!مقطع فلم | جذور السيئات تعود إلى نمط الحياة
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
- المدة: 05:08 دقیقة
- 05:08 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(6MB) | متوسط(16MB) | عالیة(413MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
نمط حياتنا يؤثر تأثيراً كبيراً على أفكارنا. فالطريقة التي تربَّينا عليها والأدب الذي تأدّبنا به في حياتنا لهما بالغ الأثر على نفسيّاتنا ورُؤانا. فنحن نتعوّد شيئاً فشيئاً على طريقة حياة معيّنة، ونتطبّع تدريجياً على طرازٍ سلوكيّ خاص. فإذا كان طرازُ سلوكنا هذا خطأ فستصبح أفكارنا خاطئة، بل إننا سنتقبل الأفكار الخاطئة بأن نلتمس لها التبريرات.
جذور الكثير من سيئات الإنسان تعود إلى نمط حياته. قد يُصبح المَيل إلى الراحة جزءاً من حياتنا. ومن آثاره اجتناب الأعمال الشاقة قدر الإمكان وعدم الإسراع في إنجاز الواجبات مهما أمكَن. كما أن من أشكال الميل إلى الراحة الابتعاد عن الأعمال التي تكلّف ثمناً والتي تسلُب من المرء بعضَ لذّته ونومِه وراحتِه. فإن لم تُنتزَع صفة طلَب الراحة هذه من كيان الإنسان فماذا سيحصل؟ إنه سيحاول، إذا أصبح ذا دين أن يتفلّت من التكاليف الشرعية. وبما أنه متديّن فإنه سيقول: «أنا لست مكلَّفاً بهذا أساساً!» أترون؟ إنه يبرّر لنفسه. ثم إنه قد يأتي كذلك بتبريرات مُتقَنة وغريبة! وهو: «إنّ هناك واجبات أخرى أهمّ ولها الأولوية!» لكن لماذا هو يفكّر هكذا؟ لأنه طالبُ راحة، لا يمكنه أبداً إعطاء الأولوية للعمل الأصعب.
فنمط حياتنا يؤثر تأثيراً كبيراً على أفكارنا. فالطريقة التي تربَّينا عليها والأدب الذي تأدّبنا به في حياتنا لهما بالغ الأثر على نفسيّاتنا ورُؤانا. فالشخص المَيّال إلى الراحة يقول: «انظر.. هناك، على أية حال، احتمال معقول بأننا لو ذهبنا للتفاوض مع أمريكا فمن الممكن، في لحظة ما، أن تتنازل! فلماذا نُقحم أنفسنا في صراع لا طائل تحته!» فطلَب الراحة هذا يُفسِد فكر الإنسان.
أظن أنني صرتُ أُصَنَّف تدريجياً في عِداد العجَزَة. فإنني أشاهد أين كان بعض الشباب، وإلى أين وصلوا، وما كانت عليه أحوالُهم وهم طلاب حوزة، وكيف غدَوا أثناء الحرب، وإلى أين وصلوا الآن؟ أمسوا من مُنَظّري رفض الجهاد! من مُنَظّري الإقرار بالسّلام الأحمق! إنه حقّاً يفكّر بهذه الطريقة! ولستَ تجرؤ على القول له: «أتعلم يا رفيقي لماذا تميلُ نفسُك وينحاز تفكيرك إلى تلك الجهة؟ أتعلم لماذا؟ لأنك منذ البداية كنت كسولاً!» كيف للمرء أن يقول ذلك؟!
كان للشهيد المطهري زميل يشاركه حجرتَه. وكان الشهيد يعمَد إلى ماء حوضِ المدرسة الفيضيّة الجامد فيُكَسّره ويأخذ بعض الماء ليتوضّأ لصلاة الليل. أما زميله فلم يكن يخرج، بل ولم يكن ينهض من نومه. وكان الشيخ المطهري، من حُبّه له، يوقظه قائلاً: «لقد ذهبتُ بنفسي وأتيتُك ببعض الماء فتوضأ هنا في أحد أركان الحجرة». وإذا بالشيخ المطهري يستشهد، وهذا يطعنون في الثورة في تشييع جنازته! والإمام الراحل(ره) كان قد قال له: «إذا تسلّمتَ مسؤولية فستسلّم الأمور بيد الليبراليين» كانت نفسُه تهفو إلى الليبراليين. ولم يكن ذلك في آخر عمره، فمنذ السنوات الأولى، بعد سنتين أو ثلاث، من انتصار الثورة كان يقول للإمام(ره): «علينا أن نقدّم للأمريكيين شكراً!»
ـ «ولماذا الأمريكيين؟ إنهم وراء كل ما تجرّعناه من ويلات!»
ـ «في النهاية لقد سمحوا لنا بالقيام بالثورة وهذا بحد ذاته نوعٌ من الإعانة
فلنشكرهم إذن!»
لاحظوا أي رؤية يحمل! إنه يفتش عن أضعف احتمال وأضأل بصيص أمل للحَدّ من الصراع مع أصل الاستكبار الذي هو معضلة البشرية. أين هذا من الإمام الخميني(ره) الذي يقول: «لأجل اجتثاث اُصول أمريكا قمنا بالثورة!» نمط حياتنا يؤثر تأثيراً كبيراً على أفكارنا.