فی هذة الحیاة الدنیا، یعبرنا الله من مضیقات و مآزق، لکي نکسب القوة والمهارة اللازمة لتجربة حیاة أوسع حجما وأعلي رتبة فی علم الآخرة. فهذه الدنیا فی الواقع هي دورة تعلیمیة و تدریبیة، لا للحصول علی الثواب فی الآخرة و حسب...
فی هذة الحیاة الدنیا، یعبرنا الله من مضیقات و مآزق، لکي نکسب القوة والمهارة اللازمة لتجربة حیاة أوسع حجما وأعلي رتبة فی علم الآخرة. فهذه الدنیا فی الواقع هي دورة تعلیمیة و تدریبیة، لا للحصول علی الثواب فی الآخرة و حسب...
خذ يوم الغد بعين الاعتبار حيث تبرد أو تتغيّر رغباتك وتنحو مشاعرك منحى منطقيّا وعقلانيّا أكثر ويتبدّل استعجالك إلى قرار وتأنٍّ، وبادر من الآن إلى تعديل نفسك والتحلّي بمزيد من التأني في الحكم ومن الصبر والعقل في السلوك.
ليست رغباتنا متنوعة كثيرا، ولكنّها تتبلور في مظاهر عديدة ومتنوعة. نحن بني آدم إما نبحث عن الراحة وإما نصبو إلى اللذة. وفي الوقت نفسه نريد الوصول إلى هاتين الرغبتين الرئيستين على مدى الأبد وبحجم كثير جدا وبسرعة عاجلة...
کما أن تقوية الفكر بحاجة إلى تفكّر وتقوية الإيمان منوط بالتذكّر، كذلك تعديل السلوك يحتاج إلى تمرين. التمرين يمنح الإنسان مهارة يسهل عندها العمل وفق العلم والإيمان، ولولا التمرين يزداد عدد العالِمين والمؤمنين الذين يخطئون في سلوكهم.
إن طريق التوبة مفتوح وذلك لأن الإنسان في هذه الدنيا في تمرين وامتحان، وإلّا فمعصية ربّ العالمين جريمة لا تجبر. إن الإنسان العاصي وحيد وغريب، لأن الكائنات كلّها عاشقة لله وتعادي من عصاه، كما أنها تحبّ من أطاع الله.
ليست الحياة كدّا ومثابرة لكسب السعادة، بل إنها جهاد للحفاظ على السعادة. إذ قد منحنا السعادة منذ أن خلقنا، فلابد أن نسعى لأن لا نفقدها. إن هذه الرؤية تضاعف قوّة الإنسان وتزيده أملا.
التلاوة هي النهج الأول للتربية الدينية
إن من المناهج التربوية المغفول عنها هي التلاوة التي تحتل الصدارة بين مهامّ الأنبياء وترد قبل التزكية والتعليم: ﴿یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِهِ وَیُزَکِّیهِمْ وَیُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَالْحِکْمَةَ﴾ (آل عمران/164). وإن تلاوة الآيات تختلف عن تعليم كتاب الله وتعليم الحكمة. وكأن التلاوة باعتبارها نهجاً تربوياً تعني أن يتعرض المتربّون لأنوار آيات القرآن المعنوية والمعرفية.
من أسوأ البلايا التي قد تحلّ بالإنسان هي أن ينسى ربّه فينسى نفسه بالتبع. إن نسيان النفس هي من الحالات المزرية التي لا يرضى بها أيّ إنسان أنانيّ. لأنك إن نسيت نفسك، لن تستطيع على إنجاز شيء لصالحك وسوف تعمل بضررك دائما.
لابدّ أن نعرف أنه قبل أن يخلق آدم، قد خلق عدوّه إبليس، ونحن نعيش صراعا مستمرّا مع عدوّنا مدى الحياة. إن الغفلة عن العدوّ لا تجعله رؤوفا. وكذلك الفرار من العدوّ ليس طريق النجاة. فيجب أن نقف ونجاهد حتى ننتصر.
إذا أحبّ الله عبدا، يكثّر عليه فرص الأعمال الصالحة، ويضيّق عليه فرص الذنوب، إلّا إذا عرف أنه سيخرج من مآزق الذنوب بعافية ونجاح. أي عبد يحبّه الله عز وجل؟ هو ذاك العبد الذي لا يستغلّ فرصة العصيان. وأيّ عبد يحبّه الله أكثر؟ هو ذاك العبد الذي ينتفع أكثر النفع بأقلّ فرصة للعمل الصالح.