الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۳/۱۲/۱۸ چاپ
 

هذا الذي بين يديك أيها القارئ الكريم هو ملخص كلمة سماحة الأستاذ علي رضا بناهيان في جمع طلاب جامعة طهران، بشأن مظلومي العالم ولا سيما الشعب البحريني:

أشار حجة الإسلام والمسلمين الأستاذ علي رضا بناهيان في كلمة ألقاها في مسجد جامعة طهران إلى التحولات الأخيرة في المنطقة وظلامة أبناء البلدان الإسلامية ولا سيّما البحرين، مؤكدا على مسؤوليتنا الخطيرة تجاه هذه الظلامات. فإليكم نبذة من أهمّ مقاطع كلمته:

ما هو تكليفنا تجاه ظلامة الشعب البحريني؟

  • إن ظلامة الشعب البحريني وباقي الشعوب المسلمة في مواجهتهم لمرتزقة الاستكبار وطواغيت هذه المنطقة، لأمر واضح لا يخفى على أحد. أما الأمر المهمّ الذي أثار السؤال عند كثير من الشباب هو؛ «ما هو تكليفنا تجاه هذه المظالم وما يجب أن نفعله بشأن هذه الظلامات وفي الدفاع عن هذه الشعوب المضطهدة».  
  • مما لا شكّ فيه، من يشاهد هذا الظلم الفضيع الذي يمارس بمرآنا ولم يفر دمه حميّة فهو خارج عن نطاق الإنسانية. أيّ إنسان غيور متعهد ضميريّ يستطيع أن يرضى بهذه الأوضاع؟ أما ما هو العمل الذي بإمكاننا أن نقوم به ولا نقوم به؟

 

لابدّ أن تتحول عملية التوعية والتنوير عبر الإنترنت إلى حركة واسعة

  • هناك أعمال كثيرة لا سبيل لنا إليها. أما العمل الذي نقدر عليه ولابدّ أن يتحوّل إلى حركة واسعة هو هذا: «لقد انفتحت علينا اليوم أبواب عالم الإنترنت على مصراعيها، فبإمكاننا أن نستغلّه في عملية التوعية والتنوير ونرسل رسائل نافعة ومناسبة إلى كافّة الشعوب المظلمومة في المنطقة من مصر وتونس والبحرين وحتى إلى المظلومين في أوروبا وأمريكا.»
  • إن هذا الطريق مفتوح أمام جميعنا فردا فردا. فكما كان الإمام يدلّ الشعب الإيراني على الطريق ويشدّ على قلوبهم ويرفع من مستوى بصيرتهم في أيّام النفي والنأي عن الوطن بمختلف بياناته، كذلك اليوم نستطيع أن ندعم الشعوب المسلمة المضطهدة في هذه المنطقة بهذا الأسلوب عينه.
  • بأسهل ما يكون تستطيعون عبر الإنترنت أن تحدّثوا أبناء مصر وتونس وباقي البلدان عن أسباب انتصار الثورات، وأنه ما هي العوامل المسببة في سرقة الثورات أو التي تقف حجر عثرة أمام وصولها إلى الهدف. أنتم تستطيعون أن تتحدثوا معهم وتقولوا لهم إن العنصر الوحيد الذي يمكنكم من إبطال مؤامرات الأعداء هو «الولاية». أنتم قادرون على إيصال حقائق كثيرة إلى شعوب هذه المنطقة في جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا وحتى أوروبا وأمريكا. فلا زالت الضمائر الإنسانية والفِطَر الحيّة موجودة في كل مكان.

التوعية هي وظيفتنا جميعا

  • يتعيّن علينا فردا فردا أن نرسل إلى الشعب البحريني وإلى باقي البلدان رسائل الدعم والتحفيز، ونشحنهم بالطاقة والمعنويّات ونشدّ على قلوبهم بذكر وعود الله سبحانه. لابدّ أن نخاطبهم ونقول لهم: «قاوموا فسوف لا تضیع قطرة واحدة»، إذ قال الله سبحانه وتعالى: (وَ الَّذينَ قُتِلُوا في‏ سَبيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ) [محمد/ 4]
  • أنا أتصوّر أننا مكلفون باختصاص جزء من وقتنا لهذا الأمر المهمّ في كل يوم. فلنخصم من وقت دراستنا ومنامنا ومأكلنا وعملنا ونعمد على إرسال الرسائل إليهم وبذلك نرفع من معنوياتهم.
  • لابدّ لجميع أهل العالم ممن له قلب وضمير أن يصحوا ويتخذوا موقفا تجاه هذه الاضطهادات. إن الجامعيين والعلماء والإعلاميين في كافّّة العالم مسؤولون تجاه هذا الظلم الفضيع ولابدّ لهم من تنوير الفكر العام بشأن هذه الأحداث.

إن ظلامة الشعوب في المنطقة قد أظهرت الحقّ جليا / إن قضية البحرين من أهم وسائل تمهيد مقدمات الظهور

  • إن كانت هناك حكمة وراء هذه الظلامات، فهي «إظهار الحق»، ولولا ذلك لما سمح الله سبحانه وتعالى بظلامة المؤمنين وعباده الصالحين. فإن نال الظلمُ من الحسين (ع) ما نال، فإنما هو من أجل إثبات أحقية أمر ما.
  • إن ظلامة الشعب البحريني هي أفصح لسانا وأبلغ بيانا من أي شيء آخر في إظهار الحق وكشف الستار عنه. الحقائق التي لم نكن قادرين على بيانها والتحدث بها قبل هذا، وإن تكلمنا بها كنا نتّهم بالتطرف ويستهزأ بنا، أصبحت اليوم وبعد هذه الظلامات الجلية، قابلة للإدراك بسهولة.
  • بإمكاننا أن نقول إن هذه الأحداث هي أروع فرصة لإثبات أحقيّة الحركة الإسلامية في العالم، إنها لأروع فرصة في سبيل تمهيد مقدمات ظهور الحجة (عج). إن قضية البحرين بوحدها كافية لتفعيل حركة استقلال إيالات أمريكا حتى انهيار امبراطوريتها المزيفة.

قوة الظالمين زائفة، وإن الباطل زاهق من أساسه

  • إن هيمنة الدول الأروبية وهيمنة دولة آل سعود أضعف وأهون بكثير ممّا نتصوره. إن بيوتهم بيوت عنكبوتية، (وَ إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوت) [العنكبوت/ 41]. من الذي أطاح بهيمنة إسرائيل؟ لقد أنجز ذلك عدّة آلاف من شباب لبنان المؤمنين، وكلكم قد شاهدتم ذلك. من كان يتصور قبل هذا الحدث ببضع سنين أن إسرائيل دولة منهزمة؟
  • إن قوة الهيئة الحاكمة في أمريكا كذب محض. أيّ قوّة تزعمون لها؟ إن رأيت أسلحتها فلا تصدّق بها، وإن رأيت أجهزتها وإعلامها فلا تصدّق بها، وإن رأيت أفلامها ودعاياتها المسمومة فلا تصدّق بها. هذا هو نصّ القرآن الصريح حيث يقول: (جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) [الإسراء/ 81]. «زهق» يعني زال في مكانه، فعندما يأتي الحقّ يزول الباطل في مكانه.
  • سوف نعي مفهوم هذه الآية المباركة بعد ظهور الإمام صاحب العصر والزمان (عج) جيدا. ولكن قد وعاها وصدّق بها قبل ذلك رجل شجاع عظيم وهو الإمام الخميني (ره).

إذا لزمنا الصمت ولم نحرّك ساكنا، سنشارك الجامعات الغربيّة بوصمة عارهم ونغدو مساهمين في جرائم آل سعود

  • لقد خطّأ الإمام الصادق (ع) في حديث له أولئك الذين زعموا أن سوف تتوفّر جميع الظروف والمقدمات للإمام الحجة (عج) بشكل إعجازي وسوف يستولي على العالم بهذا الطريق؛ «قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ ع: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّ الْمَهْدِيَّ لَوْ قَامَ، لَاسْتَقَامَتْ لَهُ الْأُمُورُ عَفْواً وَ لَا يُهَرِيقُ مِحْجَمَةَ دَمٍ. فَقَالَ ع: كَلَّا وَ الَّذِي  نَفْسِي بِيَدِهِ لَوِ اسْتَقَامَتْ لِأَحَدٍ عَفْواً لَاسْتَقَامَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ص حِينَ أُدْمِيَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَ شُجَّ فِي وَجْهِهِ» [غيبة النعماني/ 284]. لا شكّ في أنه سوف يشنّ حربا ولكنها بحاجة إلى بعض المقدّمات. ليست كلّ مقدماتها هي أن تؤسس «جمهورية إسلامية» في إحدى بقاع العالم وحسب؛ بل لابدّ أن تتهيأ أرضية عالمية. ولابدّ من صحوة عالمية.
  • إن الجامعات الغربية قد اشترت لها الخزي والعار بصمتها تجاه هذه القضايا، فإذا لزمنا الصمت ولم نحرّك ساكنا سنشاركهم بوصمة عارهم. لابدّ من إنقاذ المجتمع البشري وتوعيته.
  • إن تقصير الشعب الأوروبّي الذي لزم الصمت عن جرائم ساسته، لا يقلّ عن جلاوزة آل سعود. فهؤلاء يمارسون جرائمهم في الخط الأمامي وقد باتوا يهددون أعراض المؤمنين، وأولئك قد ساهموا في هذه الجرائم بصمتهم وسكوتهم.
  • إنه طريق سلكناه ولا رجعة فيه، وليس لأحد أن يتراجع عنه، فإن أيّام عصر الظهور لا تعفي أحدا من المسؤولية. فإذا سألنا الله يوم القيامة محاسبا؛ «كم كان صعبا عليك أن تجد صديقا في إحدى أرجاء العالم عبر الإنترنت، فقد كنت تعيش مع أهلك وأسرتك بكل أمان وراحة بال، بينما كان أخوتك المؤمنون متلهفين لدعمك وحمايتك وهم يكابدون أنواع الخوف والتعذيب والحرمان، بيد أنك لم تفعل شيئا وانشغلت بحياتك وحسب؟» فهل لدينا جواب وقتئذ؟!
  • هذه كانت وصية أمير المؤمنين (ع) للإمام الحسن (ع) والإمام الحسين(ع) في آخر لحظات عمره حيث قال: «كُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً وَ لِلْمَظْلُومِ عَوْناً».
  • نحن الآن نعيش في فراغ بال وقد أتيحت لنا فرصة الدفاع عن المظلومين. فلو تسنّى لنا أن نذهب إلى شوارع بحرين ونقف مع الشعب البحريني الأعزل، لانطلق كثير منا، ولكن أقول لكم إن أثر التوعية اليوم، يزيد عن أثر الحضور والتواجد المادّي بين أبناء البحرين.

تعليق