إنّ لك ثمنًا!..
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
المدة: 04:22 دقیقة
04:22 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(9MB) | عالیة(73MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
كيف للشخص أن يلتزم بالتقوى بكلّ حيويّة وسهولة؟ قل لي يا عزيزي.. إنّه أدركَ أنّ في حوزته جوهرة، يملك جوهرة ولا يريد التفريط بها، وهذه نتيجة مشاهَدة الإنسان إيجابيّاته، فإنّ جزءًا من معرفتك ذاتَك هو معرفتُك ثمنَك. إنّ لك ثمنًا.إن نصف معرفة الذات مشاهَدة المرءِ فضائله. الذي يعرف أنّ في محفظة نقوده.. جوهرةً ثمينة تُقَدَّر بالمليارات سيمسك محفظتَه بإحكام، فإن مَرّ بجانبه شخص حرَسَها هكذا، أمّا إذا كانت خالية // فسيتعامل معها هكذا براحة. ستكون حَذِرًا والحذر هو التقوى..مَن هو صاحب التقوى؟ مَن؟ إنّه مَن يعلم أنّه جوهرةٌ ثمينة.. عندها سيَحرُس سَمْعَه.. ويَصُون بصَرَه.. برأيك أولئك الذين يحرسون لسانهم بشدّة.. لماذا يفعلون ذلك؟ مَن هو صاحب التقوى؟ مَن؟ إنّه مَن يعلم أنّه جوهرة ثمينة.. يقول تلامذة السيّد القاضي(ره): كنّا نرى أنّ جزءًا من لسان السيّد لونُه يختلف، كان أحمرَ، محترقًا، غريبًا! وكنّا نخجل من سؤاله عن السبب. سُئِل يومًا: لماذا لسانك هكذا؟ قال: مِن بضعٍ وعشرين عامًا وأنا أضع حجرًا على لساني، أحتفظ به هناك، فمتى ما أردتُ الكلام أعاقَ الحجرُ كلامي.. فأتذكّر أن عليَّ ضبطَ لساني: ماذا أقول؟ ولأيّ شيء أقولُه؟ لا ينبغي أن أقول لغوًا.. حجرٌ تضعُه على لسانك عشرين عامًا لا بدّ أن يغيّر مظهرَه! هذه تُسمّى: مراقَبة، تقوى.- لكن أليس هذا صعبًا؟ إنّك تُصَعِّب الحياة!- كلّا، بل سهلٌ عليه جدًّا، إنّه يفعل ذلك باندفاع!كيف للشخص أن يلتزم بالتقوى بكلّ حيويّة وسهولة؟ قل لي يا عزيزي.. إنّه أدركَ أنّ في حوزته جوهرة، يملك جوهرة ولا يريد التفريط بها، وهذا نتيجة مشاهَدة الإنسان إيجابيّاته، فإنّ جزءًا من معرفتك ذاتَك هو معرفتُك ثمنَك. إنّ لك ثمنًا. عن أمير المؤمنين(ع): «رَحِمَ اللهُ امرَأً عرَفَ قَدْرَه» [غُرر الحكم/373].لو كنتَ ماشيًا وفي محفظتك، أو جيبك.. ألماسةٌ تقدَّر بمئة مليار وكنتَ وأسرتُك جميعًا فقراء فلن تتعب من حراسة الألماسة والاهتمام بها، ومن تشنّج عضلاتك أثناء تنقّلك، لن تتعب أبدًا! ستحافظ عليها بكلّ قوّة! وستراقب الجميع بكلّ حواسّك لئلا يكون هذا أو ذاك لصًّا، بل لن تنام، في القطار، في الباص، تقول: كلّا كلّا، لا ينبغي النوم، باندفاع.. ثمّ إن عُدتَ للمنزل والألماسة معك تتشقلَب مرّتَين! يُقال لك: انتهيتَ يا هذا!تقول: أملك جوهرة وفي رأسي خُطَط لها، أُغرُب عني!انظر كَم هي حسناتك؟.. وستصبح ذا تقوى! ماذا عساي أُضيف؟!... من أجل ذلك يتحسّر الإنسان يوم القيامة، بقسوة، حتّى سُمِّي يوم القيامة "يوم الحسرة". مَن هو صاحب التقوى؟ مَن؟ إنّه مَن يعلم أنّه جوهرة ثمينة..