اجعل هدفك في الحياة واحدًا...
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
المدة: 05:59 دقیقة
05:59 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(10MB) | عالیة(100MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
جيّد جدًّا أن يعرف الإنسان واجبه وأن يكونَ واجبه عملًا واحدًا لا غيرجيّد جدًّا أن يكون على عاتق الإنسان عملٌ واحد ويدرك أنّ من واجبه المواظبة عليه طوال حياته، نعم، حتّى وإنْ طوال حياته! وليس بشكل مؤقّت أي أن يَنصَبّ اهتمامُه على واجب واحد هذا المبدأ هو في منتهى الأهمّيّة وفي الحياة الروحانيّة أيضًا إذا انصبَّ اهتمام المرء على واجب واحد يرتاح حقًّا فحين يكون عندك عمل واحد فإنّ من نتائجه ازدياد قدرتك على التركيز حين يكون لديك عمل واحد ستزداد قوّة إرادتك.. ستتعاظَم سَكينتُك.. ستتحسّن ذاكرتُك.. بل سترتقي صحّتُك البدنيّة أيضًا حين يكون أمامك هدف واحد... فليكن هدفُك في الحياة واحدًا إنْ مِلْتَ إلى الدنيا فسينصبّ اهتمامك على بضعة أشياء بل ستتشتّت وتتشوّش حالُك فإن استطعتَ، حين تميل إلى الدنيا، أن تصبّ اهتمامك على شيء واحد وهو حبّ النفس فستضطرب روحك أيضًا لدى تلبيتها احتياجات النفس الكثيرة ونزواتها المتعدِّدة، ومتطلّباتها الكثيرة مضافًا إلى أنّ فطرتنا وضميرنا لن يَدَعا بالَنا يهدأ فسيواجهنا كلّ لحظة قائلًا: "وماذا عنّي؟ إنّك لا تفكّر إلّا في نفسك!! ثمّة ضمير أيضًا! أنا لم أمُت بعدُ.." أمّا إذا توجّه الفرد إلى الله فيمكن أن يكون لديه واجب واحد لا غير الذين يظنّون أنّهم إذا سلكوا طريق الروحانيّة توجَّبَ عليهم مراقبَة 7 أو 8 أو 10 أمور أو 100 أمر فهم واهمون! شيء واحد سيطالبك به ربّك إن طرقتَ بابه يقول: أريد منك هذا فقط هذا هو بيت كلّ القصيد فإنّك لا تستطيع إلغاء عبادة الله ثانيًا لا تجمع بين عبادة الله وحبّ الدنيا اِعكِفْ على عبادة الله وأَرِح بالك، أوّلًا لتزيل من قلبك كلّ تردُّد ثانيًا، ليس أمامك عند عبادة الله سوى عمل واحد إنّه بيت القصيد كلّه ما هو هذا العمل الواحد؟ ما هو؟ إنّه مُخالفة الهوى.. فسواءٌ أَخرجتَ عن دائرة الدين أو دخلتَ فيها فإنّ الطريق واحد لا غير ليكُن هاجسُك، إذا استيقظتَ صباحًا أو نمتَ ليلًا، شيئًا واحدًا لينصبَّ فكرُك في شيء واحد ولا يتعَدَّ إلى غيره
- حسنٌ، ماذا لو رُفِع الأذان؟ في أيّ شيءٍ أفكّر؟ أَذَّنَ المؤذّن، أنْ تقوم للصلاة في أوّل وقتها هو مخالفة للهوى اشترِ الآن هذا.. أن تقوم بهذه الأعمال مع أنّها لا تنسجم عادةً مع الذوق الطبيعيّ على الأقل لا يفهم المرء كُنهَها: لماذا عليَّ القيام بهذا العمل؟ فلأنّك تطيع أمرًا فإنّها مخالفةٌ أخرى للهوى.. ثمّ إذا نفّذتَه بأدب فهذه مخالفة أخرى للهوى فإن اعتذرتَ من صلاتك بعد الفراغ منها فهذه مخالفة أخرى للهوى «إِلهي هذِهِ صَلاتي صَلَّيتُها، لا لِحاجَةٍ مِنكَ إِلَيها، ولا رَغبَةٍ مِنكَ فيها» والآن مشكلتي هذه: «إِنْ كانَ فيها خَلَلٌ أَو نَقصٌ مِن رُكوعِها أَو سُجودِها فَلا تُؤاخِذني»، تراكَ تعتذر من صلاتك! عجبًا! كان يجب أن تغتَرّ! كانت نفسي اللعينة تريد أن تغُرَّني بعد الصلاة فحطّمتُها خرجتَ من المسجد، لا تشمخْ بأنفك على الآخرين، إنّها المخالفة التالية وقعتَ في مُشكلة، سيُختبَر هواك: تشتُم أو لا؟ وقعتَ في ضَرّاء أو سَرّاء، الحالُ هي هي باستمرار مخالفة للهوى في هدوء كنتَ.. أو في محنة.. في الامتحانات الصعبة.. وفي تلك السهلة في الاختبارت الصغيرة.. أو في تلك الضخمة لا يُراد منك في كلّ هذا سوى شيء واحد: ماذا تصنع لمخالفة هواك؟ فسواء أَخرجتَ عن دائرة الدين أو دخلتَ فيها فإنّ الطريق واحد لا غير ليكُن هاجسُك، إذا استيقظتَ صباحًا أو نمتَ ليلًا، شيئًا واحدًا لينصبَّ فكرُك في شيء واحد ما هو؟ إنّه مخالفة الهوى.. حارِب هواك، َزعجْ نفسَك في هواها...