مقطع فلم | لماذا تلتذ خلسة؟!
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
المدة: 03:59 دقیقة
03:59 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(6.02MB) | عالیة(34.4MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
لا أظن أن شارب الخمر في البلدان الأخرى يلتذّ أكثر من شاربه عندنا، لأنها هنا خلسةً فيظن أن.. أظننتَ أنّه لكوني أريد أن أصبح إنساناً صالحاً فإن عليك إتيان اللذة خلسةً؟! لكنني أسعى وراء الهدف ذاته! اخنُق نفسك الأمارة بالسوء. اِلجِم نفسك اللاهثة وراء الشهوات. لا تدَعها تنساب خلسة. أتوافقوني الرأي أننا حينما لا نجعل من اللذة هدفاً صريحاً لنا تحاول نفسنا الأمارة بالسوء كلَّ حين الانسياب خلسةً لتظفر بلذةٍ ما؟ أما ترى في الضيافة إذا أتوك قبل العشاء بحلوى لذيذة جداً وأنت جائع قلت: ممتاز، ممتاز، ضعها هنا لِما بعد العشاء؟! فالعشاء فاخر، وإن تناولتُ قطعتي حلوى الآن لا أتمكن من العشاء، فقابليتي محدودة، ثم إنها ستسد شهيتي، وأريد أن ألحق بالمضيف خسارة فادحة بتناولي ثلاثة أطباق! لنفس السبب الذي جعل نفسك الأمارة تلحّ عليك أن: كُل، كُل، لا تجامل - لنفس السبب أنت تقول: لا بأس، لا تأكل، لا تأكل، لا تأكل! لقد لجَمتَ نفسك الأمارة بالسوء. إنني أتكلم كلاماً مهماً جداً، لكنكم تنظرون إليَّ هكذا، أتدرون؟! لماذا حاولتِ الانسياب خلسةً؟ وما الذي أعمله أنا يا ترى؟ ألستُ أنا الآخر أفتش عن اللذة! امنعها.. امنعها.. وناد باللذة بأعلى صوتك.. باعتبارها المحرّك لك. ناد بصوت عال: أريد أن ألتذ، وحينذاك سوف لا تصبح النفس الأمارة بالسوء أمارةً، ولا تظل تحاول التملّص. فحينما تقول: أريد المزيد من اللذة فسوف لا تتحسر على ما يستمتع به الآخرون أمام عينيك من لذات، إذ لديك برنامج للذة. وهذه اللذة من العلو ما يجعل الصائم يحترق قلبه حقاً من أجل غير الصائم، ولا يحسد صائمٌ مُفطِراً قَطّ. لماذا؟ لأنه مُلتَذ! لأن لقلبه لذة. فعندما تتحدث بصراحة عن اللذة قائلاً: أريد أرقى لذة، فسوف لا يشق عليك ترك غيرها. أما ترى كم يصعب على الطفل أن تنتزع من يده دميته أو لعبته؟ تقول له: أعطني إياها، فيرفض. لكن ما إن تعطيه لعبة أكبر، حتى يتخلى عن تلك قائلاً: خذها، تفضّل! ـ أريد أن استمتع بلذة أسمى. ستقول (النفس): جيد، الآن أنا مستعدة للتخلي عن تلك الأدنى. سيكون الإنسان مستعداً نفسياً لذلك. ـ أي لذة تريد الوصول إليها بالدين؟ ـ أرقى لذة، وإلا فلا جدوى من الدين! لماذا حاولتِ الانسياب خلسةً؟ وما الذي أعمله أنا يا ترى؟ ألستُ أنا الآخر أفتش عن اللذة!