لماذا قال النبي (ص): ارْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالصَّلَاةِ عَلَيَّ؟
سماحة الشيخ بناهيان
- لماذا قال النبي الأكرم (ص): « ارْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالصَّلَاةِ عَلَيَّ»؟ [الكافي/ ج2/ ص493] من المؤكد أن رفع الصوت ليس من أجل أن يسمعنا من يبعد عنّا أمتارا. بل إن معناه البسيط هو أن يُدرك ويرى أهلُ العالَمِ جميعا مدى احترامِنا لنبيّ الإسلام (ص).
- يجب علينا أن نصعّد احترامَنا لنبيّنا (ص) يوما بعد يوم، ثمّ نبالغ في الاحترام هذا ونتشدّد فيه، حتى لا يجرأ أحدٌ أن يسيء إليه. ولكننا وللأسف مقصّرون في ذلك.
- إنّ تبيين سيرة النبي الأكرم (ص) النيّرة، أكثر تأثيرا من جميع براهيننا العقلية على إثبات عقلانية الدين وأحدية ربّ العالمين. لا ينبغي أن ننجرف مع الأبحاث النظرية، فإنّ أكثر أهل العالم يعيشون بفطرتهم. فلا نغرق في الأبحاث والمناقشات الفلسفيّة، ولا نزعم أن الناس لن يؤمنوا بالأنبياء ما لم نُزِح عنهم شبهات الفلاسفة الملحدين.
- إن كثيرا من الناس ولِما يحظون به من فطرةٍ سليمة تطلب الحقَّ وتبحث عن الله، فإنك إن أسمَعْتَهم اسم النبي (ص) وذِكرَه وسيرته، سيتقبّلون برحابة صدر ومن دون حاجة إلى استدلالات عقلية. فحسبُ هؤلاء أن تعرض عليهم الحقَّ ليتعرّفوا عليه ويؤمنوا به.
- وفي تاريخ الإسلام نرى هذه الحقيقةَ ماثلةً أيضا، فقد رأى أهلُ مكّة النبيَّ أولاً ووثقوا بصدقه وأمانته، ثمّ سمعوا منه رسالةَ التوحيد ومعرفة الله. فليس الأمر هو أنهم عرفوا الله مسبقاً وآمنوا به إيمانا صحيحا، ثم قال لهم الله: بعد ما آمنتم بي ووحّدتموني وصدّقتم بعَدلي، فاذهبوا الآن إلى هذا النبيّ وآمِنوا به!
- نحن نعتقد بأن جميع الأئمة (ع) قد جاهدوا في سبيل حفظ اسم النبي (ص) وتحمّلوا الظلامات من أجل ذلك. فيجب علينا أن نفدي النبيَّ الأكرمَ (ص) بأرواحنا تأسّيا بأئمتنا المعصومين (ع). فإن الحد الأدنى من وظيفتنا هو الجهاد في سبيل أن نعرّف أهلَ العالم على سيرة النبيّ (ص) وشخصيته المباركة وأن نعزّز حرمته في أرجاء العالم.