هكذا يحتفي بنا الله؟
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
المدة: 04:34 دقیقة
04:34 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(9MB) | عالیة(76MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
صدّقوني يا رفاق، بأنه يودّ الكثيرون بأن لا يكونوا محتاجين إلى الله يقولون: يا عمّ لا تكلنا إلى الله ما لك تدفعنا إلى باب الله، بحيث كلّما ندعوه لم يُجِب ولم نفهم من الأوضاع شيئا أعطنا حلّا يكون تحت أيدينا ما أكثر هؤلاء ولا يدرون أنه ما أحلى الالتصاق بالله! وأساسا يتحبّب الله إلى الملتصقين به ويتواصل معهم ويتحنّن إليهم لا يخفى عليكم أن الله إلهٌ إن الله إله فإن الله لم يجلس في زاوية ما لتراجعه أحيانا بل يقول لك: كن متكّلا عليّ دائما ولا تنقطع عن اتكالك عليّ طرفة عين حسنا، فلابدّ أن تكون منهارا جدا لتكون متعلّقا بالله إما أن تكون ظروفك تعبانة وأو تكون تعبانًا في داخلك أما ظروفك فالحمد لله، عندك بيت أو استأجرت دارًا ولك راتب لا أدري، فإذا كان مظهرك تعبان فنِعِمّا هو أما إذا كان مظهرك وشغلك واعتبارك الاجتماعي مستقرّا، فكن منهارا في داخلك والتصق به! نحن والله لا نناجي الله كما الإمام السجاد(ع) كان يشكو(ع) أن لا شيء واضح لي فما لي لا أبكي؟ فإذا متّ في هذه الحالة ماذا سيكون بعد؟ أنا لا أدري أبدا ماذا سيكون! أما نحن فالكثير من شؤوننا معلومة فنقول: اللهم! أما بالنسبة إلى هذه الشؤون المعلومة فلا نحتاج إليك ولكن تبقى بضعة قضايا أخرى، فكلما دعوناك فيها لم تجبنا فإذا لن تجيب فلنعرف لكي نهمل الموضوع ولا نعود في الطلب بل نغلقه وننفض أيدينا منه ونريح بالنا قليلا أساسا لا يتصل بالله اتصالا عميقا إلا من لم يستند إلى مكان محكم ولم يتكئ على شيء أما أنا المحروس، فأقول هذا الجانب من شأني جيد، فلا شيء عليه فلأثق بهذا الجانب من شأني.. حسنا والجانب الآخر من شأني أيضا جيد فلا شيء على ذلك أيضا وأما شأني ذاك، فقد عالجت نصفه وسأعالج نصفه الآخر بخمسين بالمئة من ثقتي بنفسي يبقى جانب واحد من أمري متدهورا وسأعالجه بعد حين إن شاء الله يعني رتّب وضعه في الجوانب الأربعة كلّها وقد هيّأ لنفسه متكأً لنسبة ستين بالمئة ولا دخل لله بالموضوع حسنا يا عمّ ولكن ألا تهبط معنوياتنا هكذا؟ ـ عزيزي، ومن أي شيء تستمدّ معنويّاتك؟ من أن تعتمد على نفسك؟ من أن تكون الأمور كلّها واضحة؟ أتودّ أن يأتيك ملك ليقول لك: قد عمّرت كذا فدعني أصفّي حسابك إلى اليوم لنرى ماذا ستفعل في الباقي؟ قد يتمنى الجميع ذلك قائلين اللهم وضّح لنا ملفّنا لكي نعرف ماذا نفعل في الباقي لا يفعل ذلك كلا وإنما هو متعمّد في الامتناع إنما يقصد هدفا فلا تفرّ ولا تتناسَ لكي تنجو من هذه المخمصة فلا يقع ذلك عبر الفرار والنسيان فهو لا يوضّح لك شأنك لتلتصق به ولولا ذلك فما الذي تريد أن تقوله لله في صلاتك؟ ثم انظر أيما عيون تتفجّر من قلبك ثم تدرك أن لم يكن الغرض صلاحَك أو عدمَ سوئك وإنما كان الغرض هذا الاتكال كان الغرض تردد الدائم على الله والتصاقك ببابه لا أن تكون صالحا أو غيرَ سيئ وأساسا يتحبّب الله إلى الملتصقين به ويتواصل معهم ويتحنّن إليهم فإن الله لم يجلس في زاوية ما لتراجعه أحيانا بل يقول لك: كن متكّلا عليّ دائما ولا تنقطع عن اتكالك عليّ طرفة عين أساسا لا يتصل بالله اتصالا عميقا إلا من لم يستند إلى مكان محكم ولم يتّكئ على شيء