لماذا يتنازل بعض الأشخاص للكفار من دون أن يطمع بمصلحة معيّنة؟!
سلسلة درس استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام الجلسة56 ـ 04/02/2016
سماحة الشيخ بناهيان:
المقدمة الأولى: تارة يخذل الإنسان دين الله ليحصل على مصلحة ما، ولكن عندما يخذل دين الله ولا مصلحة ترجع إليه، فما باله وما هي علّته؟!
المقدمة الثانية: عندما تخذل دين الله وكان هذا الخذلان بضررك، سيكون الإثم أكبر بطبيعة الحال.
المقدمة الثالثة: كل ما ظننت أن هذا الذنب لصالحك، فقد أخطأت. فقد قال أمير المؤمنين(ع): «مَا نَهَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا وَأَغْنَى عَنْه» [غرر الحكم/9573]. الذنوب تبعد الإنسان عن مصالحه، حتى عن المزيد من اللذة. وقال في رواية أخرى: «ما أمَرَ اللّهُ سُبحانَهُ بشيءٍ إلّا وأعانَ علَیه» [غرر الحكم/9572]
النتيجة:
يقول الله سبحانه: (بَشرِّ الْمُنَافِقِینَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِیمًا *الَّذِینَ یَتَّخِذُونَ الْکَافِرِینَ أَوْلِیَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِینَ أَ یَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِیعًا) [النساء/138, 139]
إحدى خصائص المنافقين هي أنهم يصبون إلى اكتساب العزة والوجاهة عند الكفار، ورسم البسمة على ملامحهم. فهم يبيعون مصالح المجتمع الإسلام إلى الكفار ليبتسم الكفار لهم. فيقومون بكلّ ذلك لا من أجل الحصول على مصلحة معيّنة، كلّا! بل بدون أن يطمحوا بشيء من المصلحة، بل يعيشون حالة نفسية بحيث يودّ أحدهم أن يحترمه الكفّار ويطرب لثنائهم عليه. بينما المؤمن لا يعتزّ باحترام الكفّار وتقديرهم له.
أخي! إذا احترمك إنسان بلا دين أو ظالم، فلابدّ أن تشعر بالمهانة وتقول: لماذا هذا الاحترام وثم ماذا؟! ويا ترى ما فائدة هذه الابتسامة التي تبتسمها له؟! نعم؛ إذا احترمك مؤمن فهذا مدعاة للفرح والسرور.
إحدى خصائص المنافق التي يذكرها القرآن هي أنه يريد أن يكون وجيها وذا سمعة طيّبة عند الكفار. كان ومازال بعض الأشخاص يفقدون سمعتهم في أجواء الثورة، ليكونوا أعزاء ووجهاء عند أعداء الثورة.