الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۵/۰۷/۲۶ چاپ
 

مقطع فلم | أسرار عاشوراء القسم السابع:الإنسان والعبودية

 

 

 

 

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 07:27 دقیقة

النص:

يقول الإمام الصادق(ع): إِنَّ الْقَلْبَ لَيَتَجَلْجَلُ فِي الْجَوْفِ يَطْلُبُ الْحَقَّ فَإِذَا أَصَابَهُ اطْمَأَنّ وَقَرّ. قلب الإنسان يتجلجل ويخفق في صدره حتى يصل إلى الحقّ، فهو لا يزال مضطربا في داخله حتى يصل إلى الحق، فعند ذلك يطمئنّ ويقرّ قلبه. إن أردت أن تنقف قلبك وتنادي أحدا من داخل قلبك، وتجد الجوهرة المشرقة التي تتحكم في مصير الإنسان أو أردت أن تعزّز جوهرةً فلابدّ أن تكون جوهرة العبودية. إحدى خصائص العبد هي الشعور بالحاجة والفقر والاتكال. أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّه‏ دائما. وكلمة «دائما» مكتوبة هناك في الجانب وفي الحاشية البيضاء. أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّه‏ دائما وفي جميع الظروف. أنا فقير إليه أنا أطلبه. والعلاقة الأخرى بين العبد والمولى هي استلام الأمر. فأمرني يا سيدي. إذ أنا عبدك وإن لم أمتثل أمرا أشعر بالابتعاد عن هويّتي الأصيلة والعذبة. فأمرني يا مولاي. فإن لم تأمرني أزعم أني لست بعبد وأنت لست مولاي. هناك وجهان أساسيّان في مفهوم العبد أحدهما الاتكال والآخر الأمر. فعندما تستيقظ من النوم في الصباح تفتح عينك بالأمر. ما هو أمرك يا مولاي؟ أنا أنام بذكرك وأراك في منامي وبعد استيقاظي من النوم أذكرك قبل كلّ شيء. الأمر أمرك. حياتي رهينة أمرك. فأمرني يا حبيبي.

كل حياتك واضطرابك ونزهاتك ولذّاتك وهيجانك وحرصك وحسراتك متعلّقة بمدى بعدك عن اللّه. المناجاة هي أن تقول إلهي لقد عشتك فأريدك وأطلب المزيد من لقائك فماذا أصنع. وإنما نار جهنّم لذريعة لإظهار العشق لربّ العالمين. إذ أن العبد متأدّب بين يدي مولاه ويستحيي من أن يقول: إلهي أحبّك. إذ أنه عبد. فالتقِ بنفسك أيها الإنسان لحظة، فستسقط الجنّة من عينك، حتى ولو كنت متنعّما فيها. التقِ بنفسك. أفهل تريد أن آخذ لك موعدا من نفسك. فخذ موعدا من نفسك. وسأدفع رسوم اللقاء بك مهما كان. التق بنفسك. عزيزي التق بنفسك لترى ماذا تريد. فإن عرفت ماذا تريد فقد بلغت المراد وقد أخذوا بيدك. ولا مشقّة في باقي الطريق بعد. فتكون في باقي الدرب منشغلا بالله ومراقبا إياه ووالها به.

أتذكرون كنا نتحدّث معا في مواضيع أخلاقية. كنا نتساءل هل تريد بيتا؟ دعني أراك فقد كتب في جبينك أن تريد بيتا. لماذا تريد بيتا؟ شيخنا بطبيعة الحال يحتاج الإنسان إلى بيت، فيبدو أنك مرتاح ولكننا شباب وبحاجة إلى بيت. طيّب لماذا تريد بيتا؟ عجيب! شيخنا نريد أن نرتاح. إذن عزيزي قل أريد أن أرتاح لماذا تقول أريد بيتا؟ شيخنا! لا يمكن للإنسان أن يرتاح بلا بيت. فماذا إن أمكن، هل تنتهي المشكلة؟ والله لا أدري ماذا أقول. انظروا فإن هذا الإنسان لم يلتق بنفسه لحد الآن. والله لا أدري ماذا أقول. لا داعي لأن تقول شيئا. ولكن افهم. هل تريد بيتا؟ لماذا تريد بيتا؟ لكي أرتاح. لماذا تريد أن ترتاح؟ إن استمرت بهذا الشكل، ستقول في آخر المطاف أنا لا أريد شيئا، بل أريد الله فقط.

هل تعلمون بماذا قد خدعوا البشر في الغرب؟ بشعار «الرجوع إلى الذات» المزيّف؛ بشعار «كن کما تشاء»، وبترجمة «من عرف نفسه» المزوّرة. بهذا قد خدعوهم. لماذا انخدع الناس بالليبراليّة وهم الآن يعيشون أطول فترة خداع في الليبراليّة؟ لأنه قیل «کن کما تشاء» و «كن حرّا» و «وافعل ما تشتهي». فكانت مغرية جدّا واستهوت القلوب كثيرا. لأن الواقع هو أن الله يقول نفس هذا الكلام. ولكن الله يؤكّد على ذاتك الخفيّ، بينما أولئك الحقراء يؤكدون على ذاتك الظاهر. لقد ترجم هؤلاء الرجوع إلى الذات بأصالة الإنسان ونزعات الإنسان السطحية واستهووا القلوب بهذا القدر. فاذهب وتحدّث مع الطرف الآخر بلغته. وقل أنا حرّ وطاب لي هذا. ولكني قد بلغت إلى حقيقة ذاتي بينما أنت عرفت القشور السطحية من ذاتك فقط.

تعليق