الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۱/۱۰/۱۰ چاپ
 

لا حياد عند الظهور!

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 07:21 دقیقة

النص:

يقول الإمام الباقر(ع):«هَيهاتَ، لا يَكونُ فَرَجُنا حَتّى تُغَربَلوا» فيبقى هذا مع هؤلاء وذاك مع أولئك! عند الظهور يُقسَّم الناس ترى فجأةً أيُّ أُناسٍ صاروا عبيدَ الطواغيت وشهَروا أسلحتهم على الإمام! عجباً! انظر مَن؟.. - يا هذا، كُن محايدًا على الأقل! لا حياد عند الظهور... ليس ثمّة وسط هناك آية قرآنيّة تقول: (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِن قَلبَينِ في جَوفِه) ليس المراد هذا القلب الصنوبري المراد هو الحبّ يعني: تستطيع أن تحبّ شيئًا واحدًا في حياتك لا شيئين أو أكثر فمَن تحبّ يا هذا؟ هنا الخطورة! إن لم تكن مُحِبًّا لله فمَن تحبّ؟! إن لم تكن مطيعًا لله فمن تطيع؟ فكلّ مَن لم يَعُد عبدًا لله.. فهو عبد.. لكن عبد للشيطان! إن لم تكن مُحِبًّا لله فمَن تحبّ؟! - لستَ تعبُد الله! حسنٌ، لا بأس، لكن لماذا تعبد الشيطان؟! - كلّا، لا أعبد الشيطان ولا أعبد غير الله حتّى، أنا حُرّ! في القرآن ما عندنا هذا الشيء! ليس في القرآن "وسط" يعني لم يجعل الله في القرآن وسطيّة بأن لا يكون المرء عبدًا لله ولا لإبليس منذ بدء الخليقة قال تعالى في سورة ياسين: (أَلَم أَعهَد إِلَيكم يا بني آدمَ أنْ لا تعبدوا الشّيطان)‏ لا تعبدوا الشيطان أبدًا! ليس: لا تطِعْه.. بل لا تكن عبده لا تكن عبدَ عدوّك! البعض يأبى الاصطدام مع أمريكا - طيّب طيّب.. لا بأس، أنت لا تريد قتال جنود أمريكا، فهلّا رجوتُك أن لا تكون جنديًّا لهم فتُقاتلْنا؟ - أبدًا! هُراء! جنديّ الأمريـ..!! - ليس هناك حياد، اِفهَمْ!.. أنت مجنَّد لهم من الآن! ليس لك قلبان، بل قلب واحد الناس إمّا على طريق الحقّ أو طريق الباطل إما تحت ولاية الله أو ولاية الطاغوت لأتلو عليكم رواية عن أمير المؤمنين(ع): يقول: «مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَنَا كَانَ عَلَيْنَا» مَن ليس معنا فهو عدوّنا! يقول: لا أريد أن أكون مع علي! - فلماذا تعاديه إذن؟! فإن قال: عجبًا! متى قلتُ أنّي عدوّه؟! قل له: اصمُتْ، ما زلتَ لا تَفقَه مجريات الأمور! في الحديث: «مَن لم يَمشِ في حاجَةِ وَلِيِّ اللهِ..» - يا هذا، وليُّ الله بحاجة إليك، "قُم لنصرتي" - فيما بعد.. - فيما بعد! لا بأس لم تمشِ، صحيح؟ احتفظتَ بها لنفسك؟ إذن اِبقَ محتفظًا بها لا تذهب فتنصر عدوّنا! - لا لا، لا أنصر عدوّك، لكنّي حاليًّا متكاسل عن نصرتك! يقول الإمام الصادق(ع): شخص كهذا سيُبتَلَى.. سيُضطَرّ، سيقع في فخّ يجعله «يَمشي في حاجَةِ عَدُوِّ الله»! المحايد يمشي في حاجة عدوّ الله!! - لكن في اللحظة التي سيحتاج فيها وَليّ الله الأعظم للنصرة أين ستذهب؟! أنت لستَ ولائيًّا، صحيح؟ لا بأس لكن اِبقَ على عدم ولائيّتك هذه! إنجازٌ منك إنْ بقيتَ على حيادك! شيء مستحيل! أما سمعتَ ما كان يقول الشهيد سليماني؟ "قسمًا بالله" (تعابير عجيبة استعملها)  "إنّنا نُمتَحَن بولاية الفقيه.. احترسوا" ثمّ هو لأيّ درجة رفيعة بلغ في الولائيّة؟ لِمَ يشعر الصالحون بكلّ هذا القلق؟ لماذا يخافون؟ الأمر مُرعب!! يقول: «مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَنَا كَانَ عَلَيْنَا» يوصي الإمام الصادق(ع) بأن نُقوّي إيماننا قبل الظهور لأنّ الامتحانات في أعتاب الظهور شديدة «لَتُمَحَّصُنَّ» لكنّه(ع) في الرواية يُطَمْئِن السائل بأن لا يقلق صحيح سيسقط الكثيرون في تلك الفتن لكن الأمور واضحة جدًّا فذو القلب السليم والمُحبّ لأهل البيت(ع) ولله، ينجو - لكن يا سيّدي، بالله عليك طَمْئِنّا - أوَتريد البقاء حتّى آخر الزمان؟! «فَنَظَرَ(ع) إلى شمسٍ داخِلَةٍ في الصُّفَّةِ» لعلّهم كانوا في صحراء منى - فقال(ع): «...تَرى هذِهِ الشَّمسَ؟» - قال: نعم - متأكّد؟ - أجل، هي الشمس، لا يمكن أن أُخطئها فقال: «وَاللهِ لَأَمرُنا أَبيَنُ مِن هَذِهِ الشَّمْسِ» للصالحين من الناس وإنْ كانت الفتن شديدة جدًّا يسقط بها أُناس إلهي، لا تجعلنا عبيدًا وخُدّامًا لعدوّك! يا ربّ، افرض أنّنا سيّئون لكن لا تجعلنا في صفوف أعداء الزهراء(ع)! ثمّ لأَقُلْ لكم شيئًا كثيرون أتَوا كربلاء للتفرّج! ليُلَملموا الأوضاع يشهد الله أنّهم ما أرادوا رَمي سَهم أو الضرب برُمح قالوا: لسنا نقتل الحسين(ع) ثمّ شيئًا فشيئًا، شيئًا فشيئًا اختلطوا بالناس! بل في اللحظة التي "بدأت السيوف ترتفع وتهوي" بكى بعضهم في جيش العدوّ! - فلماذا وقفتم مع هؤلاء يا لئام؟! - يا حبيبي، أما قلتُ لك؟! صاروا عبيدًا!  مشيتَ خطوةً ضدّ الحسين(ع) فصرتَ في سواد جيش العدو!! أما علمتَ كم يحبّ الله الحسين(ع)؟! أما علمتَ كم الحسين غريب؟! يعني: تستطيع أن تحبّ شيئًا واحدًا في حياتك لا شيئين أو أكثر هنا الخطورة! إن لم تكن مُحِبًّا لله فمَن تحبّ؟! أنت لستَ ولائيًّا، صحيح؟ لا بأس لكن اِبقَ على عدم ولائيّتك هذه! إنجازٌ منك إنْ بقيتَ على حيادك! شيء مستحيل! ليس في القرآن "وسط"

تعليق