مقطع فلم | لماذا يبلغ الصالحون مبلغاً في الفساد إذا فسدوا؟!
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
- المدة: 04:35 دقیقة
- 04:35 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(6MB) | متوسط(16MB) | عالیة(356MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
لماذا يبلغ الصالحون مبلغاً في الفساد إذا فسدوا؟! الصالحون إذا فسدوا يصبحون أفسد من الطالحين بكثير. المعنى الأصلي لكلمة النفاق في القرآن الكريم والتي استخدمها الإمام الحسين(ع) في صحراء كربلاء أيضاً هي على وجه الدقة: « أَكَفَرتُم بَعدَ إيمانِكُم»؟! إنهم يكفرون بعد أنْ آمنوا. فالتعريف الدقيق للمنافقين في سورة «المنافقون» ليس هو مجرد ظهورهم بوجهين، بل إنهم الذين يكفرون بعد إيمانهم. آخر مراحل الانتظار هي مواجهة مشاهد من هذا القبيل.
لماذا يبلغ الصالحون مبلغاً في الفساد إذا فسدوا؟! فبمقدور الحاسد أن يقول: «تبّاً، لقد سبَقتَني بالفضل، لقد أثرتَ استيائي، فاُغرب عن وجهي!!» لكن لماذا قال قابيل: سأقتلك يا هابيل؟!
سأقتلك.. «قالَ لأَقتُلَنَّك».. إني قاتلك لا محالة!!
سرّ بلوغ بعض الصالحين مبلغاً عظيماً في الفساد. أقدّم لكم هنا تحليلاً نفسياً: لأيّ شيء لا يذنب المتورِّع عن الذنب؟ هل لأنّ حاله الآن على ما يُرام؟! البعض لا يلتَذّ بترك المعصية! السؤال: هل يستمتع تارك المعصية بتركها أم لا؟ أتدرون ماذا يحصل إن لم يستمتع بذلك؟ تتولّد لديه عقدة؛ فبمجرّد أن يهمّ هواه بالظهور يقول لنفسه: «لا.. دعكَ من التباهي هنا.. الكل هنا متواضعون.. تمالك نفسك.. تبّاً، دع ذلك لفرصة أخرى..» فيتمالك نفسَه. وإذا همَّ بالتجاهر بترك الصلاة قال لنفسه: «كلا.. سيُراق ماءُ وجهك.. فالكل هنا متديّنون.. سأتجاهر به في موضع آخر». وإذا همّ بالتظاهر بالتهتّك قال: «كلا.. سيُفتضَح أمرُك.. أضبط نفسك.. سأقوم بذلك في محل آخر». فأمثال هؤلاء يزدادون «صلاحاً!!» باطّراد، فلقد أخذَتْهم المجاملات ولا مجال للعودة عن هذا المسار. مثل هذا الاستعداد الكامن سينفجر يوماً ما فجأة.
فديتكَ بنفسي، إذا صلّيتَ يوماً فشعرتَ بعدم الارتياح من أنك خصّصتَ وقتاً للصلاة فاستغفر ربّك.. من «صلاتِك» تحديداً!! قل: «أستجير بك ربي من نفسي التي تتربّص بي الانتقام لكوني مصلّياً! فلا تدع الأمر ينحو هذا المنحى». إذا تركْتَ المعصية فيجب أن تستشعِرَ لذّةَ ذلك، وإن فعلت الخير فلابد أن تفرح بفعلك إيّاه. فإن أنتَ فعلت خيراً ولم تلتذّ به فاجلس بباب ربك متوسّلاً مستغفراً قائلاً: «إلهي، أعطني سُؤلي.. فلقد صلّيتُ فلم ألتذّ بصلاتي!! هيا.. أعطني.. أريد أن أستمتع بها.. إنني إن لم ألتَذّ بها فسأمُنُّ عليك لا محالة!! إنني إن لم استمتع بها فسأنتقم قطعاً!! إنني إن لم أتمتّع بها فسأرحل حتماً!!»
ثانياً، ما الذي يجعل الصالحين يُمعنون في الفساد إذا فسدوا؟! الصالحون إذا تمنّوا عيشَ الطالحين فلاعتقادهم بأن لذّة الأخيرين أكبر. فلا تتمنَّ عيشة أحد.. مفهوم؟ في ليلة العاشر أرى الإمامُ الحسين(ع) للجميع مكانَهم (في الجنة)، وأتمّ الحجة.. وحصلَت الموافقة النهائية.. وأخبرَهم بتجهيز أكفانهم.. الخ، فذهب بنفسه ـ بأبي وأمّي ـ خلف الخيام يلتقط الشوك من الأرض. مَن كان يتولّى الحراسة تلك الليلة؟ إنه نافع بن هلال. فقال(ع): «يا نافع..» (لاحظوا الموقف!) «..أترى ذلك المكان يا نافع؟»
ـ «أجل سيدي»
ـ «هناك ليس ثمة قتال!»
ـ «صحيح سيدي»
ـ «كل مَن وُجد هناك فهو آمن!»
ـ «بالطبع سيدي»
ـ «وسوف لا يُقتل!»
ـ «نعم سيدي»
ـ «هل تحب أن تذهب إلى هناك؟ إذا أحببت ذلك فاتّخذ الظُلمة ستاراً وأذهب!!»
انظر، إذا كنت هاهنا فلا تتمَنَّ الذهاب هناك طرفةَ عين أبداً!! لأي سبب يفسد الصالحون؟ إذا لم يلتذّ الصالحون بتديّنهم فسوف ينتقمون أبشع انتقام. إذا تمنّى الصالحون عيش الطالحين خرجوا فجأة من دينهم بأقبح ما يكون الخروج!!