مقطع فلم|إن أحداً ما قادم..
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
- المدة : 04:48 دقیقة
- 04:48 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(5MB) | متوسط(20MB) | عالیة(211MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
عِش مع هذا الربّ، آمن به، إقبَل به.. صدّق به.. اتّكل عليه، فهذا هو طبعه، إنه يأخذ عبدَه حتى مشارف اليأس. عِش مع هذا الإله.. عش معه.
انظر إلى تفنُّن الله وشاهد عجائب صُنعه. إنه تعالى يصنع الأعاجيب وهو يجريها علينا نحن أيضاً، فلا تخافوا، وتأهّبوا في الوقت ذاته. من وسط أيّ لُجَج، وأي ظُلُمات، وأي ظُلامات أخرج الله تعالى دين الإسلام الأصيل؟! تعال إذن وعِشْ مع ربٍّ كهذا. عِشْ مع ربِّ تابوتِ موسى(ع) في نهر النيل! مع ربّ يوسف(ع) المُلقى في غَيابَة الجُبّ! مع ربّ إبراهيم(ع) المُرمَى في قلب النار! مع ربّ إسماعيل(ع) الوحيد في وادٍ غير ذي زرع! مع ربّ هابيل المقتول.. وقابيل القاتل!
لطالما عبَر الإسلام من هذه المضائق واليأس في أعلى مستوياته، وقد ذكرَت الأحاديث ذلك؛ وهو أن الفرج يأتي بعد اشتداد اليأس. قال الإمام الرضا(ع): «فَعَلَيكُمْ بِالصَّبرِ فَإِنَّهُ إِنَّمَا يَجِيءُ الفَرَجُ عَلَى اليَأس» (كمال الدين/2/645)، بل إن فرج صاحب الزمان (عج) نفسه يأتي هكذا.
يبدو أيها الإخوة أن أموركم الآن تسير على أفضل ما يرام؟ إني أرى وجوهكم تنبض بالحياة، ما شاء الله! إذن الفرج لا يجيء بهذه السهولة! فمتى ما ارتفع عويلُكم وطرقتم من الاضطرار كل باب، وخاطبتموه: مولايَ، لقد نفَدَ كل شيء فمتى تظهر إذن؟! يبدو أنك لا تودّ الظهور أصلاً..!! عند ذاك سيظهر! أما إذا قلنا بطراً: «الأحوال على ما يرام، فإذا ظَهَر(عج) تحسّنَت أكثر» فسوف لا يظهر! والله إنني أقول هذا استناداً إلى الأحاديث.
أعزائي، لو أنكم رفعتم الآن رؤوسكم قليلاً، كأَن ترتقوا مبنىً من خمسة أو ستة أو عشرة طوابق لتُشرفوا على منطقة الشرق الأوسط بأكملها لوجدتم أننا نعيش ساعات الاضطرار هذه. انظروا إلى الفلوجة، إلى اللاذقية، إلى طرابلس، إلى الضاحية، إلى البحرين، فإنكم إن نظرتم إليها الآن، علا صراخُكم في الصباح، وناديتم: يا ابن الحسن، متى الفرج إذن؟!! الفرج لا يجيء بهذه السهولة! فمتى ما ارتفع عويلُكم وطرقتم من الاضطرار كل باب، وخاطبتموه: مولايَ، لقد نفَدَ كل شيء فمتى تظهر إذن؟! يبدو أنك لا تودّ الظهور أصلاً..!! عند ذاك سيظهر!
الوضع صعب. إنكم إن آمنتم أنه صعب فلن يصعب أكثر، أما إذا لم تؤمنوا بذلك ازدادت صعوبته. الوضع شديد.. لكن لا تقنطوا، فأيُّ عجائب تولَد من مخاض هذه الشدائد! سوريا سُوِّيَت بالأرض تقريباً، وإذا بنمط من الجنود أخذوا يتهيّأون لصاحب الزمان(عج) وأيّ جنود!! إن المرء ليقف حائراً، أيتحسّر على كل هذا الظلم والجور، أم على كل هذا التفتُّح؟! لقد مرّت على إسلامنا هذا أحلك الظروف فكانت مستهلاً لأضخم التحوّلات، فما الذي يُنتظَر حصوله اليوم؟! 20 مليون زائر يتدفّقون مشاةً على كربلاء الحسين(ع) أيام الأربعين!! لم نشهد قدرةً كهذه من قبل! لابد أن أمراً ما سيحصل!
فالله، في سالف الأيام، قد صنع كل شيء من «لا شيء»، فيا ترى ما الذي ينوي صنعه في هذا الظرف وفيه «كل شيء»؟! انظروا إلى المشهد من هذه الزاوية أيضاً، لابد أنّ حدثاً سيحدث!! فقدرة كهذه لا تُجمع عبثاً، فلو رصدتم ميزانية جمهوريتكم الإسلامية لثلاثين عاماً لما استطعتم خلق أجواء كهذه في المنطقة. القضية ليست في أيدينا أساساً.. لسنا نحن. لا أودّ إرعابكم وحسب. التحوّلات أخذت تتسارع كثيراً، وقدرة الإسلام تعاظمت جداً، هذا ليس فعلَ أحد.. الظروف ليست بيد أحد، إنها خارجة عن سيطرتنا. الأجواء غير طبيعية. إنكم تنتقلون تدريجياً إلى مشهد جديد. إن أحداً ما قادم!! صدّقوني.. هل أنتم مستعدّون؟؟ لابد أنّ حدثاً سيحدث!!