جماعة ذات قابليّتين متضادّتين
كما أن السياسيين وذوي السلطة، هم الذين يرتكبون أبشع أنواع الظلم والخيانة، كذلك يتسنى لهم دون غيرهم القيام بأعلى درجات الخدمة والعبادة.
كما أن السياسيين وذوي السلطة، هم الذين يرتكبون أبشع أنواع الظلم والخيانة، كذلك يتسنى لهم دون غيرهم القيام بأعلى درجات الخدمة والعبادة.
المحبة لروح الإنسان بمثابة الماء لجسمه. فإن الجفاف الروحي مدعاة للأسقام كما هو حال جفاف الجسم. إن التحبّب إلى الناس جميل كجمال سقي النباتات. حينما تسقي البستان وإن كنت تسقي الأشواك أيضا بلا مناص، ولكن لا يجوز أن تسقي الأعشاب الضارّة على الفسائل المفيدة. بل لابدّ من اجتثاثها وإبعادها عن البستان.
بإمكاننا الوصول إلى الله عبر ألف طريق ولا طريق إلى إنكار الله أبدا. ويجب إطاعة الله بألف دليل ولا دليل على المعصية أبدا. ويمکننا الوثوق بالله بألف طريق، ولا وثوق في الابتعاد عنه أبدا. ولكننا وعلى الرغم من كل هذه الأدلة والطرق نبتعد عن الله.
إن السكينة هي أصل جميع اللذات. فإن فرّطنا بالسكينة من أجل الحصول على لذة ما، فقد فقدنا نفس هذه اللذة أيضا. لا ينبغي لأي لذّة ونشوة أن تربك سكينتنا. إن من لوازم لذة المعصية الذاتية هو القلق والاضطراب وهي تسلب السكينة.
يبدو أن الاعتقاد بنبوّة نبيّ ما أصعب من الاعتقاد بالله وبالتوحيد. كما نستشف من خلال آيات القرآن أن الكفار والمشركين كانت لهم مشكلة مع الأنبياء أنفسهم لا مع مضمون رسالتهم. إن سبب معاداة الأنبياء هو خصلة التمرد وعدم الولاء التي كانت موجودة على مرّ التاريخ، ولم تستأصل في زماننا بعد.
إن حب العظماء من الناس يعظّم الإنسان، وحب النيرين منهم ينوّره. إن بصمات الأثر الوضعي التي يتركها المحبوب في قلب الإنسان من الشدة بمكان بحيث يجب عليه أن يراقب نفسه لأن لا يتعلق قلبه بأشخاص تافهين لا قيمة لهم.
إن أهم خصائص أمّة النبي الخاتم ـ على ما يبدو في الروايات ـ هو الإيثار. فإذا أصبحنا في الأمة الإسلاميّة ندق على وتر استيفاء الحقوق بدلا من الدعوة إلى التضحية والإيثار، فقد اجتثثنا جذور فضائل الأمة. طبعا لا بأس بصيانة المرء حقوقه، ولكن لابدّ أن نعلم أن المجتمع الوحيد الذي يحصل أبناؤه على حقوقهم هو ما كان أبناؤه أهل تضحية وإيثار.
إلى أي أخلاق كان يدعو النبي الأكرم(ص)؟ هل كان يدعو إلى الأخلاق التي تجعل الإنسان قنوعا بعبودية الطغاة المستكبرين، أم إلى الأخلاق التي تدعوه إلى عبودية الله واجتناب الطاغوت؟ إن دعتنا الأخلاق إلى طأطأة الرؤوس للظلم فهي رقٌّ بالأحرى. بينما أخلاق العبودية لله تجعل الإنسان عصيّا على الظالم.
يود الإنسان بمقتضى فطرته أن یؤول عمله إلى نتيجة، ولا سيما إن كان قد بذل مهجته في هذا الأمر. فليت شعري لماذا نرى الشهداء الذين قد عبّروا عن أهمّ اهتماماتهم في وصاياهم وكانوا قلقين على حفظ مُثُلهم وآثار تضحياتهم، قد أكدوا في كل وصية أربع مرّات ـ كمعدّل ـ على اتباع القيادة وولاية الفقيه؟!
إن كنت جاهزا بالبصيرة أي الرؤية العميقة والأسس الصحيحة، سوف تهتدي إلى الطريق بالحد الأدنى من المعلومات ولن تضل بعد ذلك أبدا. ولكنك إن كنت على غير بصيرة ورؤية صحيحة، سوف لن تهتدي إلى الطريق ولن تسعفك معلوماتك حتى وإن اطلعت على الواقع برمّته. البصيرة تجعل الإنسان ينظر من زاوية صحيحة فيخرج بنتائج صحيحة.