النشاط، من أهمّ مؤشرات الإيمان ـ ج2
النشاط، نتيجة جميع الفضائل!
سماحة الشيخ بناهيان:
- طالما سمعنا جميعا عن قيمة الدمعة والحال المعنوي الناتج عن الحزن، ولكن قلّما سمعنا عن النشاط المعنوي أو الحال المعنوي الناتج عن النشاط. في حين أن أحد أهم مؤشرات الإيمان هو اتصاف الإنسان بالسرور والنشاط الباطني العميق. فقد روي عن أبي عبد الله(ع) أنه قال: «الْمُؤْمِنُ لَهُ قُوَّةٌ فِي دِینٍ ... وَ نَشَاطٌ فِي هُدًى؛ الكافي،ج2، ص231»
- أحد الأسباب التي تدفع الكثير صوب الذنوب، هو أنهم يزعمون أنه لا يمكن تحصيل النشاط والحيوية بغير الفسوق والعصيان والغفلة! طبعا لا عتب عليهم في زعمهم هذا، إذ لم يجدوا نشاطا في أحوال المتديّنين وسلوكهم.
- يجب أن يكون الانطباع العام عن كل مصلِّ في المساجد، النشاط والحيويّة! بحيث يُسأل أحدهم من أين حصلت على هذا النشاط؟ أمَا في حياتك من مشكلة؟! فيجيبه بذكر أسباب نشاطه.
- إن سألتم المجاهدين في الجبهات والذين عاشروا الشهداء عن أهمّ خصائص الشهداء، سيقولون: النشاط والحيوية.
- كان بعض المجاهدين في جبهات الدفاع المقدّس يعبّرون عن نشاطهم بالمزاح اللطيف المجرَّد من الإيذاء والاستهزاء والطعن وغيرها من الأساليب المتعارفة بين الإخوان.
- يقول الإمام الصادق(ع): «ما مِن مؤمنٍ إلّا و فیهِ دُعابَةٌ؛ الكافي، ج2، ص663» لماذا كان المجاهدون أهل دعابة ومزاح جدّا؟ كان ذلك بسبب نشاطهم! وللأسف لم يؤخذ هذا الجانب من الدين بمأخذ الجدّ.
- إن وجدتم مؤمنا غير ملاطف فشكّوا في أمره. وحري بأن يقال له: هل أنت مغرور؟ أو أنك كئيب آيس؟ أو لعلّ قلّة نشاطك بسبب ضعف إيمانك؟ وأي إيمان هذا يا ترى؟! حتى من يتجرّع حزنا معنويّا فإن هذا الحزن ينشّطه؟! فمن ناجى ربّه وسأله حاجته فلماذا يبقى كئيبا؟
- ثم من كان يحظى بالنشاط والحيويّة فما الذي يُحوجه بعد ذلك إلى العصيان؟ كما إن أعطي شابّ لعبة سيارة ويقال له: العب بها على التراب، لا يغتبط بها بل سيقول مستنكرا: ما هذه التفاهة؟ فقد عبرتُ هذه المرحلة وكبرت. فأولئك الذين كبروا واجتازوا مرحلة الطفولة لا يستأنسون ولايفرحون بالغفلة والعصيان بل يرون أنفسهم في غنى عنها! قال أميرالمؤمنين(ع): «مَنْ کَمُلَ عَقْلُهُ اسْتَهَانَ بِالشَّهَوَاتِ»(غررالحکم/ ص 604)
- إن كان امرء متديّنٌ غير نَشط فلعلّه يعاني من اختلال روحي أو فكري أو لم تكن تربيته صحيحة. ينبغي للمتديّنين أن يستغفروا ربهم من ساعات اكتئابهم!
- حاسب نفسك واسألها لماذا أنت غير مبتهجة؟ ثم استغفر ربك! راجع نفسك واسألها ما بالك؟! هل أن الله قد مات والعياذ بالله؟ هل أنه قد ضعف؟ هل قد نفدت رأفته ورحمته؟ ألا يراك؟! فما بالكِ غير نشيطة؟ روي أنه «مَنْ وَثِقَ بِاللَّهِ أَرَاهُ السُّرُور»(کشف الغمة، ج2، ص346) فهل قلّت ثقتك بالله؟! أليس الله موجودا؟
- جدير بقرّات التعبئة أن تكون مركزا للنشاط والحيويّة. وينبغي لقوّاد التعبئة أن یسحب أحدُهم أحدَ قوّاته فيقول له: أخي لا أرى فيك طاقة ولا نشاطا، فمثلك غير لائق للعمل التعبوي.
- لا حاجة للإنسان الحيوي النشط إلى اللهو واللعب ليفرّح بهما نفسه! فإنه يدرس ويعمل ضعفين ويشفق بالآخرين ضعفين ويتحمّل الصعاب أسهل.