إنها لنعمة نادرة
حسبنا أن ننظر إلى الأحداث من الأعلى ولا تستغرقنا تفاصيل الأحداث المؤلمة والسارّة، لكي نذوق طعم العقل وندرك كم هو نعمة عظيمة ونادرة.
حسبنا أن ننظر إلى الأحداث من الأعلى ولا تستغرقنا تفاصيل الأحداث المؤلمة والسارّة، لكي نذوق طعم العقل وندرك كم هو نعمة عظيمة ونادرة.
وفي الحقيقة، عندما ارتفع أنيننا قائلين:"إلهي! بُعدك هذا وإن كان قصيراً وسبباً لتكاملنا إلا أنه عسير". قال الله: "لقد وصعت أحد أوليائي بينكم، فكلما اشتقتم إليّ، انظروا إليه، فإنه وجهي".
حسبنا أن نسأل الله القرب إليه دائما، فإن هذا السؤال كفيل بالتمهيد لتقرّبنا ولنكن على ثقة بأنه عز وجل لن يقصّر في النصيحة لنا واللطف بنا.
حسبنا أن نشفق بالناس ولا نقصّر في النصيحة لأحد، لكي نستطيع أن نطمئن بأن الله لا يقصر في النصيحة لنا واللطف بنا.
حسبنا أن نتفاءل بالخير، لنرى أنفسنا غارقين في نعم الله ونرى الله في شدّة الرحمة، فنرتقي عندئذ.
حسبنا أن نندم على ما أفسدناه من قبل، ثم نتوجه إلى الله بحسرات عميقة. عند ذلك سيعمّر الله مستقبلنا ويصلح حالنا.
هناك بون شاسع بين بكاء الإنسان النَّشط الحيوي وبين الإنسان الكئيب؛ كما أن غير أولي النشاط لا تدمع عيونهم ولا يستطيعون البكاء عادةً. وأنّى يمكن لمن حزن على الدنيا أن يحزن على الآخرة؟! فلا يستطيع البكاء على الآخرة إلّا من أراح فؤاده من هموم الدنيا.
إن حلّ انتظار ذلك الموعود ـ الّذي سيغير العالم ـ في قلب أحدٍ ما، فسيقلبه لا محاله، وسيعرض فيه قوّة الانتظار الّتي ليس لها مثيل.
إن سبب کآبة الكثير من الناس هو عدم الوصول إلى رغباتهم وابتعادهم عنها. أما من كان محبّا لله فهو لا يزال يقترب إلى محبوبه في كل آن، ولذلك كلما طعن في السنّ وازداد عمرا يزداد نشاطا وحيويّة.
ترى كثيرا من النّاس يلجأون إلى نسيان الموت ابتغاءً للنشاط والحيويّة، فيا لهم من تافهين وما أبعد سلوكهم عن العقلانية! أما المؤمن فكلما يتقرّب من الموت يزداد نشاطا وابتهاجا.