التلاوة هي النهج الأول للتربية الدينية
إن من المناهج التربوية المغفول عنها هي التلاوة التي تحتل الصدارة بين مهامّ الأنبياء وترد قبل التزكية والتعليم: ﴿یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِهِ وَیُزَکِّیهِمْ وَیُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَالْحِکْمَةَ﴾ (آل عمران/164). وإن تلاوة الآيات تختلف عن تعليم كتاب الله وتعليم الحكمة. وكأن التلاوة باعتبارها نهجاً تربوياً تعني أن يتعرض المتربّون لأنوار آيات القرآن المعنوية والمعرفية. فإن الإنسان كائن معقد، وثمة اختلاف كبير بين الأشخاص، ومن هنا لا يتأتى بسهولة تحديد طريق لنموّهم وتكاملهم. ومن جانب آخر فإن آيات القرآن الكريم تنطوي على معانٍ عميقة ومعقدة، ولا يُعلم ماذا سيؤول بالإنسان الذي يتعرض لهذه الآيات. ولذا لابد من اللجوء إلى التلاوة في المرحلة الأولى من التربية. وهذه هي الأولوية الأولى على مدى المسار التربوي وحتى لأولئك الذي بلغوا في مسيرتهم التربوية ذورتها، ومعنى ذلك ضرورة الالتزام بالتلاوة في كل وقت. وعلى المدارس وكل بيئة تعليمية أن تعطي للتلاوة حصة من برنامجها إلى جانب البرامج التعليمية والتربوية الأخرى. وعلى الناس كذلك أن يحدّدوا وقتاً للتلاوة ضمن البرنامج التربوي الذي يضعوه لأنفسهم.