مقطع فلم | لا بد من غسل العيون والنظر بطريقة أخرى!
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
المدة: 04:41 دقیقة
04:41 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(8.03MB) | عالیة(48.5MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
بيت شِعر "سهراب" الذي يقول فيه، ماذا؟ "لا بد من غسل العيون والنظر بطريقة أخرى". من المصطلحات المهمة جداً والجوهرية في القرآن الكريم هو مصطلح "البصيرة": «هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاس» يقصد القرآن الكريم. والبصيرة هي النظر إلى شيءٍ ما نظرة صائبة. و"القرآن بصائر" يعني أنه يجعلك تنظر إلى ظواهر العالم بشكل صحيح، وهذا في غاية الأهمية. القسم الأعظم من سعادتنا أو تعاستنا يعتمد على نمط رؤيتنا أي: "كيف ننظر إلى الأمور؟" سرورنا وحزننا يتوقف على كيفية نظرنا إلى كل ظاهرة. لقد قلتُ أمام "السيد ظريف" في اجتماع في أوائل "المفاوضات" ولقد تداولته وسائل الإعلام بعض الشيء، قلتُ: "أيّ معاناة يقاسيها السيد ظريف وهو يفاوض هؤلاء الحمقى!" فإنّ الله قد جعل أعداءنا من الحمقى. حسنٌ، هذا يعتمد على طريقة رؤيتك؛ فإن كانت نظرتك سيئة فستقول: ما أذكاهم! يعملون بكل دقة! سيحطّموننا! كل هذا يندرج ضمن "زاوية الرؤية" وهو ما يُصطلَح عليه في الدين "البصيرة"، بل القرآن يُطلق "البصيرة" على زاويته الأصح. إن حياتنا غير مرتبطة بمعلوماتنا، بل هي لا ترتبط بالواقع من حولنا كارتباطها برؤيتنا. بيت شعر "سهراب" الذي يقول فيه، ماذا؟ "لا بد من غسل العيون والنظر بطريقة أخرى." إنه من روائع الأدب الفارسي.. هذا البيت على الأقل. ولا يهمّنا "ما هي الطريقة الأخرى" لكن ضرورة "النظر بطريقة أخرى" هو صحيح. أما: "لا بد من غسل العيون" ففائق الروعة!.. مرحى! وضرورة "النظر بطريقة أخرى" تمثّل "زاوية الرؤية" ذاتها. وقد جاء في تراثنا الدعائي بخصوص زاوية الرؤية: «اللّهُمَّ أَرِنَا الأَشْيَاءَ كَمَا هِيَ» أي ظواهر العالم؛ أي اجعَلْني في موضع إذا نظرتُ منه إليها رأيتُها على هيئتها. إن الناس يهمّهم أن الممثل الفلاني الذي يعرفون، أو المغنّي الفلاني الذي يعرفون.. ما هو رأيه في موضوع كذا؟ ـ قُل أرجوك ما رأيك بكذا؟ ـ لكن رأيي.. ـ لا لا، أرجوك قُل... وسأعمل لها "Forward" للجميع، قُل فقط! يقول أحدهم: قابَلنا ممثلاً كان قد زار مشهد قال: أتعلمون رأيي بمشهد؟ يقول: رأيه هذا حصل على بضعَ مائة إعجاب! تصوّروا لو أبديتُ أنا رأيي بالإمام الرضا(ع) قائلاً: ـ أرجوك قف لحظة أقول رأيي. ـ لا داعي! ـ لكن دعني أنا أيضاً أقول رأيي. - لا أريد، لا حاجة لي برأيك! لكن ما إن يأنَس بشخص قليلاً حتى يودّ معرفة الزاوية التي ينظر منها لمختلف القضايا. وليس هذا سيّئاً، بل جيد. لكن: لو كان مَن تهمّك معرفة نظرته لمختلف القضايا.. هو الحسين(ع)... ألا يكون جميلاً؟ لا بد أنه يهمّك جداً.. معرفة نظرة الحسين، عليه السلام، لأمور كثيرة! لأمور كثيرة! رفاق، أنفقوا أعماركم في معرفة الزاوية التي ينظر منها أولياء الله، وستأخذكم النشوة..