كلِّم اللهَ عن مساوئك...
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
المدة: 04:25 دقیقة
04:25 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(9MB) | عالیة(74MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
في صفحات علم النفس التي تملأ شبكات التواصل يقال دائمًا: "أنظر إلى إيجابيّاتك.." وأمثال هذا الكلام.. "لا تقبَع في الماضي.. لا تقلّب عيوبَك السابقة.." أتدري لماذا؟.. لأنّ مَن يريد مخاطَبة الآخرين بعيدًا عن الله فليس في جعبته إلّا هذا! حقًّا لا تقف عند عيوبك السابقة لأنّك ستيأس وتتوقّف أمّا حين يكون لله دَورٌ، فبالمناسبة.. يجب أن تُطيل النظر إلى عيوبك!.. تحدّث إلى الله عن مساوئك! صحيح، إن أراد شخص آخر الإلحاح في لوم طفله ووَعظِه، ونُصحِه فسيتحطّم.. ستتبدّد طاقتُه، وإحساسه الإيجابيّ، ودافعه للتحرُّك أمّا إذا تحدّثنا نحن إلى الله عن مساوئنا فماذا سيحصل؟ ماذا سيحصل يا إخوان؟ إنّ أوّل مَن يستاء لنقاط ضعفنا هو الله نفسُه نحاول أن نُزعج الله ليقوم بإصلاحنا!.. نريد أن نثير حفيظتَه!.. أنت حين تدخل على أمّك تقول لها: أنا جوعان! ستفعل المستحيل لتهيّئ لك طعامًا! مقارنةً بأمّك، ربُّك أسوأ بكثير!!! أقصد: أفضل.. قُلها أنتَ كما تشاء بأيّ معنًى تراه صحيحًا العبد يلجأ لربّه قائلًا: إلهي، عندي هذا العيب - كفى، كفى.. كفى لا داعي لأن تبوح به.. سأُصلِحُه لك.. قُل له ثانيةً: عندي هذه السيّئة! فيصنع لك صنيعًا آخر كرّرها، وسيصنع لك صنيعًا آخر، لا يتركُك إذن معرفة النفس من أجل رؤية مساوئها تمنح شُحنَة ضخمة إنّه شيء رائع فلماذا نهرب منه؟ يقول الله: "هذا فرضٌ علَيّ.. قطعتُ على نفسي عهدًا".. تعهّدَ بالمغفرة، تعهّدَ بالإصلاح، تعهّدَ بالاستجابة تعهّدَ بالهداية، وبأخْذِ اليد... شُحنة ضخمة يتلقّاها المرء إذا باحَ بمساوئه لربّه! فما أتعس الشخص الذي لا يعرف عيوبه! سيُحرَم المسكين، سيعيش تعيسًا! في الحديث: «وَاللهِ ما يَنجو مِن الذنبِ إِلّا مَن أقَرَّ بِه» يصرّح: لدَيّ هذا العيب! أعرف شخصًا قصَدَ ضريح الإمام الرضا(ع) وقال: "سيّدي، أنا حسود.. لا أريد أن أكون حسودًا" فجاءه الإمام الرضا(ع) في المنام ونزعَ منه الحسد قائلًا له: "عِشْ مرتاح البال" قلتُ له: ألا تحسُد الآن؟ قال: أبدًا! بل تغيّرت حياته مع الجميع ولهذا فإنّ أكثر الناس حيويّة ممّن تراهم في الجهاد في سبيل الله في قمّة النشاط والقوّة إذا دقّقتَ النظر فيهم لرأيتهم يُكثِرون الاستغفار فحين يبوحون لربّهم ليلًا بمكامن ضعفهم لا أدري ماذا يصنع الله فيهم؟! يصبحون في النهار "بركان طاقة" يقول: "هذا فرضٌ علَيّ.. قطعتُ على نفسي عهدًا".. تعهّدَ بالمغفرة، تعهّدَ بالإصلاح، تعهّدَ بالاستجابة تعهّدَ بالهداية، وبأخْذِ اليد... شحنة ضخمة يتلقّاها المرء إذا باحَ بمساوئه لربّه!