أبى الله إلا أن..
إن الله يحب خلقه، ولا سيما الإنسان الذي خلقه وكرّمه، فأبى إلا أن يبلغنا إلى أقصى كمالنا المتمثل بقربه.
إن الله يحب خلقه، ولا سيما الإنسان الذي خلقه وكرّمه، فأبى إلا أن يبلغنا إلى أقصى كمالنا المتمثل بقربه.
إن كان ديننا مجرّدا عن الجانب السياسي واقتصر على نطاق الشؤون الفردية وحسب، يصبح مبررا لنقاط ضعف الإنسان ويفتح طريق فراره من مسؤولياته وتكاليفه المهمّة.
الدين السياسي أكثر جذابيّة ويستهوي قلوب الأقوياء وأولي البأس من الناس. أما الدين غير السياسي فلا يحظى بالجاذبية إلا القليل ولا يستهوي إلا ضعاف النفوس.
إن حضور الإنسان المتقي في الساحة السياسية مصحوب بالمظلومية بلا مناص، إذ تجب عليه مراعاة أحكام الدين في عمله السياسي، فينفسح المجال لتمادي منافسيه الفاسقين في الظلم.
السبب الرئيس في رقّ أبناء البشر على مرّ التاريخ هو عدم اكتراثهم بالسياسة أو انخداعهم بالسياسيّين. وإن رسالة الأنبياء هي إنقاذ البشر من الرقّ.
لن ينال قومٌ السعادة ما لم يعتبر العمل السياسي من أهم تكاليفه الإلهيّة. إن اتخاذ المواقف السياسية العادلة والصائبة من أهم التكاليف الدينية.
الإنسان العارف يصبح شجاعا، ولا يبلّغ الإنسانَ إلى أوج الشجاعة المصحوبة بالعقلانية أمرٌ كالعرفان. وأحوج الناس إلى الشجاعة هم السياسيّون.
إنما نيل درجات العرفان هو نكرات الذات والاتصال بالله، وأهم مصداق الاتصال بالله هو التضحية في سبيل سعادة الناس. وهذا ما نعبّر عنه بالنشاط السياسي.
المعنوية الحقيقية تزيد الإنسان اهتماما بمصير الناس والشؤون السياسيّة، وأما المعنوية المزيّفة فتدفع الإنسان إلى عدم الاكتراث بالمجتمع والبلاهة السياسية.