هكذا سيرفق بك الزمان
إن قضيت أيامك بغفلة، ستجد الدنيا قصيرة جدّا ويمرّ بك الزمان بكل قساوة كالبرق الخاطف. بينما إن كنت متوجّها إلى الله ومراقبا خطواتك إليه، سيرفق بك الزمان ويكون في قبضتك وتحت سيطرتك، وسيمكّنك من اقتطاف جميع أزهاره في بستان الحياة.
إن قضيت أيامك بغفلة، ستجد الدنيا قصيرة جدّا ويمرّ بك الزمان بكل قساوة كالبرق الخاطف. بينما إن كنت متوجّها إلى الله ومراقبا خطواتك إليه، سيرفق بك الزمان ويكون في قبضتك وتحت سيطرتك، وسيمكّنك من اقتطاف جميع أزهاره في بستان الحياة.
إن كنت لا ترى الله رؤوفا، لن تقدر على مناجاته ولن تتوكّل عليه ولذلك فلا تستطيع أن تعيش باطمئنان واستقرار. إن رحمة الله ورأفته بنا أكثر ممّا نتصوّره. أما في سبيل معرفة رأفته فنحن بحاجة إلى التفكّر أكثر من التجربة ومن بعد ذلك نحتاج إلى التذكّر والتلقين.
الأسوأ من الغفلة عن الله، هو ذكر غير الله، ولا سيّما إن غرق الإنسان في ذكر غير الله. إن لم نذكر الله لا نقترب إليه، ولكننا إن اشتغلنا بذكر غير الله، نبتعد عنه. بذكر الله سنتمتّع بلذّة لقائه، بينما بذكر غير الله سنكره لقاء الله وسنتوهّم لذّة الدنيا وحسب.
إذا كان طموحنا هو أن نكون من أحسن الناس، يسهل عندنا التجنّب عن السيئات. بينما إن كان طموحنا أن نكون صالحين بنسبة ما، عندئذ يصعب علينا ذلك. إذا أردنا أن نذوق حلاوة القرب، سنجد طعم الدنيا مرّا، بينما إن كان حافزنا الوحيد في العبادة هو رفع التكليف وحسب، ستحلو لنا المعاصي أضعافا. فإن الأمر بيدنا وتحت إدارتنا.
من عجائب التقسيمات في القرآن والذي لم نلتفت إليه عموما هو بيان أقسام الناس في يوم القيامة. لقد قال الله في سورة الواقعة بأنكم ستنقسمون يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام: 1ـ أصحاب اليمين 2ـ أصحاب الشمال 3ـ السابقون الذين هم المقربون. فعلى غرار هذا التقسيم يجب أن يكون طموحنا الالتحاق بركب السابقين لا الخلاص من جماعة أصحاب الشمال فقط.
إن أمعنّا النظر جيّدا نجد أن الله قد تكفّل بتربية كلّ واحد منّا بامتحان خاص، وهو في جميع مراحل الحياة بصدد تعزيز جانب من أبعاد شخصيتنا عبر ما نملكه وما نفتقده، وتستمرّ هذه العملية إلى آخر العمر. فيبدو أننا سنعيش في حياة حقيقية في دار الآخرة واقعا، وبحاجة إلى نتائج هذه العملية التربويّة في الدنيا.
يا إلهي الذي تراني ولم تغفل عنّي ساعة، ثم تراقبني بعنايتك ومحبتك، وتعطيني من الحرّية حتى أختار وأجرّب لأزداد قيمة حتى أرجع إليك. أريد أن أسألك أن لا تتركني وإن كنت لم تتركني. فاحفظني أكثر واغفر لي خطاياي وذنوبي.
الحد الأدنى من أثر الصلاة هو الانفصال عن الدنيا، والحد الأقصى من أثرها هو الاتصال بالله. إنها تضمن الحدّ الأدنى من أثرها إذ تفصلنا عن الدنيا كالطفل الذي يفصل عن ملاعيبه قهرا، أما الحدّ الأقصى من أثرها فهو مرهون بمدى إقلاعنا عن هذه الملاعيب. إنك إن تعش تجربة الاتصال بالله، ستعشق الصلاة.
يختلف تعريف الإنسان حال كونه مع الله أو بدون الله. فإذا كان الإنسان مع الله سينتفع من عالم الوجود إلى أقصى الحدود، وسيحظى بأعظم قوّة ويتمتّع بأكبر اللذّات. بينما إن كان بلا علاقة مع الله، سيصبح كائنا حائرا وخائبا في جميع مطالبه وسيضحى ركاما من الآهات والحسرات.
الشيء الأسوأ من الغفلة عن الله، هو ذكر غير الله، ولا سيّما إن غرق الإنسان في ذكر غير الله. إن لم نذكر الله لا نقترب إليه، ولكننا إن اشتغلنا بذكر غير الله، نبتعد عنه. بذكر الله سنتمتّع بلذّة لقائه، بينما بذكر غير الله سنكره لقاء الله وسنتوهّم لذّة الدنيا وحسب.