مقطع فلم | التديّن السارّ
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
- المدة: 04:30 دقیقة
- 04:30 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(6MB) | متوسط(16MB) | عالیة(158MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
إذا أقنعنا أنفسنا بالتديّن لأي سبب ثم لم نستمتع به ولم ننشط بسببه فتأكدوا أن تديّنَنا سيكون مصحوباً بالغرور والعُجْب! فما جدوى ذلك؟! بل إننا سنُنَفّر الكثيرين من الدين ثم ينبعث النقاش السخيف حول الدين والدنيا من جديد!
ـ دعنا نستمتع قليلاً.. دعنا نصفّق ساعةً!
ـ عذراً، أَوَلا يستمتع المصلّون حين صلاتهم؟.. أَليست لذّتهم أعظم؟! عبثاً يصلّون إن لم يشعروا باللذّة!!
التديّن السارّ. لابد أن ننشَط بالعبادة علينا أوّلاً أن نغيّر نظرتنا إلى الدين، ثمّ نغيّر نظرةَ الآخرين. التوقّع بالدرجة الأولى.. النظرة. أساساً هل نتوقّع أن... نبتهج بسبب ديننا؟ أن نلتذّ به.. بعمق؟ لا أن تقول: «يا شيخ، أنا ألتزم بصلاتي كما أنني أسمع الموسيقى المُفرحة أيضاً ليرقص لها قلبي!»
ـ «لكن ما بالُ صلاتِك لم تجعل قلبك يرقص؟!»
هذه هي القضية: ما بالُ صلاتِك لم تجعل قلبك يرقص؟! أساساً هل نتوقّع البهجة والنشاط بسبب الدين؟
ـ «لكننا يا شيخ لم نحظَ كثيراً بالحيوية بسبب ديننا!»
ـ «حسنٌ، إذن ثمّة في تديّننا خلل ما»
اجعل مَن لا يصوم يتحسّر على صيامك ويقول: هذا صائم وإنّي أعلم بالمتعة التي تغمره الآن! واجعل المُعرض عن الصلاة يتحسّر على صلاتك فيقول: أنا أعلم أي لذّة يستشعرها الساعة! وأنت أيضاً إذا شاهدت من لا يصوم ولا يصلي فليتحرّق قلبك حزناً عليه قائلاً: إنه لا يلتذ بالدنيا! إني أعلم أنه لا يهنأ بحياته، وإن فعلتُ المستحيل. لابد أن يتحسّر غير المتديّن من أنه محروم من لذّة التديّن.
«الدينُ حُبُور» هذا كلام أمير المؤمنين(ع)، الدين سرور. الدين ليس مجرّد العيش بخُلُق بالحد الأدنى لمعنى الكلمة وهو أنه: لا تكن سيّئاً، لا تكن طالحاً فحسب، كلا. الدين حُبور.. الدين سرور. أوَللدين من حكمة سوى أن نلتذّ به؟! لأيّ شيء خُلِقنا نحن معاشر البشر؟
ـ «غاية الدين بلوغ معرفة الله..»
ـ طيّب، أليس في معرفة الله لذّة؟!.. هل فيها عذاب؟! أوليس الدين من أجل لذّتنا؟! أَوَلم يكن أمير المؤمنين علي(ع) يلتذ بلقاء ربّه ويستمتع بصلاته؟! إذا كنتَ من أهل المعنويات فلابد أن تستمتع بحياتك أضعاف أضعاف العوام البعيدين عن المعنويات. إذا سألك أحدهم: لدينا لذّة محلَّلة ولذّة محرّمة فأيّهما المحللة وأيّهما المحرّمة؟ فليكن هذا جوابك: كل لذّة عميقة جدّاً فهي حلال! كن على يقين من هذا.
ـ ما هي اللذات المحرمة؟
ـ هي التي تمنعني من بلوغ اللذة العميقة!
ـ أيّ الأفراح محرّم؟
ـ هي التي يعقبها حزن!
يشهد الله، لو عرّفونا بالدين على غير هذا النحو لأساؤوا تعريفنا به! والله كنّا سنتضرر! ما علّة قول الله: الرياء قبيح.. إذا راءيتَ فسأنبذ عملَك..؟ ما معنى الرياء؟ هو عندما يحاول المرء الاستمتاع بهامش العمل؛ يقصد المسجد فيصلي ليقولوا له: مرحى، كم أنت صالح.. فيستمتع! إذن أنت لم تستمتع بنفس الصلاة يا هذا! فيقول له الله: لِمَ تلتذّ بالهامش؟.. تعال والتذّ بالمتن يا رجل!
لأحدّث نفسي: ينبغي لهذه العبادة أن تغمرني بالنشوة.. لَم تغمرني؟.. نعم لم تغمرني.. إذن لابد من خلل في موضع ما، أو أنني لازلت في بداية الطريق. إذا نَهَجْنا هذا النهج زال سوء فهم الآخرين للدين وتبدّدت السخرية بالمتديّنين. أوَللدين من حكمة سوى أن نلتذّ به؟! لأيّ شيء خُلِقنا نحن معاشر البشر؟
سلسلة مباحث: سُبُل نيل الحال المعنوية البهيجة وحيوية العيش