الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۱/۱۰/۱۷ چاپ
 

لماذا يتملّص الكثيرون من الدين؟

  • انتاج: موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 06:34 دقیقة

النص:

لماذا يتملّص الكثيرون من الدين؟ الخلل في أدبيّاتنا نحن طلبة العلوم الدينيّة لماذا يتملّص الكثيرون من الدين؟ إنّنا لا نحلّل الدين برؤية واقعيّة لا نحلّله بنظرة إنسانيّة محورها منفعة الإنسان في هذه الدنيا من جهةٍ، نحن لم نَعرِض الدين بنحو سليم، لم نبيّن وجهه الإنساني بشكل جيّد ومن جهة أخرى بَثَّ أعداؤنا كلامًا زائفًا فعَمَد كلّ مَن يتحرّق للإنسانيّة.. أو يخفُق قلبُه لها إلى تناول هذا الدواء الزائف فوصلنا إلى الحال التي نحن عليها اليوم كلام فريد للإمام الراحل(ره) مع الحوزويّين حول طريقة تبليغ الدين لأتلو عليكم قولًا للإمام الراحل(ره) كان قد خاطب به الحوزات العلميّة يقول سماحة الإمام رضوان تعالى الله عليه: "أسأل الله أن يكون علماء الدين والمعمّمون عارفين بجميع أبعاد مسؤوليّاتهم وجوانبها لكنّي أقول من باب التذكير والتأكيد" يوضّح سماحة الإمام(ره) أنّ شباب اليوم لهم رأي في القضايا الدينيّة  فلتكن معاملتُكم لهم حسَنَة  لكن لو عاملتموهم بشكل سيّئ ماذا سيحصل؟ سيقعون في فخاخ الليبراليّين! ومَن هم الليبراليّون؟ هم أولئك الذين يطرحون للمجتمع الأنموذج الزائف للإنسانويّة وقيمة الإنسان يقول(ره): "سيقع الشباب في فخاخ هؤلاء وما خطيئة هذا بأقلّ من الالتقاطيّة" الالتقاطيّة هي المدرسة التي خَرّجَت الإرهابيّين  والتي كبّدَتنا سبعة عشر ألف شهيد! سماحة الإمام(ره) يعلن  أنّ انجراف شبّاننا للثقافة الليبراليّة خطرُه ليس بأقلّ من هذا! ثمّ انظر ماذا يقول(ره) أيضًا: "الجامعات والمراكز غير الحوزويّة  اعتادت ثقافة التجربة ولمس الحقائق  أكثر من الثقافة النظريّة والفلسفيّة" بمعنى أنّ الثقافة النظريّة والفلسفيّة خاصّة بالحوزة وأنّ الثقافة التجريبيّة والواقعيّة تخصّ الجامعات فبأيّ طريقة يُبحث الدين في الحوزة عادةً؟ يُبحَث نظريًّا  وكيف تتناول الجامعة القضايا الاجتماعيّة والإنسانيّة؟ بشكل واقعي وتجريبي  ثمّ يقول سماحة الإمام(ره) بكلّ وضوح: لا بدّ - عبر التأليف بين الثقافتَين وتقليص المسافات - من انصهار الحوزة والجامعة إحداهما في الأخرى  لتتّسع الساحة أمام تنمية المعارف الإسلاميّة ونشرها"  يعني أنْ تميل أدبيّات الحوزة العلميّة قليلًا إلى الرؤية الواقعيّة دليلي على عدم اقتراب الحوزة من نهج الجامعة هو ما يلي؛ قال سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظلّه) أمام أعضاء مجلس خبراء القيادة: "إذا أُريدَ بالفعل لدور الجماهير - العَينِيّ والعمليّ - أن يكون فاعلًا، ولمسألة ولاية الفقيه  – وهي حقًّا حُكم إلهيّ جماهيريّ - أن تتّخذ طابعًا جماهيريًّا فلا بدّ أن تُبيَّن للناس محاسنُها وما يُرَغِّبهم فيها لقاؤه مع أعضاء مجلس خبراء القيادة في 4/ شباط/ 1998م دعوني ألخّص كلام سماحته: إنّك إذا أحببتَ أن تدعو شخصًا للدين توضِّح له فوائده العينيّة ثمّ يقول: ولاية الفقيه أيضًا بيِّنوها بهذه الطريقة أيّها الشباب، أتعلمون لماذا نظريّة ولاية الفقيه في هذا البلد غريبة؟ لأنّه ما أُلِّف كتاب في ولاية الفقيه (وهي بالمئات) إلّا لإثبات أحقّيّتها  الآن أكثر من عشر سنوات مرَّت على هذا القول للإمام الخامنئي أنّه: "بيّنوا نتائج ولاية الفقيه، لا حاجة إلى بيان أُسسها ومبانيها..." وليس لدينا كتاب واحد يجيب عن السؤال:"ماهي آثار ولاية الفقيه الاجتماعيّة؟" لأنّ خطاب الحوزة العلميّة ليس من النوع الذي يعتمد الواقع والآثار  بل يعتمد الأُسُس والمباني يتابع سماحته: "على بركة الله، الدور هاهنا للناس، فليقتحموا الميدان  وليبيّنوا محاسن هذه المسألة من منظار العقل والمنطق البشريَّين" أروني كتابًا واحدًا في ولاية الفقيه يبيّنها من منطلق العقل البشري!  علماء كثيرون يجيدون ذلك لكنّ دأبَ الحوزة ليس هذا مثل هذا لا يسمَّى في الحوزة عِلمًا! فلا تؤلَّف كتُب كهذه! ماذا قال الشهيد الصدر(ره)؟ قال: لا تؤجّل الأمر إلى القبر والقيامة والمعاد، لا تتطرّق إلى المبدأ والمعاد، بل قل: ما فائدة الدين في حياتك اليوم؟ وماذا قال الإمام الخامنئي(دام ظله)؟ قل للناس، مثلًا: ما هي فوائد ولاية الفقيه في حياة الناس اليوم؟ أساسًا، الانجذاب إلى ولاية الفقيه، قَسَمًا بالله، ليس بحاجة إلى دين فلو بُيِّنت فوائدها وأداؤها من الناحية العقليّة لانجذب إليها اللادينيّون، لا بل المناوئون للدين أيضًا! لكن تدرون أنّه ليس من دأب الخطاب الحوزوي توضيح الأمور هكذا! إنّنا لا نحلّل الدين برؤية واقعيّة لا نحلّله بنظرة إنسانيّة محورها منفعة الإنسان في هذه الدنيا

تعليق