع المنطقة الآن؟ لماذا أضحت الجمهورية الإسلامية أقوى من السابق؟ ما أكثر الصالحين الذين لا يدرى هل سيكونون من زمرة الأصحاب الثلاثمئة وثلاث عشر. ولكنّ خمسين منهم نساء! فليت شعري كم قد ارتقين هؤلاء! وللإمام آلاف الجنود تحت إمرة أصحابه الثلاثمئة وثلاث عشر، وإذا خمسون منهم نساء. إنه لأمر عجيب! إن هؤلاء الخمسين سيقومون بدور عالمي.
ينبغي للمرأة أن تكون محلّلة سياسية، وهذا هو معنى انتظار الإمام. فما لم تصبحن سياسيّين لم يظهر الإمام(عج)! لقد كان أهل الكوفة غير سياسيّين ولذلك أصبح أمير المؤمنين(ع) غريبا! كان أهل الكوفة غير سياسيّين فقتل أبو عبد اللّه الحسين(ع).
كلا! فإننا نحبّ الإمام جدّا. عجيب! لقد كان أهل الكوفة محبّين أيضا. أنا الآن بصدد الدفاع عن الإمام الحجة(عج) فأقول كنّ سياسيّات.
انظرن، عندما تدخلنّ أنتنّ النساء في مجال التحليل السياسي وتقوّين أنفسكنّ في تحليل القضايا السياسية تستطعن أن تسبقن الرجال. أ تلعلمن لماذا؟ إذ قد تستوقف الرجال بعض المجاملات، فيمزجون الحقّ بالباطل أو يفرطون أو يفرّطون. ولكنكنّ أحرار. إذ أنتنّ لستنّ بصدد احتلال منصب أو استلام منصب أو فقدان منصب، فانقدن بتحرّر. الإدارة هي من شؤون الرجال، ولكنّكنّ انقدن الرجال. وقلن: إن إدارة هذا خاطئة وإدارة ذاك صحيحة.
نعم! حتى الرجال في بداية تجربتهم في التحليل السياسي، لا يقدرون ويخطئون، أو يعتريهم ضعف. أكرّر مرّة أخرى السياسة التي أقصدها، هي أن تعمدوا إلى السياسة العامّة على الأقل، يعني ظهور الإمام(عج)، والتمهيد للقضاء على القوى العالمية، وكيف نمهّد من أجل تحصيل القوّة.
إن أوج تربية الدين هي أن يجعل المرأة سياسيّة، وإلا فإن كانت المرأة تنطوي على الكثير من الفضائل الأخلاقية فهذا أمر طبيعي.