الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۵/۱۱/۲۳ چاپ
 

السيدة الزهراء سلام ­الله ­عليها بين المحبوبية والمظلومية

عليرضا بناهيان: محبوبية السيدة الزهراء سلام الله عليها، محور الأيام الفاطمية/ إذا أردنا أن نجعل خطابنا منسجما مع مقتضيات المجتمع العالمي، لابدّ أن نطرح «محبوبية» السيدة الزهراء سلام الله عليها/ إن المجتمع الإسلامي اليوم بحاجة إلى الالتفاف حول محور حبّ الزهراء سلام الله عليها/ إن إصلاح حجاب النساء وسلوكهن في المجتمع وعملية تربية الأسر هي من القضايا التي تتيّسر بشياع محبة الزهراء سلام الله عليها في المجتمع

  • الزمان: 16/05/2008 .18.17
  • المكان: قم ـ هيئة محبي أهل البيت(ع)

شأن فاطمة

إن أيام الفاطمية تذكرنا بمجموعة من المفاهيم المهمة والأساسية التي لها شأن مهم جدا في تاريخ الإسلام، وكما لها تأثير على حياتنا الفردية وعلى مستوى علاقتنا بأهل البيت، كذلك لها تأثير على حياتنا الاجتماعية. وإن الارتباط بهذه المفاهيم يؤدي إلى بركات وفوائد كثيرة لمن يهتمّ بالمسائل المعنوية.

إنها تحمل مختلف الرسائل والدروس والحقائق عن الدين، وقد تكون بعض هذه الدروس أعمق بكثير من الدروس التي نستلهمها من كربلاء.

ومن بين هذه المفاهيم، «مظلومية» و «محبوبية» السيدة الزهراء سلام الله عليها، يمتازان بأهمية خاصة. إن مظلومية السيدة الزهراء سلام الله عليها تحمل لنا معاني كثيرة وكذلك تنطوي محبوبية السيدة الزهراء سلام الله عليها على معارف دينية عميقة.  

محبوبية السيدة الزهراء سلام الله عليها، محور الفاطمية

إن لمحبة السيدة الزهراء سلام الله عليها، تأثيرا كبيرا في النفوس، فبإمكاننا أن نفترضها محور أيام الفاطمية. إن أهمية محبوبية الزهراء بدرجة تمكننا من افتراض مظلوميتها وحتى استشهادها فرعا لها. في بعض الأحيان لعلّ مظلومية الإنسان تجعله محبوبا لدى القلوب، أما في هذه المناسبة نجد أن محبة الزهراء سلام الله عليها تدخل في القلب بلا حاجة إلى تذكار مظلوميتها، بل هي التي جعلت من مظلوميتها مصيبة عزّت على القلوب.

وقد أشار القرآن في صريح قوله إلى هذه المحبوبية وإظهار المحبة؛ «قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبى»[1]

1. ضرورة التأكيد على محبوبية الزهراء في المجتمع العالمي

نحن الآن وفي هذا المجتمع العالمي الذي نعيش فيه، أمام أعداء كثيرين ومختلف الديانات التي تشاهد تمسكنا بالدين. وأحيانا نشاهدهم ينتجون أفلاما ضدّ الإسلام ويصوّرون الإسلام دينا غير إنساني ومليئا بالعنف.

نحن نعظم هذه المناسبة ونعتزّ بها في ظل هكذا أجواء، فلابدّ أن نعرف هل نجعل محور هذه الأيام هو محبوبية السيدة الزهراء أم مظلوميتها؟ وأيّ المفهومين أنسب بالتسليط الأضواء عليه وأجدر بالتأثير في المجتمع العالمي؟ ومع افتراض هذه الظروف الراهنة، أي الخطابين سيحظى باهتمام أكثر من قبل شعوب العالم؟

فإذا أردنا أن نراعي المصلحة ونجعل خطابنا منسجما مع مقتضيات المجتمع العالمي، لابدّ أن نطرح «محبوبية» السيدة الزهراء سلام الله عليها.

الحب لغة الجميع: إن الحبّ هو اللغة المشتركة في جميع العالم. إنه موضوع أوسع من نطاق الدين والمذهب وحتى الثقافة. إنه أحد القضايا التي لا تتحدد بحدود. كل العالم يعرف ويفهم أن حبّ أحد ما هو بنفسه أمر جميل ممتع وثمين.

إن هذه الظاهرة وهي أن هناك أناس يحبّون «أمّاً» في أعلى درجات الحبّ ويثنون عليها بكل عظمة وروعة، ويعشقونها حتى الموت من أجلها، تبدو جميلة ورائعة لدى الجميع. ويودّ الجميع أن يروا هذه المحبة، فبإمكاننا أن نكسب قلوب أهل العالم بإظهار هذه المحبة.   

الحب نداء الفطرة: وسبب كون الإنسان يدرك بالحبّ جميع المفاهيم بسهولة وأنه أمر سهل الإدراك لدى الجميع هو أن الله قد خلق الإنسان بهذه الكيفية. لقد قال الإمام الباقر عليه السلام: «هل الدين إلا الحبّ».[2] فبما أن الدين ليس إلا الحبّ، وأن الدين مفطور بفطرة الإنسان الإلهية، إذن نستطيع القول بأن الإنسان ليس سوى الحبّ. إن الحبّ أمر فطريّ في وجود الإنسان. ولهذا أنتم قادرون على غزو العالم بالحبّ. إنه لأكسير عجيب. 

ليس في العالم شخصية تماثل السيدة الزهراء سلام الله عليها، لم تستطع ثقافات العالم وحضاراتها وأساطيرها أن تصنع شخصية محبوبة مثل السيدة الزهراء سلام الله عليها حتى في أبعاد أصغر جدا.

أما نحن فنمتلك هذه الشخصية العظيمة، فلو كانت جميع الأشجار أقلاما والبحار مدادا لنفدت عند وصفها ونظم الشعر في حبّها. نحن نستطيع أن نهزّ العالم بقدر هذا الكمّ القليل من المعلومات التي نعرفها عن حياة هذه المرأة العظيمة التي لم تتجاوز الثماني عشرة، فلماذا لم نتناول هذه القضية ولا نخوض فيها؟

حسبنا أن يصل حبكم للزهراء سلام الله عليها إلى أسماع أهل العالم. فإن شاهدوا هذا الحبّ وسمعوه، سوف يرمي أهل الخمور كؤوسهم، ويقف الراقصون عن رقصهم ويهدأ المغنون عن غنائهم لينظروا إلى مشاهد حبّكم للزهراء سلام الله عليها.    

2. ضرورة التأكيد على محبوبية الزهراء في «العالم الإسلامي»

لا خلاف في العالم الإسلامي على قضية محبوبية الزهراء سلام الله عليها، ومن هذا المنطلق تقتضي المصلحة أن نؤكد على قضية محبوبيتها في العالم الإسلامي. إنها بنت الرسول صلى الله عليه وآله ونحبها جميعا شيعة وسنة. إن موقع حبّ الزهراء في قلوب المسلمين بمكان حتى أقرّ أحد علماء الوهابيّة بحبّه لها بالرغم من أنه قد أفتى بارتداد الشيعة.

وعلى مرّ التاريخ لم يسئ أحد إلى فاطمة الزهراء سلام الله عليها. حتى في تلك الفترة التي كانوا يسبّون فيها أميرالمؤمين عليه السلام، لم يصل بهم الأمر إلى الإساءة إليها عليها السلام.

هناك من يناقشون مظلومية الزهراء سلام الله عليها في العالم الإسلامي، بيد أنهم لا ينكرون محبوبيتها أبدا وحتى يرون أنفسهم يدافعون عن هذه المحبوبية التي تحيط بشخصيتها عليها السلام.

محبوبية الزهراء سلام الله عليها، مدعاة للوحدة: إن المجتمع الإسلامي اليوم بحاجة إلى الالتفاف حول محور حبّ الزهراء سلام الله عليها. إن حبّ الزهراء سلام الله عليها يمثل أحد أوامر القرآن بشكل صريح؛ « قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبى‏».[3]

لقد أشار القرآن إلى مودّة أهل بيت الرسول والسيدة الزهراء سلام الله عليها كأجر رسالة خاتم الأنبياء، وإن هذا التأكيد القرآني يمثل أحد القواسم المشتركة بين الشيعة والسنّة. إذن من شأن هذا الحبّ للسيدة الزهراء سلام الله عليها أن يصبح محور الوحدة بين الشيعة والسنة أمام أعداء الإسلام. «تَعالَوْا إِلى‏ کَلِمَةٍ سَواءٍ بَیْنَنا وَ بَیْنَکُم‏» والكلمة السواء بين المسلمين هي حب فاطمة الزهراء سلام الله عليها.

لقد صرّح ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي دام ظله قبل سنين وقال: «إن أهل البيت وحبّ أهل البيت، محور وحدة المسلمين».[4] إنها كلمة لطيفة وحكيمة جدا، وفعلا بالرغم من زعم الكثير من الناس، إن أهل البيت يمثلون أهمّ محور في وحدة المذاهب الإسلامية.

إن الظروف الخاصة التي تمرّ بالعالم الإسلامي وكذلك ظروف العالم البشري برّمته تقتضي أن نتحدّث عن محبوبيّة السيدة الزهراء سلام الله عليها قبل الحديث عن ظلامتها وأكثر من ذلك. لا أقصد من هذا الكلام أن نتراجع عن حقائق ظلامتها حرصا على بعض المصالح، حيث إن ظلامة فاطمة الزهراء سلام الله عليها هي راية فخر الشيعة ونصرهم، وهي من ثغور معارف الشيعة التي لا نتراجع عنها بقدر شبر واحد. بيد أن ظروف المجتمع العالمي والعالم الإسلامي تقتضي أن نجعل ثقل تأكيدنا على محورية محبوبيتها. وبهذا المنهج نوفّر الأرضية اللازمة لطرح الأبحاث المرتبطة بظلامتها ونزيد بذلك مدى تأثير الكلام على المستمع.

3. ضرورة التأكيد على محبوبية الزهراء سلام الله عليها في الأوساط الشيعية

دور «محبوبية» الزهراء سلام الله عليها في ارتقاء المجتمع الشيعي

ما هو الموقف المطلوب في أوساطنا الإيمانية، فهل لابدّ أن نؤكد على المحبوبية أم المظلومية؟ راجعوا قلوبكم المحترقة وأكبادكم الحرّى في هذه الأيّام واسألوها هل كانت لا تحترق ألما فيما لو غادرت الزهراء حياتها بموت طبيعي؟!

بمقتضى أمر القرآن الصريح، يتعيّن علينا حب فاطمة الزهراء سلام الله عليها وإظهار هذا الحب. ولهذا حتى لو توفيّت الزهراء سلام الله عليها  بموت طبيعي لكان المفترض أن تحترق قلوبنا بهذا القدر.

إذا ارتحل عالم ديني عن المجتمع الإسلامي يصاب الإسلام بصدمة؛ «إِذَا مَاتَ الْعَالِمُ ثُلِمَ فِی الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا یَسُدُّهَا شَیْ‏ءٌ إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ».[5] فلا شك في أنه إذا ارتحلت عنه بنت رسول الله التي كان يحدثها جبرئيل الأمين،[6] وهي كفو أمير المؤمنين عليه السلام وبضعة من رسول الله صلى الله عليه وآله[7] فحتى لو أنها ارتحلت بموت طبيعي، يصاب الإسلام والمجتمع الإسلامي بصدمة أعظم جدا. فهل قد بلغ المجتمع هذا المستوى من «الرشد» حتى يتألم ويحزن بمجرد وفاة السيدة الزهراء سلام الله عليها بعض النظر عن استشهادها؟! أرجوا أن قد بلغ إن شاء الله.  

إن هذا الاهتمام بتصعيد المحبوبية لا يعني الغفلة عن الظلامة. فأولئك الذين اتقدت قلوبهم وسالت دموعهم بوهج حبّ فاطمة الزهراء سلام الله عليها ماذا يفعلون لظلامتها؟! وأولئك الذين تخنقهم العبرة بمجرّد ذكر الزهراء سلام الله عليها ماذا يفعلون لظلاماتها ومأساتها؟

إن مجتمعنا الإيماني بحاجة إلى هذا الرشد. لابد أن نعلم ونربّي أنفسنا على أن لا نصبّ الدموع ولا نلتاع على الإمام المظلوم وحسب. نحن نصبو إلى عشق صاحب العصر والزمان ونأمل الموت من أجله مع أنه سوف يكون في قمة القوة والاقتدار. ويا ترى هل تعيّن علينا أن نقتصر بحبّ الإمام المظلوم وحسب؟

دور محبة الزهراء سلام الله عليها في إصلاح المجتمع الشيعي

ليست محبة الزهراء سلام الله عليها  على رأس أولويات المجتمع العالمي و المجتمع الإسلامي وحسب، إذ حتى أوساطنا الشيعية أيضا لابدّ أن تضرب على وتر حبّ الزهراء باستمرار. إن الظاهرة الواضحة في مجتماعتنا هي احترام السيدة الزهراء سلام الله عليها. ولكن لا ينبغي أن نخلط بين الحب والاحترام. فلا زال مجتمعنا بحاجة إلى تطوير وارتقاء في جانب المحبة. إن ازدياد هذا الحبّ بين أفراد المجتمع سيؤدي إلى حلّ كثير من مشاكلنا الاجتماعية والثقافية:

1. إصلاح سلوك النساء في المجتمع

إن إصلاح حجاب النساء وسلوكهن في المجتمع وعملية تربية الأسر هي من القضايا التي تتيّسر بشياع محبة الزهراء سلام الله عليها في المجتمع. أما مدى علاقة شياع حب الزهراء سلام الله عليها بحل مشاكل المجتمع فراجعٌ إلى العلاقة الموجودة بين «الحب» و«العمل» و«المعرفة»:

المحبة تصلح العمل: ليس هذا بكلام صائب بأننا نحظى بالمحبة والمودة الكافية تجاه السيدة الزهراء سلام الله عليها فلنذهب إلى كسب «المعرفة» تجاهها ونستلهم الدروس من شخصيتها لنتمكن من الاقتداء بها في مقام «العمل». من قال هناك مرحلة متوسطة بين «المودة» و«العمل» باسم «المعرفة»؟ كلا، إن «المودّة» هي الدافع والمحفّر للتأسّي والعمل.

لا نريد أن ننكر قيمة العلم والمعرفة. حيث إننا بحاجة إلى المعرفة كذلك. ولكن عندما نتواصى بكسب المحبّة لا نحتاج إلى تواص مستقل بكسب المعرفة. فالذي يقول إني أحبّ الزهراء سلام الله عليها بيد أنه لا يتأسى بها في مقام العمل، لا تعوزه «دورة تعليمية» في مقام السيدة فاطمة سلام الله عليها  بل مشكلته هي أنه «قلیل» الحبّ لها. فلابدّ له أن يزداد حبا لها حتى يصبح مثلها.

لا داعي لأن نوصيه بأن «تعرّف على الزهراء سلام الله عليها» بل ينبغي أن نقول له: «إرفع من مستوى حبك للزهراء سلام الله عليها». وبالتأكيد إن ازدياد المعرفة هو بنفسه أحد الطرق والأساليب في سبيل ازدياد المحبّة.

لا تجدون في مجتمعنا الآن شيعيا يسمّي ابنه بيزيد؛ لا يفعل أحد هذا وإن حززت رأسه. لماذا؟ فهل قد حضر دروسا معرفية جعلته يأبى عن هذا العمل، أم أن هذا القدر من «الحبّ» الذي انطوى قلبه عليه تجاه أبي عبد الله الحسين عليه السلام يمنعه من هذا الموقف. إن هذا الحبّ بنفسه يقتضي أن تستحيل بعض الأعمال في المجتمع.

وكذلك الأمر بالنسبة إلى ظاهرة السفور والتبرج؛ فإن ازداد مستوى حبّ الزهراء سلام الله عليها بين نسائنا، تصبح حينئذ ظاهرة السفور من المستحيلات.

المودة مدعاة لكسب المعرفة: إن كان مجتمعنا الديني بحاجة إلى ازدياد المعرفة تجاه السيدة الزهراء سلام الله عليها لابدّ له أن يصعد من مستوى مودّته. إن المودة تنتج المعرفة. لقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «مَنْ أَرَادَ الْحِكْمَةَ فَلْیُحِبَّ أَهْلَ بَیْتِي».[8] إن هذه الحكمة التي هي ضالة المؤمن،[9] ومن أعطيها فقد صار عالما بلا معلِّم، تحصل بحبّ أهل البيت عليهم السلام.

2. ارتفاع المستوى المعنوي لدى النساء

ليست النساء بنصف المجتمع، بل كل المجتمع. إن دور النساء أكثر حساسية وخصوصية من دور الرجال في المجتمع وذلك بسبب دورهم الخاصّ في الأسرة وتربية الأولاد. ومن هذا المنطلق فهم أكثر حاجة من الرجال إلى الارتقاء المعنوي. وفي هذا المسار علاقتهن بفاطمة الزهراء سلام الله عليها تستطيع أن تبلغ بهنّ إلى ذروة المعنوية.

يكفينا في هذا المسار أن نوفّر أرضية لإقبال النساء على فاطمة الزهراء سلام الله عليها بإشاعة حبّها في المجتمع. يكفينا أن تتقرب النساء من فاطمة الزهراء سلام الله عليها إثر انتشار حبّها في القلوب. عند ذلك وبسبب المشاعر التي يملكنها تجاه الزهراء سلام الله عليها تجهدهم يزددن اهتماما بالمسائل المعنوية والدينية ويزددن شبها بالزهراء سلام الله عليها في حياتهن وسلوكهن.

ومن جانب آخر، عندما تشيع عظمة هذه المودة في المجتمع، وحين تشاهد النساء أنّ هناك امرأة لها شأن ومقام عظيم في الإسلام وتحظى بهذه المودة والمحبة في المجتمع، يشعرن بالشخصية وإثر ذلك يسهل عليهنّ الالتزام بالدين والمسائل المعنوية.

3. ازدياد قوة المجتمع

إن الله قد نصر خاتم أنبيائه بالرغب؛ «ونصره بالرغب».[10] كان الله سبحانه يحيط النبي وأصحابه بالأبهة والهيبة أمام الأعداء ما كان يلقي بها عليهم الرعب. وقد وعد الله سبحانه أن ينصر خاتم أوصيائه بالرغب أيضا،[11] حيث قد ورد في الرويات أن رعب أعداء الإمام المنتظر سوف يعبد الطريق لجيش الإمام حتى الانتصار السريع.[12]

من أين يأتي هذا الرعب؟ فإذا أمعنّا النظر في هذه الحقيقة نجد أن إلقاء الرعب يأتي من الشجاعة والشجاعة ناجمة من ثبات القلب. وأما القلب الذي يسع عرش الرحمن لا يثبت إلا بعد أن يمتلئ بحبّ مولاه. من خصائص الحبّ هو أنه إذا تعزز وملأ القلب، يمنح الإنسان قوة في التضحية والشجاعة في سبيل من يهواه. فإن ملأ الحبّ وجودك كلّه، تفدِ نفسك لمحبوبك بسهولة، وتفيض حينها الشجعاعة من قلبك، وسوف تلقي هذه الشجاعة الرعب في قلوب الأعداء.

إن مجتمعنا اليوم بحاجة إلى هذا الرعب في مواجهة الأعداء.  كما أن انتصارنا على أعدائنا سوف يتحقق بهذا الرعب نفسه. إن هيبة حبنا لمولانا ومولاتنا هي التي تسلب الأعداء جرأتهم على مواجهتنا والتطاول علينا.

إن سبب حساسية العدوّ من مجالسنا وهيئاتنا ما تضطرّه إلى القيام بتفجيرها، هو أنه بات يدرك ما يعطيه «حبّ أهل البيت» للشيعة من قوّة وهيبة. 

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                               

 


[1] الشورى، الآية 23.

[2] کافی، جلد 8، صفحه 79

[3] قرآن کریم، سورۀ شوری، آیۀ 23

[4] مسلمانان می‌توانند بر دو محور محبت به اهل‌بیت علیهم السلام و نیز آموزش دین و تعلم معارف و احکام الهی از زبان اهل‌بیت اتفاق نظر و اتحاد داشته باشند. (بیانات مقام معظم رهبری در دیدار با شرکت کنندگان در کنفرانس جهانی اهل البیت علیهم السلام، 1369.3.4 )

[5] امام علی ـ‌علیه‌السلام‌ـ : «وقتی عالِمی بمیرد، رخنه‌ای در دین پدید می‌آید، که تا روز قیامت هیچ چیز آن را پر نمی‌کند» محاسن، جلد 1، صفحه 233

[6] کافی، جلد 1، صفحه 270، باب فی ان الائمة محدثون

[7] قال رسول الله ـ‌صلّی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلّم‌ـ : «فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّی؛ فاطمه پارۀ تن من است.»، العمده، صفحۀ 384

[8] «مَنْ أَرَادَ الْحِكْمَةَ فَلْیُحِبَّ أَهْلَ بَیْتِی»، بحار الانوار، جلد 27، صفحه 116 و مئة منقبة، صفحه 84

[9] امام صادق ـ‌علیه‌السلام‌ـ : «الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِن»، کافی، جلد 8، صفحه 168

[10] امام صادق ـ‌علیه‌السلام‌ـ : « ... و خداوند او را با رعب یاری کرد.»، کافی، جلد 2، صفحه 17

[11] «عن ابى جعفر ع: ... وَ أَمَّا شَبَهُهُ مِنْ جَدِّهِ الْمُصْطَفَى ص فَخُرُوجُهُ بِالسَّیْفِ وَ ... وَ أَنَّهُ یُنْصَرُ بِالسَّیْفِ وَ الرُّعْبِ‏»، کمال الدین، جلد 1، صفحه 327

[12] امام باقر ـ‌علیه‌السلام‌ـ : «... و یَسِیرُ الرُّعْبُ قُدَّامَهَا شَهْراً؛ و رعب در پیشاپیش او، به فاصلۀ یک شهر، می‌رود»، بحارالانوار، جلد 52، صفحه 360

 

تعليق