الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۲/۰۵/۱۶ چاپ
 

 

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 05:14 دقیقة

النص:

إذا شُغِل الإنسانُ بحَسناته فسيَنتَظِم نصفُ علاقاته مع الآخرين، ويزول نصفُ عيوبه المرتبطة بالآخرين وإذا شُغِل المرءُ بسيّئاتِه فسيَصلُح نصفُ علاقاته الآخرُ مع الآخرين، ولن ينشغل بسيّئات الناس. فإنّ الناسَ إذا شُغِلوا بعيوب أنفسهم، إذا شُغلوا بما لديهم، سواء الإيجابيّات أم السلبيّات فستتحسّن علاقاتُهم مع الآخرين. كيف تكون علاقاتنا أجمل؟ فيما يتّصل بنظر الإنسان إلى عيوب نفسه، فإنّه حين ينشغل بهذا سيَذَر عيوبَ الآخرين وشأنَها... سيَعذُرُهم، أساسًا لن يترصَّدَ عيوبَ الناس!.. لن يَحقد على أحَد، يقول: إنّي لَأكثرُ عيوبًا من الآخرين! وهذه من الفضائل التي يحتاجها الإنسان بشدّة، خصوصًا في المجتمع الإيماني لستُ أدري كم روايةً أتلو عليكم.. في الخبَر مثلًا: «أعقلُ الناسِ مَن كانَ بِعَيبِه بصيرًا وعن عَيبِ غيرِه ضَريرًا» أعقَل الناس هو مَن عينُه على عيوبه مُفَتَّحة، لكنّه أعمى أمام عيوب الناس! أساسًا حين ينشغل المرءُ بسيّئاته، لا تعود سيّئات الآخرين مُهِمّة عنده يقول: دَعْني بربّك، ما أكثرَ سيّئاتي، أَفَتفحّصُ عيوبَ الآخرين؟! أترَى كم تتحسّن هكذا علاقةُ الإنسان بالآخرين؟ سيَنظر إلى الجميع بعطف! إنّها الأُمّ فقط التي تنظر إلى صغارها.. وكأنّهم مُنَزّهون عن كُلّ عيب! بل وتُسَوِّغ عيوبَهم! الحقّ أنّه لو شُغل المرءُ بنفسه، وبالنظر إلى عيوبِه هو فسيتعامل مع الآخرين تعامُلَ الأُمّ! الحقّ أنّه  لو شُغل المرءُ بنفسه، فسيتعامل مع الآخرين تعامُلَ الأُمّ! لو أنّ الإنسانَ انشغَل بما عنده فسيتعاطى مع الناس تعاطي الغَنِيّ العطوف! سيُشفق على الجميع، ويشعُر دومًا أنّ اللهَ تلطَّفَ عليه، بما لم يتلطّف على الآخرين، وتُخامِرُه شفقةٌ مميَّزة تجاه الناس! كذلك في الخبر، وهناك روايات كثيرة في هذا المجال: «الكَيِّس مَن كانَ غافلًا عن غيرِه، ولِنَفسِه كثيرَ التقاضي»  الشاطر هو من يتوقّع من نفسه الكثير، أمّا الناس فلا يتوقّع منهم شيئًا! هذه مؤشّرات التوازن الروحي  فإنّ من علامات سلامة نفس الإنسان هي أنْ يشاهد حسناتِه، أن يشاهِد ما عندَه فحين لا يرى الإنسان أيًّا من حسناته، ويظَلّ يراقب حسنات الآخرين وحسب فلا شكّ أن هذه نظرةٌ مَعيبة! وإنْ لم ينظر المرء إلى نقائصه، وفتّشَ عن نقائص الناس فقط، فسيخرج حتمًا من حالة التوازن الروحي المنشغلون بعيوب أنفسهم، يرتاحُ الإنسان معهم فهم لا يظلّون يفتّشون عن عيوبنا!.. من ناحيةٍ هم لُطَفاء معنا، أولئك المشغولون بعيوب أنفسهم؛ سواء أكان لدينا عيب أو لم يكن، تراهم لا يحكمون علينا حُكمًا سلبيًّا أو غليظًا، يصفحون بكلّ بساطة.. ونحن - من ناحية أخرى - نشعر إلى جانبهم بالطمأنينة والهدوء! أساسًا حين ينشغل المرءُ بسيئاته، لا تعود سيّئات الآخرين مُهِمّة عنده أترَى كم تتحسّن هكذا علاقةُ الإنسان بالآخرين؟ سيَنظر إلى الجميع بعطف! سيتعامل مع الآخرين تعامُلَ الأُمّ

تعليق