الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۲/۰۴/۲۶ چاپ
 

سِرّ غضب الله؟

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 04:16 دقیقة

النص:

نريد اليوم التحدّث حول غضَب الله وما معنى التحدّث حول غضب الله يا أصدقائي؟ إنّه حين تغضَب "أُمُّنا"! "أُمّنا" اسمُها معها.. "أُمّنا"، كُلّها محَبّة.. البعض لا يُدرك أنّ "الله" اسمُه معه، كُلُّه محبّة.. إنّه الله. سِرّ غضب الله... الليلة سأتلوا عليكم الكلام العنيف، بل لعلّه أعنَف كلامٍ لله في القرآن واحكُموا أنتم، أليس هذا بدافع محبّته تعالى لعباده؟ ومن مُنطلَق شدّة حُبّه؟! بل لم أكن أتوقّع أنّ الله يحبّ الناس إلى هذا الحد! يا إخوان، أتعتقدون جميعًا أنّ الله يحبّنا؟.. تعتقدون؟ فإنْ قال الله تعالى في القرآن: "الموتُ للإنسان" فكيف تفهمونها؟ إنّه كالصيحة التي تُطلِقها الأمّ حفظًا لصغيرِها! إنّها تحبّه.. على أقَلّ تقدير، بمقدورك أن تبكي مع هذه الآية أسبوعًا! بكاء، وصفاء، وحال، وستُزاح كلّ الحُجُب من أمام عينيك يقول تعالى: (قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَه) [عبَس/17] الموتُ للإنسان، قُتِل هذا الإنسان... ليَمُت هذا الإنسان لشِدّة كُفرِه! - الموتُ للإنسان!!... لكنّكَ أنت خالق الإنسان! (فَتَبارَكَ اللهُ أَحسَنُ الخَالِقين) [المؤمنون/14]! إنّك تُبارِك لنفسك خَلْقَ الإنسان! وتقول: قُتِل الإنسان!! من الواضح إذًا أنّ قوله (قُتِل الإنسان) من منطلق حُبّه.. قصدُه شيء آخر.. الله بعظَمَته غَضِب!.. [يقول:] "لماذا يَكفُر؟!" - يا إلهي يا حبيبي، وما معنَى أن لا يكفُر؟! - "أعني: لِينظُر إلى أَنعُمي، ليشاهد لُطفي!.. ليَرَ كلَّ هذه الأبواب التي فتحتُها بوجهه! لِمَ لا يرى كلّ هذا!!!" حسنٌ، لا بدّ أن يغضبَ الله! وما أسعدَ مَن يَفهَم هذا!.. وهو أنّكَ من فَرطِ حُبّك قلتَ: (قُتل الإنسان)" يقول تعالى: (فَإِذا لَقيتُمُ الَّذينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ) [محمّد(ص)/4] إذا لقيتُم الكفّار، أي إذا أتَوا لقتالكم، (فَضَربَ الرِّقاب)؛ فاضربوا أعناقهم! لِمَ يتعاملُ الله بكلّ هذا العنف؟! لأنّه يستاء من الكفر.. السبب توضّحه الآيات التالية؛ يقول: (وَالَّذينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُم) [محمد(ص)/8] لِيهلَك الذين كفروا، ليَبيدوا، الموتُ لهم! استياءُ رَبّ العالمين من الكفر ليس بسبب ذوقه الشخصي، نعم، اللهُ رَبٌّ، وفي وسع ذوقِه الشخصي أن يكون هو قانون العالم لكن هذا أيضًا لأَجلِنا نحن، هذا أيضًا لأنّه خلَقَ الإنسانَ (في‏ مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَليكٍ مُقْتَدِر) [القمر/55]؛ تعالَ اجلس بجوار الله؛ أتدري لأيِّ لذّاتٍ ونِعَمٍ خلقتُك!! لكَثرَما عتَبَ الله تعالى على الإنسان في قرآنه الكريم، من أنّه "كفور"، شديد الكُفر بالنعمة! لماذا يستاء الله كلّ هذا الاستياء من الكفّار والكفر؟ لأنّه يحبّنا، لأنّه يراكَ أغلقتَ الطريقَ بكُفرك! اِفتَح الطريق يا هذا.. طريقَ سعادتك، طريقَ لذّاتك، طريق حلاوة حياتك، الحياة الطيّبة، طريق اقتدارك! افتحها جميعًا.. طريق نَيلِك قدرةَ الخَلْق، فتَخلُق كما الله تمامًا! دَع هذا الطريق سالكًا أمامَك، ولا تُغلِقه على الآخرين..

تعليق