مدى حاجة السياسيّين إلى العرفان
الإنسان العارف يصبح شجاعا، ولا يبلّغ الإنسانَ إلى أوج الشجاعة المصحوبة بالعقلانية أمرٌ كالعرفان. وأحوج الناس إلى الشجاعة هم السياسيّون.
الإنسان العارف يصبح شجاعا، ولا يبلّغ الإنسانَ إلى أوج الشجاعة المصحوبة بالعقلانية أمرٌ كالعرفان. وأحوج الناس إلى الشجاعة هم السياسيّون.
إنما نيل درجات العرفان هو نكرات الذات والاتصال بالله، وأهم مصداق الاتصال بالله هو التضحية في سبيل سعادة الناس. وهذا ما نعبّر عنه بالنشاط السياسي.
المعنوية الحقيقية تزيد الإنسان اهتماما بمصير الناس والشؤون السياسيّة، وأما المعنوية المزيّفة فتدفع الإنسان إلى عدم الاكتراث بالمجتمع والبلاهة السياسية.
كما أن السياسيين وذوي السلطة، هم الذين يرتكبون أبشع أنواع الظلم والخيانة، كذلك يتسنى لهم دون غيرهم القيام بأعلى درجات الخدمة والعبادة.
المحبة لروح الإنسان بمثابة الماء لجسمه. فإن الجفاف الروحي مدعاة للأسقام كما هو حال جفاف الجسم. إن التحبّب إلى الناس جميل كجمال سقي النباتات. حينما تسقي البستان وإن كنت تسقي الأشواك أيضا بلا مناص، ولكن لا يجوز أن تسقي الأعشاب الضارّة على الفسائل المفيدة. بل لابدّ من اجتثاثها وإبعادها عن البستان.
بإمكاننا الوصول إلى الله عبر ألف طريق ولا طريق إلى إنكار الله أبدا. ويجب إطاعة الله بألف دليل ولا دليل على المعصية أبدا. ويمکننا الوثوق بالله بألف طريق، ولا وثوق في الابتعاد عنه أبدا. ولكننا وعلى الرغم من كل هذه الأدلة والطرق نبتعد عن الله.
إن السكينة هي أصل جميع اللذات. فإن فرّطنا بالسكينة من أجل الحصول على لذة ما، فقد فقدنا نفس هذه اللذة أيضا. لا ينبغي لأي لذّة ونشوة أن تربك سكينتنا. إن من لوازم لذة المعصية الذاتية هو القلق والاضطراب وهي تسلب السكينة.
يبدو أن الاعتقاد بنبوّة نبيّ ما أصعب من الاعتقاد بالله وبالتوحيد. كما نستشف من خلال آيات القرآن أن الكفار والمشركين كانت لهم مشكلة مع الأنبياء أنفسهم لا مع مضمون رسالتهم. إن سبب معاداة الأنبياء هو خصلة التمرد وعدم الولاء التي كانت موجودة على مرّ التاريخ، ولم تستأصل في زماننا بعد.