الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۸/۰۴/۲۶ چاپ
 

مقتطفات من كتاب العبد والمولى ـ القسم الثامن

إنّ اكتساب معرفة عميقة بالعبودية ليس بالأمر الهيّن على الإطلاق

صعوبة إدراك العلاقة مع الله إدراكاً صحيحاً

صعوبة إدراك معنى العبد

إذا اتّضحَت لك العبارة المهمة القائلة: «الإحساس بالهوية يكون بإدراك حقيقة العبودية»، حتى صرتَ تقول «العبد» كلما أردتَ قول «أنا»، فلا بد لك إذذاك من اتخاذك الخطوة التالية.

على أنّ اكتساب معرفة عميقة بالعبودية ليس بالأمر الهيّن على الإطلاق، وعلينا من أجل معرفة كهذه أن نلمس معنى العبد بشكل دقيق. فلأنّ صفحة الرق في زماننا قد طُويَت، ولله الحمد، ولم نعد نرى من حولنا أرقّاء، فإن لمس معنى العبد ليس بالأمر اليسير.

ضرروة فهم العلاقة بالمولى

إنّ على مَن تَوصَّل إلى معرفة نفسه وعَرِف أنه عبد أن يكتشف شيئاً آخر ويُنَمّيه، ألا وهو «العلاقة» التي تربطه بمولاه. فبعد أن يفهم الإنسان المراد من العبد يتعيّن عليه أن يجتهد في إدراك كيفية التعامل مع مولاه ونمط علاقته به إدراكاً صحيحاً، وهو ما يحتّم عليه الإجابة على أسئلة من هذا القبيل:
ما معنى العلاقة بالمولى؟
كيف يتسنّى لعبد أن يقيم علاقة مع مولاه؟
ما هو إحساس العبد إذا ربطَته بمولاه علاقة؟
كيف ستكون نظرة مولاه إليه في إطار هذه العلاقة؟

التغيير المتناسب مع كل علاقة من أجل إدراكها

قلنا إن من المقرر بعد معرفتنا أنفسَنا ـ والتي نكون قد توصّلنا من خلالها إلى التعريف الحقيقي الخاص بنا وعثرنا على هويتنا ـ أن نفهم طبيعة العلاقة بين العبد ومولاه.

استَقرِئ ما مر بك في حياتك من علاقات؛ كعلاقتك بوالديك، أو بأخوانك وأخواتك، أو بأصدقائك، أو بأستاذك ومعلّمك، أو علاقتك بزوجك (إن كنت متزوجاً)، أو بأولادك (إن كان لديك أولاد). ومن أجل أن تفهم كل واحدة من هذه العلائق لا بد أن تخضع لتغيير معيّن. 

لا يمكن استيعاب الرابطة الزوجية قبل الزواج

لا يستطيع الأعزب أن يستوعب العلاقة الزوجية استيعاباً كاملاً. وهذه تحديداً هي مشكلة الشباب، وهي أنهم لا يدرون أي شريك يختارون لحياتهم، بل إنهم لا يفقهون أساساً ما الذي ينفعهم هذا الشخص الذي يهمّون باختياره؟ فإن تحدّثوا عن المعايير التي يتطلّبونها في قرينهم عرفتَ بأنهم مخطئون في تفكيرهم، وهو ما نلمسه كثيراً في الفتيان؛ فالفتى يرى زوجتَه كأحد رفاقه، كل ما في الأمر أنها من جنس آخر، ولذا فهو يفتش في الفتاة التي يطلب يدها أفضل ما يجده في رفاقه من خصال. فلأنه لم يتزوج بعدُ فهو يجهل كيف يقيم علاقة مع زوجته، بل لا يعرف ما معنى العلاقة بالزوجة. والحال ذاتها تنطبق على الفتيات أيضاً. ومع أن مشاعر الفتاة تجاه زوجها تختلف، غير أنه لا يمكن، في العادة، تكوين صورة عن هذه العلاقة ما لم يتحقق الاقتران.

ونعود لنتساءل: ما معنى أن تكون للمرء علاقة بمولاه؟ وما هو إحساسه نتيجة هذه العلاقة؟ 
بالطبع ليس ثمة على الأرض ما يشبه هذه العلاقة. ولا تخدعك أشعار العرفاء والشعراء العرفانية، فليس حب الله بمثل حب المعشوقات الأرضية، وما لجوء العرفاء والشعراء إلى هذه الاستعارات إلا لأنهم لم يجدوا مفرّاً من ذلك.

تعليق