الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۴/۰۱/۲۴ چاپ
 

بقلم سماحة الأستاذ بناهيان على أثر جرائم آل سعود  

نشر سماحة الأستاذ بناهيان مقالا على أثر جرائم آل سعود في موقع البيان المعنوي، فإليك نصّه:

بسم الله الرحمن الرحيم

دعوة زائري العمرة بإعادة قراءة مصيبة الحسين(ع) في يوم التروية

في الأسبوع الماضي وبجوار حرم سيد الشهداء الإمام الحسين(ع) سمعت أن قد جرى الحديث في إيران عن منع حج العمرة أو تركه. كان هناك عدد قليل من الزوّار الإيرانيين بينما كان المؤمنون العراقيّون قد لجأوا إلى الحضرات أكثر من قبل بكثير. لقد أصبحت زيارة الإمام الحسين(ع) في هذه الأيام ذات طعم آخر وزاخرة بالحماس. فبإمكان الزائر وهو يشاهد حرم الحسين(ع) كيف أصبح مختلفَ المجاهدين الشباب وأجساد الشهداء المطهّرين الذين سلكوا طريق أبي عبد الله الحسين(ع)، أن يصبّ الدموع على علي الأكبر(ع)، وأن يسمع ـ بين دويّ الأذكار والزيارات ـ صراخ الهتافات الحماسية ضد الظلم في هذا الزمان ولا سيّما ضدّ آل سعود.

أثناء ما كنت أفكّر في حرم أبي الفضل العبّاس (ع) في أنه «هل هناك مشكلة شرعيّة في حج العمرة المستحب، إن أدّى إلى دعم النظام السعودي الظالم وفي مثل هذه الظروف؟» شاهدت صناديق قد وضعت في مختلف أنحاء الحرم لجمع التبرعات لدعم الحشد الشعبي. فأخذت أفكر بين الفارق الكبير بين هذا الزائر ومن يدعمهم هنا، وبين المعتمر والجهة التي يدعمها هناك. فتحسّرت على أولئك الذين ضحّوا بعزّ مجتمعهم الإسلامي فضلا عن رأس مال بلدهم بسبب غفلتهم عن الأولويّات.

لعلّ الأجمل من مبادرة الدولة بمنع العمرة، هو أن يقوم الناس أنفسهم بإبداء انصرافهم عن العمرة، لا بسبب عمل الشرطيّين السعوديين الشنيع وحسب، بل ليأخذوا بعين الاعتبار جرائم النظام السعودي في المنطقة وليفكّروا بأطفال اليمن وكثير من أيتام العراق والشام. ليس الناس ـ كالمسؤولين ـ مضطرّين إلى التفكير ببعض المصالح، فبإمكانهم أن يجسّدوا براءتهم الثوريّة بتحرّر عن بعض المصالح والمجاملات. فحتى لو عوقب الشرطيّان السعوديان وقدّمت الحكومة السعودية اعتذارا رسميّا، حسبنا لهذه المبادرة الثورية جرائم السعوديين في اليمن وغيرها من البلدان الإسلاميّة.

لا شك في أن قلب كل مؤمن ينبض بلهفة زيارة حرم الرسول(ص)، ولكن في مثل هذه الظروف التي أتاحت لنا ذريعة وطنيّة لكي ندعم الشعب اليمني ببراءة ثوريّة، ونؤكد على فضيحة فكر السعوديّين وثقافتهم، هل لا يزال يجدر بنا أن نسعى إلى زيارة الحرمين الشريفين، مع أن العديد من الروايات المعتبرة المرويّة عن المعصومين(ع) قد فضّلت ثواب زيارة حرم سيد الشهداء(ع) على ثواب عشرات الحجّات والعمرات؟

أمّا في مثل هذه الظروف فكلّ من يبدّل عمرته إلى زيارة الإمام الحسين(ع) بسبب جرائم النظام السعودي في المنطقة ولا سيمّا في اليمن وبسبب الخيانة الشنيعة التي ارتكبها شرطة آل سعود، لا شك في أنه سيحصل على ثواب مضاعف، كما سوف لا يمرّ النبيّ الأكرم(ص) من موقفه مرور الكرام. لقد تذكرت موقف الإمام الحسين(ع) في يوم التروية، إذ ترك حجّه ناقصا واتّجه نحو كربلاء. فلمّا سأله عبد الله بن الزبير أن: لقد حضر الحجّ وتدعه وتأتي العراق؟ قال الإمام الحسين(ع): «لَأَنْ أُدْفَنَ بِشَاطِئِ الْفُرَاتِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدْفَنَ بِفِنَاءِ الْکَعْبَة» [كامل الزيارات/ص73]

 

علي رضا بناهيان

12 نيسان 2015

تعليق