بناهيان: إن نزعة عدم التدخل في السياسة هي نزعة سامريّي الأمة!
إحدى أنواع نزعات عدم التدخل في السياسة تجدها بين المتظاهرين بالقداسة والأخلاق والتديّن، من أمثال الحسن البصري الذي اعتبره أمير المؤمنين(ع) «سامريّ هذه الأمّة». كان سامريّ هذه الأمة لا يعتقد بضرورة التدخل في الشؤون السياسية وكان قد رفع شعار: «لا قتال لا قتال». «أَمَا إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ سَامِرِيٌّ وَ هَذَا سَامِرِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَمَا إِنَّهُ لَا يَقُولُ لا مِساسَ وَ لَكِنْ يَقُولُ لَا قِتَالَ» (الاحتجاج، ج1، ص172). فلم يكن يسمح لأحد في مجلسه أن يتحدث عن القضايا السياسية والاجتماعية. فقد قال عنه الأشعث: «كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا الْحَسَنَ لَا نَسْأَلُ عَنْ خَبَرٍ وَ لَا نَخبُرُ بِشَيْءٍ وَ إِنَّمَا كَانَ فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ» (الطبقات/ج7/ص123). فلابدّ لكل امرء أن يحل مشكلته مع السياسة وإلا فقد يبتلى بنفس نزعة السامري.