الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۲/۰۷/۱۸ چاپ
 

الإنجاز الخارق للنبي(ص)

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 06:08 دقیقة

النص:

أتحسَّر لماذا لا تُكشَف شخصية النبي(ص) وتاريخه بوضوح؟! هذه الشخصية، ولأُلقِ نظرةً من خارج الدين، ماذا فعلَت؟ أيّ بصمة تركَت؟ أيّ عمل جبّار أنجزَت؟ ماذا أوجدَت؟ نظام؟ دولة؟.. ماذا؟ أقصد أيّ حدَث مميَّز لم يكن ليحصل لولا النبي(ص)؟ أرني مشهدًا اجتماعيًّا، مشهدًا واقعيًّا..  ماذا كان الإنجاز الخارق للنبي(ص)؟ واجَه النبي الأكرم(ص) عِداءً شديدًا، لكنّ البصمة التي تركها النبي(ص) هي أنّه استقطبَ أناسًا ذوي طاقات، ثم استخرج منهم سلوكيات اجتماعية لا نظير لها في التاريخ، بل ما زلنا نحن الشيعة لم نبلغ هذه المرحلة! هذه الفقرة الأخيرة هي التي تكشف إنجاز النبي(ص)؛ وهو أننا لم نصل هذه المرحلة، بل إن أصحاب أبي عبد الله الحسين(ع) في كربلاء بلَغوا فقط جزءًا مما غرسه النبي(ص) في نفوس أولئك! المشهد الذي جسّده النبي(ص) لأولئك "بإخراجه" الشخصي كان مميَّزًا.. هذا هو الذي كشف الأفق.. النبي(ص) لم يكشف الأفق بالنقاش، ولم يكتفِ بتحويل «إنّما بُعِثتُ لأُتَمِّم مکارمَ الأخلاق» إلى تعاليم، بل تركَ أثرًا اجتماعيًّا قائلًا: هذا الذي يجب أن يتحقّق  لاحِظوا.. أنشأَ النبي(ص) من أصحابه ومَن حوله مجتمعًا في منتهى المسؤولية، في منتهى النشاط، في منتهى التضحية، في منتهى الحميمية.. ركّزوا على هذه الأخيرة، "في منتهى الحميمية" لماذا في منتهى التضحية؟ كان النبي(ص) يتعاهد معهم بكل شفافية: «أن تمنعوني مما تمنعون أنفسكم وتمنعوا أهلي ممّا تمنعون أهاليكم‏ وأولادكم» وكانوا يوقّعون بالدم، ويَثبُتون عند قولهم يَعمَى واحدُهم عن كل شيء، يقول: روحي فداء لأَمْن هذا الرجل! هذا يختلف تمامًا عن التديُّن! وهو قولك: أتريد سلوكَ سبيلِ الله؟ اِذهبْ، هذا هو الطريق فهذا ليس صعبًا! بل أسّسَ حوله مجتمعًا.. صلبًا استقدَمَ المهاجرين [قائلًا:] على كل مَن دخل الإسلام أن يأتي المدينة لأني هنا بحاجة إلى مدافعين ثم وجّه أهل المدينة بتقسيم ممتلكاتهم مع المهاجرين بالتساوي حتى أيّام الدفاع المقدّس نحن لم نبلغ هذا المستوى يا إخوان!  لو بُعث النبي(ص) الآن... ولأتحدّث عن نفسي وطلبة الدين بقُم، لنقل: لو أتى صاحب الزمان(عج) قُم ونادى: على كل مؤمن أن يتوجّه إلى قم. - سيدي، أين نسكن بقم؟ تعالوا، اسكنوا أينما أتيح لكم! فيأتي أهل طهران ويجلسون عند أبواب بيوت طلبة الدين. لماذا تجلسون هنا؟! - ماذا نصنع؟ الإمام أمرنا بالقدوم الآن! سيضطرّ الطالب لاقتسام بيته ويقول: تفضّل إلى الداخل. إنه المشهد الذي تشاهدونه في الأربعينية مدّةَ أسبوع أو ثلاثة أيام مظاهر من زمان بعثة النبي(ص) لم توجَد على مَرّ التاريخ  قصدي: ما الرواية التي تحملونها عن سيرة النبي(ص)، من القصص التي تعرفون أكثرَها؟ قد لا أضيفُ أنا قصة جديدة لكن ما هي نظرتكم للأمر؟ ومن أي زاوية؟ كان للنبي الأكرم(ص) شخصية في غاية الصلابة شخصية مُؤَثّرة ما الذي جمعَ حوله؟ (وَالَّذينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَى الكُفّارِ رُحَماءُ بَينَهُم)! أتعرفون ما معنى " أشدّاءُ على الكفّار"؟ - سيدي، أنا! إنهم أقربائي وعشيرتي! أأقتلهم؟! أأقتل قراباتي، وأُؤوي الغرباء في بيتي؟! ما هذا الذي تصنعه؟! لكن النبي(ص) فعل ذلك. على هذه النقطة ركّزوا لا على النقاط الأقل تأثيرًا - ما الذي صنعتَه؟ خبِّرنا عن هذا الإنجاز.. أوصَلَ مسيرة الأنبياء جميعًا لهذه النقطة، وفعل هذا الإنجاز. إنجاز عظيم أنجزه النبي(ص) إنجاز ما زلنا نحن نطمح إليه أنشأَ النبي(ص) من أصحابه ومَن حوله مجتمعًا في منتهى المسؤولية، في منتهى النشاط، في منتهى التضحية، في منتهى الحميمية.. نحن الحسينيين وروّاد المجالس والمضحّين هل نستطيع فعل ذلك؟ كنتُ أقول للمجاهدين في الجبهات: أنستطيع ذلك؟! الكل كان يجيب: لا نستطيع بلوغ هذا المستوى!...

تعليق