الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۸/۰۴/۱۵ چاپ
 

مقتطفات من كتاب العبد والمولى ـ القسم السابع

 قد تنتاب أهلَ البِدَع حالُ الخشوع والبكاء في عباداتهم المبتدعة 

منشأ البدعة عدم التفات المبتدع إلى أنه عبد

إذا غلبَنا التواضع بين يدَي مولانا، وآمَنّا بأننا عبيده، وأنه لا بد أن يأذن لنا لإقامة علاقة معه، وأنّ إذنه هذا مُحترَم عندنا، فسنسأل الله حينذاك: إلهي، أين نعبدك وكيف؟ وكيف نَصِل إليك؟ وكيف نخاطبك؟ وكيف نقيم علاقة معك؟ وهاهنا تتجلى أهمية الصلاة والصوم وسائر العبادات.

الحاجة إلى الإذن في كل لون من العبادة

ليس الأمر أن تَشرَع بتجشّم عناء الجوع متى ما رغبتَ في ذلك، فتجويع النفس هو الآخر يحتاج إلى إذن من الله. فإذن الله هو من الأهمية بحيث إن عدم الاهتمام به يولّد مفهوماً يُطلق عليه «البدعة». والبدعة فيها خطورة عظيمة، فلقد جاء في الحديث أنّ المبتدِع في الدين يزداد بكاؤه حال العبادة.  لماذا؟ لأن الشيطان سيكون مرتاح البال من ناحيته فيقول له: «إبك ما شِئتَ، فإنك لن تسير نحو الله.»

يستحيل إقامة علاقة مع الله دون إذنه!

البدعة ثورة على الدين. أما سبب اكتساب البدعة كل هذه الأهمية فيعود إلى الأهمية الكبيرة التي يتمتع بها «الإذن» من الله تعالى. فالبدعة في الحقيقة شكل من أشكال عدم احترام الإذن الإلهي؛ لأنك إذا كنت عبداً فكيف تسمح لنفسك أن تختار لها طريقة للتقرّب من الله عزّ وجلّ دون أن يأذن هو لك بها؟! فإذن الله مهم جدّاً في حال أردنا إقامة علاقة معه جل وعلا. بل إنّ إقامة مثل هذه العلاقة دون إذن منه تعالى مستحيل أساساً، لأن الكلام هنا يدور حول علاقة عبد بمولاه، لا صديق بصديقه.

تعليق