لا تبلغ مظلوميةُ أحد مظلوميةَ ولي أمر المجتمع الإسلامي. وذلك لأن الناس لا يدركون محدوديّاته عادةً، بينما الأعداء يدركونها جيدا ويستغلونها للضغط عليه، ثم لن يتسنى له التصريح بالواقع كله أبدا. وفي نفس الحال يجب عليه أن يعمل بما يشخصه من تكليف.
إن لم يدرك العنصر الثوريّ أحقية الثورة عبر أدلة عقلية محكمة ولم يعشق الثورة بعمق، فلعله يرغب عن خط الثورة يوما ما بل قد يصبح ضدّها. كان غيرُ قليل من مخالفي الثورة ثوريين في ما مضى، ولكن بما أن أغلبهم لم يكونوا قد وعوا الثورة وآمنوا بها بعمق، انفصلوا عنها بعد حين.
الولاية مثل الربيع؛ فإنه لا يفرض الازدهار والنماء على شجرة، ولكنه ينظم المناخ بما يدفع الأشجار صوب النماء والازدهار. لم يأتنا ربيع الولاية بعد، ولكن مضى قرس الشتاء وشدّته، وأضحت الأشجار تتفجّر عن براعمها. إن شذا الربيع بدأ ينتشر منذ يوم 22 بهمن.
نحن لا نزال نزداد أملا بإنجاز هذه الثورة أهدافها القصوى؛ ليس ذلك اعتمادا على اشتداد قوّة الثورة، ولا بسبب تزايد عدد أنصارها في العالم، إذ أن السقوط بعد التحليق غير بعيد وكثيرا ما وقع في التاريخ. السبب في تفائلنا هو ما نجد من توالي نصرة الله.
ما سرّ وثوق الناس بالمنافقين؟ لأي شيء يعوّلون على المنافقين أساساً؟! لِمَ لا يعوّلون على المؤمنين؟! في الأمر لغز. أيّما امرئٍ تحدّثه عن هذا الموضوع فحدّثه عنه بوصفه لغزاً، فما من أحدٍ قطّ سيقول لك: الأمر واضح تماماً لماذا تقول إنه لغز؟
إن المعنى الدقيق للمثالية والثورية هو الواقعية والنفعيّة والعقلانية؛ غیر أنها تأخذ بعين الاعتبار الواقع بأجمعه والمصالح برمّتها ولا سيّما تلك المصالح التي نحتاج إليها في المدى البعيد. وفي المقابل الحياة غير الثورية تعني ادعاء الواقعية والنفعية وتبرير الأضرار ونقاط الضعف بالحماقة والأوهام.
قبل أن تكون الشهادة بدافع الحبّ والعشق، هي عمل عقلاني. وبالاستناد إلى هذه العقلانيّة يزداد حبّ الشهادة حرارة وهيجانا.
ما هو هدف البعثة في قول أمير المؤمنين علي(ع):"لِيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُول" أتى الأنبياء ليكتشِفوا دفائن العقول، الكنوز الدفينة والثمينة! دفائن العقول! هذا العقل الّذي نملكه حاليّا لم تُكتشف دفائنه بعد. الحياة تعني الفهم؛ فهم ماذا؟
لقد ذكر الإمام «الليبراليين» عشر مرّات وكلها كانت في آخر سنة من حياته المباركة. وفي كل مرّة قرن بين «المنافقین» و «الليبراليّين» في عبارة واحدة. ولعل السبب هو أن الليبراليّين يتظاهرون بالسلميّة والنزعة الإصلاحية كثيرا. فأراد الإمام أن يخبرنا بأن الليبراليّين والإرهابيّين السفاكي الدماء توأمان.
للشهداء جاذبية عجيبة. إن أثرهم المغناطيسي في النفوس السليمة فوق حدّ التصوّر، حتى يمكن جعلهم معيارا لتمييز القلوب النيّرة والطاهرة من غيرها.
