إنه لأمر مثير للعجب وهو أن يرى الإنسان أن الإمام الحسين(ع) قد جمع كل هؤلاء الناس بعضهم مع بعض
عندما تستعدّ فطرة النفوس وقد أشرت إلى أدلتها سابقا، فارمِ كلمة الحقّ واذهب لشأنك واتركها فسيلتقفونها عزيزي. فلا داعي لأن تراقبها أبدا. لا تنظر إلى القصف الهائل الذي يمارس في العالم على الحقّ، فإنها ليست بشيء.
أنا في حرم الإمام الحسين(ع) هذه أول زيارتي لهذا المكان المقدس أعيش مشاعر عظيمة وجيّاشة لم أجربها من قبل
يقول الإمام الصادق(ع): إِنَّ الْقَلْبَ لَيَتَجَلْجَلُ فِي الْجَوْفِ يَطْلُبُ الْحَقَّ فَإِذَا أَصَابَهُ اطْمَأَنّ وَقَرّ. قلب الإنسان يتجلجل ويخفق في صدره حتى يصل إلى الحقّ، فهو لا يزال مضطربا في داخله حتى يصل إلى الحق، فعند ذلك يطمئنّ ويقرّ قلبه.
تكليف الناس أن يُخرجوا مواكب ذو شوكة؛ مواكب لطم ذو شوكة!
لقد وجبت علينا المودّة لا المحبّة وحسب. والفرق بين المودّة والمحبّة في اللغة هي أن المودّة تُظهَر. فكم قد أظهرت؟
السؤال هو أنه لنفرض أن أبا عبد الله الحسين(ع) قد أحيا فطرتنا. ثمّ ماذا؟ إن ازدهرت فطرتنا وإن شاء الله يتمّ ذلك على يد الإمام الحسين(ع) والتي هي أروع حالات ازدهار الفطرة، ما هي الحقيقة النورانية الأولى التي يجب أن نجدها في قلوبنا ثم نبدأ بتنميتها لكي تصلح روحنا ثم نعمّمها على المجتمع لكي يصلح مجتمعنا ونشيعها في العالم لكي يصلح العالم، وما هذه الفضيلة؟
أيّ طيّب من بين طيّبي العالم إن رأيتَه تزدهر فطرتك فتشتهي وتحبّ؟ الشهيد، الشهيد له هذا الأثر. أمّا سيّد الشهداء فحدث ولا حرج. فمن يرَ سيد الشهداء فقد بلغ المراد. كان واقفا أمام الحسين(ع) ويتلقّى السهام وهو مستأنس. كانت السهام قد استهدفت أبا عبد الله الحسين(ع) فجعل نفسه درعا يصدّ السهام.
أنا قد ترعرعت ولطمت في هيئة باسم هيئة محبي العباس. منذ صغري كنت أحضر وألطم في هذه الهيئة؛ هيئة محبي العباس.
المشاهدة هي أحد عوامل ازدهار الرغبات الفطرية. أفهل آخذكم إلى المشاهدة؟ المشاهدة تفعّل فطرة الإنسان. بآية من القرآن آخذكم إلى التفرّج.