!مقطع فلم | آهاتُ عليّ(ع) في جوف الليل
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
- المدة: 06:31 دقیقة
- 06:31 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(7MB) | متوسط(17MB) | عالیة(102MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
صلى الله عليك يا أمير المؤمنين(ع). دعونا نأتي على ذكر أمير المؤمنين(ع). لقد هيّأتُ بعض المشاهد من حياته(ع) سأستعرضها عليكم لتشاهدوها.. وتستمتعوا بها. في أمالي الصدوق وهو كتاب قيّم جداً يقول عروة بن الزبير: «كُنَّا جُلُوساً فِي مَجلِسٍ في مَسجِدِ رَسُولِ اللَّهِ(ص) ..فقالَ أبو الدَّرداءِ: يَا قَوم» (وكانوا نفرا من الناس) مَن هو أكثر أصحابِ رسول الله(ص) فضلاً؟ يقول فقلت: لا شكّ أنه عليّ بنُ أبي طالب(ع) قال: فَوالله ما كان في جماعة ذلك المجلس إلا واستاءَ وأعرضَ بوجهه!! مظلومٌ عليّ(ع).. مظلومٌ عليّ(ع)!
أودّ هنا أن أُلوّع قلوبكم على عليّ(ع) عسى الله أن يرحمكم لذلك فالله تعالى يحبّ كلّ مَن يحبّ عليّاً(ع)، فعوضاً عن قوله له: «أوَلستَ لا تملك غيري؟» من باب التوبيخ فإنه يضمّه إليه قائلاً: يا حبيبي، أوَلستَ لا تملك غيري؟ يتعامل معه بعطف، وكذا الحال يوم القيامة.
فقام رجل وقال له: «لَقَدْ تَكَلَّمْتَ بِكَلِمَةٍ مَا وَافَقَكَ عَلَيْهَا أَحَدٌ مُنْذُ أَتَيْتَ بِهَا!» فقال أبو الدرداء: ماذا أصنع.. «يَا قَوْمُ، إِنِّي قَائِلٌ مَا رَأَيْتُ وَلْيَقُلْ كُلُّ قَوْمٍ مِنْكُمْ مَا رَأَوْا» ثم تحدّث عن جهاد أمير المؤمنين(ع) وأتْبَعَه بقصّة عنه(ع) فقال: كنتُ مع عليّ(ع) ذات ليلة فإذا به يحاول إلهاء أصحابه ليذهب خلسةً، ولم أعرف إلى أين كان يريد الذهاب.. خمّنتُ أنه توجّه إلى منزله. كان الوقت ليلاً، وكنّا نجلس إلى بعضنا فسمعتُ فجأة صوتَ أنين، فتقصّيت المكان.. «فَإِذا أَنا بِصَوتٍ حَزينٍ وَنَغمَةٍ شَجِيّ» كان ضجيج أمير المؤمنين(ع) على درجة من الغرابة حتى لم يكن بالإمكان معرفة أنه صوتُه(ع) «..وَنَغْمَةٍ شَجِيٍّ وَهُوَ يَقُول: إِلَهِي كَمْ مِنْ مُوبِقَةٍ حَلُمْتَ عَن مقابَلتِها..» كم من معصية كبيرةٍ رأيتَ منّي فعاملتني بالرأفة! «وَكَمْ مِنْ جَرِيرَةٍ تَكَرَّمْتَ عَنْ كَشْفِهَا..» كم من جنايةٍ شاهدتَ منّي فلم تفضحني! «إِلَهِي إِنْ طَالَ فِي عِصْيَانِكَ عُمُرِي وَعَظُمَ فِي الصُّحُفِ (صُحُفِ أعمالي) ذَنْبِي فَمَا أَنَا مُؤَمِّلٌ غَيْرَ غُفْرَانِكَ» فليس أملي في أحدٍ غيرك. قال: «فَشَغَلَنِيَ الصَّوْتُ وَاقْتَفَيْتُ الأَثَرَ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ(ع) بِعَيْنِهِ» يناجي ربّه في جُنح الليل فتعجّبت كثيراً من شدّة مناجاته «..فَرَكَعَ رَكَعَاتٍ.. ثُمَّ فَزِعَ إِلَى الدُّعَاءِ وَالْبُكَاءِ وَالْبَثِّ وَالشَّكْوَى» ثمّ أورَد الكتاب ثانيةً ما ناجى به أمير المؤمنين عليّ(ع) ربَّه وهي مناجاة يتعذّر أساساً على المرء قراءتها! فراح يكرّر الآهَ تلوَ الآه..! «آهِ إِنْ أَنَا قَرَأْتُ فِي الصُّحُفِ سَيِّئَةً أَنَا نَاسِيهَا» ماذا لو أتيتُ يوم القيامة فرأيتُ في صُحُفي ذنباً نسيتُ أن أستغفر منه! وماذا لو نوديتُ «..فَتَقُولُ خُذُوهُ» فلا يستطيع أحد مساعدتي! ثم ينظر إليَّ الملأ نظرةَ ترحّم فيقولون: إنّهم يأخذون هذا الشقيّ! «قال ثُمَّ انْغَمَرَ فِي الْبُكَاءِ فَلَمْ أَسْمَعْ لَهُ حِسّاً وَلا حَرَكَةً فَقُلْتُ غَلَبَ عَلَيْهِ النَّوْمُ لِطُولِ السَّهَرِ» والبكاء قال فأتيتُه وقد اقترب الصبح لأُوقظه لصلاة الفجر «فَإِذَا هُوَ كَالْخَشَبَةِ الْمُلْقَاةِ، فَحَرَّكْتُهُ فَلَمْ يَتَحَرَّكْ.. فَقُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، مَاتَ وَاللَّهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ(ع) قَالَ فَأَتَيْتُ مَنْزِلَهُ مُبَادِراً أَنْعَاهُ» فاستفسرَت فَاطِمَةُ(ع) عن الخبر فقلت لها: لقد فاضَت روح عليّ(ع)! قالت: أين؟ قلت: كان يناجي ربّه فخِلتُ أن النومَ غلبَه فحركتُه فإذا به قد فارق الحياة! قالت: هذا دأبُ عليّ(ع) «هِيَ وَاللَّهِ.. الْغَشْيَةُ الَّتِي تَأْخُذُهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّه» هذا دأبُ عليّ(ع).. إذهبوا وساعدوه ليفيق.