مقطع فلم | فتن آخر الزمان
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
- المدة: 03:57 دقیقة
- 03:57 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(6.2MB) | عالیة(65.7MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
الحكمة من فتن آخر الزمان واضحة تماماً. لاحظوا مثلاً هذه الرواية عن الإمام الباقر(ع) إذ يقول: «هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، لا يَكُونُ فَرَجُنَا حَتَّى تُغَرْبَلُوا، ثُمَّ تُغَرْبَلُوا، ثُمَّ تُغَرْبَلُوا». كما جاء في العبارات المتأخرة من دعاء الافتتاح الشريف: «وَشِدَّةَ الْفِتَنِ بِنَا وَتَظَاهُرَ الزَّمَانِ عَلَيْنَا» (دعاء الافتتاح)، أي: إلهي ارحمنا حينما تشتد الفتن بنا ويتغلّب أعداؤنا علينا وذلك لكي ينبذ الله تعالى مَن ليسوا أهلاً لذلك ويحتفظ بالأنقياء الخُلّص. بل وقد صُرّح في أحد الأحاديث أن فتن آخر الزمان إنما تخص المنافقين من بين المؤمنين والذين ينبغي عزلهم. فالنفاق يظهر حتى عند المنتظرين وإلا فلو لم يكونوا من المنتظرين وكانوا على أي ملة فما الداعي إلى الحديث عن غربلة المؤمنين؟ ففي حديث عن الإمام الرضا(ع) يقول: «إِنَّ مِمَّنْ يَتَّخِذُ مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ لَمَنْ هُوَ أَشَدُّ لَعْنَةً (فتنةً) عَلَى شِيعَتِنَا مِنَ الدَّجَّال». فسُئِل(ع): «يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، بِمَاذَا» تكون فتنتُهم؟ ولا بد هنا أن يكشف توضيحُ الإمام(ع) عن طبيعة فتنة أشخاص كهؤلاء، «قَالَ(ع): بِمُوَالاةِ أَعْدَائِنَا وَمُعَادَاةِ أَوْلِيَائِنَا» أي إنه سيودّ ويوالي أعداءنا أهل البيت ويعادي مُحبينا وأولياءنا. أو فيما إذا كانت فتن آخر الزمان معقدة أو لا وإلى أي مدى ستغوينا فقد سُئل الإمام الصادق(ع) عن ذلك مرةً «نَظَرَ (الإمام) إِلَى الشَّمسِ دَاخِلَةً إِلَى الصُّفَّة» (السقيفة) وسأل الرجل عما يكون هذا، فأجابه أنه نور، وحين أكد عليه لئلا يكون مخطئاً، أكد الرجل أنه نور الشمس، فأكد الإمام(ع): صحيح أن فتن آخر الزمان صعبة وسيسقط فيها قوم، وأن عملية الغربلة والتمييز والتمحيص جدية لكن «وَاللهِ لأَمْرُنَا (لأهله) أَبْيَنُ مِنْ هَذِهِ اَلشَّمْسِ». لكنه إذا ادّعى أحد الإيمان فإن عليه الاستعداد للفتن فعن النبي(ص): «لا تَكرَهُوا الفِتنَةَ فِي آخِرِ الزَّمانِ فَإِنَّها تُبيرُ المُنافِقين» أي تفضح المنافقين وتهلكهم. بل وجاء في حديث آخر عن أئمتنا(ع): «تَمَنَّوُا الْفِتْنَةَ» في آخر الزمان، أي اسألوا الله أن تتوالى هذه الامتحانات ففي الفتن تتسارع الأحداث ويُعَجَّل في نجاة المؤمنين، وفي الفتنة، ولكونها حدثاً رهيباً وصعباً، هناك من يسقط، كما أن فيها من يرتقي على نحو مدهش أيضاً. وهي تبعث على صلابة المؤمنين وما توصيَتُهم بتمني فتن آخر الزمان إلا من أجل هذه الصلابة: «لا تَكرَهُوا الفِتنَةَ فِي آخِرِ الزَّمانِ فَإِنَّها تُبيرُ المُنافِقين»، «ثُمَّ تُغَرْبَلُوا، ثُمَّ تُغَرْبَلُوا».