قصَّ لي شاب: تطوّعت لخدمة الشيخ بهجت(قده) فكنت أقدّم الشاي في مجلسه العزائي، وكنت حينها في الثانوية. سافرت مرّةً بضعة أيام إلى مشهد للزيارة، وبعد عودتي ذهبتُ إلى الشيخ(قده) في حاجة وقلت له: «لقد كنتُ في مشهد.»
سماحة آية الله العظمى البروجردي(قده) كان الجميع يودّون تقبيل يده. تعلمون أنه كان عارفاً أيضاً. سماحته كان أُصيب في أواخر عمره الشريف بوجع العين. کان الناس یرغبون في تقبيل يده، لكنه كان يرفض. يرفض لأنه من غير الممكن أن يتقاطر الجميع ليلَ نهار لتقبيل يده.
لماذا نحن غير قادرين على تخطّي بعض المِحَن؟ لأننا نجهل أنّ بعض المِحَن لا مفرَّ منها في حياة الإنسان. لقد خلق الله الرجل والمرأة ليتمكّنا، بما لديهما من اختلافات، من أن يُمَتّعا أحدهما الآخر، ومن تعذيب أحدهما الآخر أيضاً.
جذور الكثير من سيئات الإنسان تعود إلى نمط حياته. قد يُصبح المَيل إلى الراحة جزءاً من حياتنا. ومن آثاره اجتناب الأعمال الشاقة قدر الإمكان وعدم الإسراع في إنجاز الواجبات مهما أمكَن. كما أن من أشكال الميل إلى الراحة الابتعاد عن الأعمال التي تكلّف ثمناً والتي تسلُب من المرء بعضَ لذّته ونومِه وراحتِه.
فلنُعَظِّم الغدير، فقط ليفهم أهلُ العالم أنّ لدينا «الغدير». نحن أساساً لا نريد إثبات الغدير لأحد، بل نوَدّ أن يفهموا ما عندنا وما هي عقيدتنا. لماذا لا تُطعمون الطعام يوم الغدير؟! هل ينبغي أن يحاصِروا الحسين(ع) في مصرعه كي تُشَمّروا عن سواعدكم وتُطعموا الطعام؟!
خذوا دنياكم من فضل الله يا رفاق. هذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي. أرأيتم أولئك الذين يتعرّضون للظلم، إنهم يقولون: «الله عادل.. الله يستوي في موضعه المناسب». فالذي يكتوي بنار الظلم يثق بعدالة الله فيهدّئ بذلك نفسَه. لكن هذا الإنسان نفسه يهرب أحياناً من عدلِ الله.