خطّة الدين لنجاة المستضعفين
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
المدة: 08:54 دقیقة
08:54 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(14MB) | عالیة(149MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
في آخر الزمان سيرث المستضعفون الأرضَ حسنا فإن هذا الاستضعاف والضعف والاستسلام للضعف كيف يزول؟ وكيف نحصل على القوّة؟ فبدلا من أن تكون القوّة بيد مستكبري العالم تكون بيد عامّة الناس إن للدين خطةً محدّدة لهذا الغرض فما هي خطة الدين من أجل أن تقع القوّة بيد الناس؟ يا عمّ نحن الناس نريد أن نقوى ونضع ضعفنا على جانب فما الذي لا يمنح الطغاة القوّةَ بل يسلبهم القوّة لصالح المستضعفين؟ ما هو؟ إنه هو اتحاد الناس إلى درجة تكوين حياة جماعية وحياةِ إيثارٍ ومواساةٍ قال: (وَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللهِ جَمِیعًا وَ لا تَفَرَقوا) وقد جاء في كلام أمير المؤمنين علي(ع) في خطبة القاصعة أن اعتبروا بأحوال الماضين إن الذي ورّطهم في الذل والهوان تفرُّقُهم والتفرّق شيء موجود بيننا حاليّا نحن لا نستطيع ببساطة أن نعيش سويّة الأخ على العين والراس بس كل شيء بحسابه بإمكانك أن تقول لي: يا فلان ازهد في عيشك بعد ما صرتَ رجل دين ولعلّي أستجيب ولكن إذا قلتَ لي: فلنعش حياة جماعية فهذا صعب لا يمكن حتى الفقراء يريدون أن يكون المال الذي يفتقدونه وعائزهم ملكا لهم ولا يختلط مالهم بمال الغير أما الأغنياء فيضجرون من هذا الكلام يقول الغني: أنا أنشئ معملًا ثم أتصدّق بكل أرباحه جيد؟ أعيش حياتي العادية جدّا ولكن لا أشارك أحدا الحياة التعاونية صعبة هذا هو الواقع الحياة الجماعية هي حقيقة الاتحاد وهي التي تستأصل جذور التفرقة نحن نفتقد الحياة الجماعية كلّ منا يدع أمواله في المصرف للمضاربة ليستلم الأرباح أكثر استثمارات أبناء شعبنا ليست تعاونيّة بل على سبيل المضاربة أنا لا أريد أن أسمّيها ربا ولكنها تشوّه صورة مجتمعنا بما يقارب الربا إنك إن تستنكف عن مشاركة صديقك المؤمن برغبتك وإرادتك... لا بالقهر والقانون نحن لا نريد أن نكوّن مجتمعًا شيوعيًّا فننفي الملكية ليضطرّ الناس إلى الحياة الجماعية فذلك هو الشيوعية وفي مقابل الشيوعية فاز الليبراليّون قالوا: كلا، مال كل امرء له ونحن أيضا قلنا مال كل امرء له، غير أننا أطلقنا لحانا واتّخذنا سبحة وعمامة ونسجد إلى القبلة ما فرقنا عن الحياة الليبرالية؟ لماذا لا تجعل حياتك إسلامية؟ ـ يا عمّ كيف نجعلها إسلامية؟ ـ لابد لأفراد المسجد وأعضاء الهيئة أن يحيوا حياة جماعية اقتراحي لكم في هذه الليلة أن نتحرّك بهذا الاتجاه إذ أننا لا نستطيع ببساطة أن نخلط أموالنا معًا ألا يريد البشر أن يحصل على القوّة؟ هذا هو الحلّ الذي يقترحه الدين الحلّ الذي ما زلنا لم نتحرّك صوبَه الحياة التعاونية تقول لنا: إذا كان عندك مال فاذهب أولا إلى أصدقائك وجيرانك وإخوانك وإلى زملائك في المسجد والموكب يا رفاق من الذي يريد أن يباشر العمل؟ هاكم المال! بعد الظهور الإمام الحجة أروانا له الفداء فهذا السلوك واجب فإن لم تمارسه حَرُم عليك المال أن تتصرف به أخذ الربح من المؤمن في معاملة عادية، سيصبح بعد الظهور حرام مثل الربا ونحن نودّ أن نتحرّك بهذا الاتجاه فكيف يغنى الإنسان يا ترى؟ قال الإمام الباقر: أما لَو فَعَلتُم ـ ووعيتم ـ مَا احتَجتُم ولكننا لا نعي ذلك ولا نعرفه في علم الاقتصاد وهو من أولى تعاليم الدين من أولى تعاليم الدين المواساة والمواساة لا تعني رعاية الفقراء المواساة تقلع جذور الظلم الحركات المطالبة بالعدالة إذا اتجهت نحو المواساة التي ستقلع جذور الظلم والطاغوت والطغيان فهي صائبة وإن لم تتجه نحو المواساة فهي دكّان آخر منذ كم سنة تدرس أنت، متى بلغك هذا الدرس؟ نحن مغرّر بنا يا عزيزي! إذا ما أردتم زيارة الأربعين فاسعوا أن لا تحملوا حقيبتكم وتسلكوا الطريق وحدكم راذهبوا مع حملة ثم عيشوا الحياة الجماعية بحب الحسين وبذكر الحسين ومن أجل الحسين(ع) جرّبوا الحياة الجماعية فإننا إذا جرّبنا الحياة الجماعية في الأربعين فقد خطونا الخطوة الأولى وإنها لبداية أما إذا لم نجرّب الحياة الجماعية في الأربعين هذا الأربعين الأربعين الذي يبذلون فيه لك كل شيء ويقبّلون أياديك إن لم نجرّب الحياة الجماعية هناك بحب الحسين(ع) فلن نصبح آدمييّن أبدا اطمئن! الدين إذا لم يستطع أن يجعل الحياة المواساتية أساسَ إدارة المجتمع فأقول لكم بأن هذا الدين لا خطة له في إدارة حياة البشر أرأيتم في الأربعين كيف إذا تَعِب زائرٌ وما إن جلس جاءه آخر ليدلّك رجليه؟ أرأيتم؟ أرأيتم أم لا؟ هكذا يجب أن تكون أوضاع حياتنا في الشوارع أنا لا أدعوكم يا سادتي إلى تكوين الحياة المواساتية، لأنها صعبة ولا مجال لها في هذا المجتمع الأمر صعب بشكل فإن الليبرالية والحياة الفردية الآتية من الحضارة الغربية قد اخترقتنا حتى النخاع! ومعظمها بسبب هذه القوانين والضوابط والمقرّرات التي زعموا أنها مقتضى الحياة الحديثة وهم لا يشعرون أين هذه مقتضى حياة الحياة الحديثة؟ إذن كيف ظهرت زيارة الأربعين فجأةً؟ لماذا أقول؟ وليس قولي طبعا جاء وفد من أصحاب المواكب إلى سماحة الإمام الخامنئي فقال: الأربعين طليعة الحضارة الإسلامية لماذا؟ أتعلمون ما معنى الحضارة؟ يعني لابد أن تتمخض عن نظريات كثيرة لتأسيس هيكلية هذه الحضارة وتشييدها ـ ولكن الأربعينية مأتم لا يا عمّ ليس مأتما فلا تدري ما هو فما هي خطّة الدين من أجل أن تقع القوّة بيد الناس؟ فما الذي لا يمنح الطغاة القوّةَ بل يسلبهم القوّة لصالح المستضعفين؟ إنه هو اتحاد الناس إلى درجة تكوين حياة جماعية وحياةِ إيثارٍ ومواساةٍ الحياة الجماعية هي حقيقة الاتحاد وهي التي تستأصل جذور التفرقة هذا هو الحلّ الذي يقترحه الدين الحلّ الذي ما زلنا لم نتحرّك صوبَه نحن نودّ أن نتحرّك بهذا الاتجاه