الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۱/۰۶/۰۳ چاپ
 

حملة إطلاق مسيرة مشي الأربعين من مسجد السهلة

من أجل عالميّة صاحب الزمان(عج) تعالوا نجعل منطلق مسيرة المشي في الأربعين من مسجد السهلة، بيت الإمام(عج)/ إنّ أعظم مَهَمّة للإمام الحسين(ع) وإنّ فلسفة الزيارة الأربعينيّة هي إحياء ذِكْر صاحب العصر والزمان(عج) والتمهيد لظهوره

الزمان: 24/ ذو الحجة/ 1443 - 24/ تموز/ 2022

المكان: اجتماع مسؤولي المواكب (الإيرانيين)

الموضوع: ذِكْر صاحب الزمان(عج) في مسيرة مشي الأربعين

A4|A5 :pdf

الكثيرون مُهمِلون لذكر صاحب العصر والزمان(عج) في الأربعينيّة/ إنّ فلسفة الزيارة الأربعينيّة هي التمهيد للظهور

  • اجتماعنا هذا هو لأهمّيّة قضيّة الأربعين. الزيارة الأربعينيّة بالغة الأهمّيّة إلّا أنّ الكثيرين – للأسف - لم يدركوا أهمّيّتها إلى الآن. أقصد أنّ الكثيرين من روّاد الهيئات ومجالس العزاء الحسينيّ، والملتزمين بزيارة أبي عبد الله الحسين(ع)، والإطعام في مجالسه، والثوريّين، بل ومن الذين أدركوا الزياردة الأربعينيّة وعرفوا أهمّيّتها غيرُ مهتمّين بذكر الإمام المهدي(ع) أرواحنا له الفداء في الأربعين، مثلما أنّهم لا يلتفتون إلى ذكر صاحب الزمان(ع) في زيارة عاشوراء وأنّه لماذا نكرّر سؤالَ الله تعالى في هذه الزيارة بأنْ يبلغنا الظهور لكي نثأر لدم الحسين(ع) ولنكون الموطّئين لإزالة الظلم والجور من الأرض.
  •  إنّ أعظم مَهَمّة لأبي عبد الله الحسين(ع) هي التمهيد لظهور الإمام المهدي(عج) وهو الآن يستعرض مَهَمّته هذه؛ فإنّ الغافل عن الإمام المهدي(عج) في الأربعينيّة غيرُ ملتفت إلى فلسفة هذه الزيارة؛ فإنّ فلسفة الزيارة الأربعينيّة هي التمهيد لظهور صاحب العصر والزمان أرواحنا له الفداء. كيف؟ لأنّكم تَقرَؤن في زيارة الأربعين: «وَنُصرَتي لَكُم مُعَدَّة»، أفهل نريد نصرة الإمام الحسين(ع) قبل ألف وأربعمئة سنة؟ هذا شيء لا معنى له! إذ سيقال لكم: "لقد استشهد الإمام الحسين(ع)، انشغلوا بحياتكم ومعيشتكم!"
  • فحين تخاطب الإمام الحسين(ع) اليوم قائلًا: "لقد أتيتُ لنصرتك" فأنت تعني في الواقع: "أتيتُ لنصرة ولدك المهدي(ع)"، وحين تقول: "أتيتُ لنصرة ولدك الإمام المهدي أرواحنا له الفداء" فلا يعني هذا إلّا: أنّني أتيتُ لأُمَهّد للظهور"؛ فنصرة الإمام المهدي(ع) اليوم تعني التوطئة لظهوره. فإنْ أحبَبنا أن لا يتّخذ المجلس الحسيني، وزيارة أبي عبد الله الحسين - والأهمّ منهما الزيارة الأربعينيّة – المنحَى العلمانيّ وأن لا يُخمِد البعض شعلة الزيارة الأربعينيّة وروعتَها يتوجّب علينا أن نَذْكُر صاحب الزمان، أرواحنا له الفداء. خاطبوا الإمام(ع): "يا ابن الحسن، إنّنا نسلك هذا الطريق في إثر خطاك".

دَعُوا العالم يدرك أن حشود الأربعين هي جيوش صاحب الزمان(عج)

  • يجب أن نُكثر من ذكر صاحب الزمان أرواحنا له الفداء في الأربعينيّة بحيث إذا نظر إلينا شخص من الخارج قال مستغربًا: أهذه الأربعينيّة خاصّة بالإمام الحسين(ع) أم بالإمام المهدي(عج)؟ وبحيث لا يستطيع المراقب الغريب عن ثقافتنا أن يحدّد فيما إذا كانت فعاليّتكم هذه تكريمًا لصاحب الزمان، أرواحنا له الفداء، وانتظارًا له، والخطوَ في طريق ظهوره أم أنّها مراسم عزاء بمناسبة حادثة تاريخيّة؟ لا بدّ أن يخرج المراقبون الدوليّون بهذا الفهم لهذا الموضوع.
  • بهذه الكثافة يجب أن نذكر صاحب الزمان، أرواحنا له الفداء، في الأربعين وبهذا التأكيد يجب أن ننادي "يا بن الحسن" ليفهم الجميع ما هي ضالَّتُنا في هذه البوادي وليدركوا أنّ الأربعينيّة بكلّ مواكبها وحشودها هذه في البراري ليست إلّا عساكر الإمام المهديّ(عج) وهي تعمل على تعجيل ظهوره.

باستطاعتنا عبر الأربعين أن نخطو بخطوات أثبت وأسرع نحو الظهور

  • أقولها لكم بكلّ صراحة: لقد وصلْنا [نحن الإيرانيّين] من خلال مجالس عزاء أبي عبد الله الحسين(ع) إلى مرحلة الثورة الإسلاميّة، والدفاع المقدّس، وترسيخ دعائم الثورة، وتصدير حقيقتها إلى العالم لكنّنا بالتأكيد غير قادرين – عبر ما نقوم به الآن - على المُضِيّ بالأمر حتّى ظهور قائم آل محمّد(عج) نفسه؛ أي إنّنا لسنا نستطيع المُضِيّ حتّى مرحلة الظهور بما لدينا من نظام الجمهوريّة الإسلاميّة كلّه، وقوى المقاومة أجمع، وكلّ ما نستطيع إنجازه من نشاطات ماليّة لجعل البلاد والأمّة الإسلاميّة المستقلّة مقاوِمة مقتدرة، فإنّ قدرة الإمام الحسين(ع) وأثره في عصرنا الحاضر بالذات تفوق كلّ ما نملك من إمكانيّات وما ننجز من نشاطات.
  • لذا فحينما نسير نحو الظهور بماكنة الأربعين نكون كأنّنا نسير بدبّابة لدحر الظلم، أمّا إذا سرنا إلى الظهور بكلّ إمكانيّاتنا الأخرى فسنكون كجنديّ المشاة، بل جندي المشاة المنزوع السلاح، أو المسلّح بسلاح ضعيف جدًّا. فإنّ الإمام الحسين(ع) يفوقُنا جميعًا قدرةً وأثرًا، فلا ينبغي أن نغترّ بقدراتنا وبما في جعبتنا.
  • إنّ نظام عِقْد معسكر المقاومة في وقتنا الحاضر كذلك هو أبو عبد الله الحسين(ع)، فالإمام الحسين(ع) لم يوصِلْنا بمجالس عزائه إلى مرحلة الثورة الإسلاميّة فحسب ثمّ انتهى مفعوله وإنّ علينا - من الآن فصاعدًا - أن نعرف نحن ما علينا صنعه! إنّ البعض يظنّ ذلك حقًّا! فإذ عَمِل الإمام الحسين(ع) على إنقاذنا من كلّ ما ألَمّ بنا من ألوان الغُربة والظُلُمات وإيصالنا إلى ما نحن عليه اليوم من خَطّ المقاومة ومعسكرها القويّ فإنّه(ع) يريد منّا اليوم الإمكانيّات ليمضي بنا إلى الأمام. لا بدّ أن نُفيد من الصواريخ، ومن تضامن الشعوب، ومن مقاومة الشعب العراقي ضدّ داعش، ومن كلّ الإيجابيّات التي اكتسبناها من الإمام الحسين(ع) ثمّ نخاطبه: "استمرّ يا أبا عبد الله، استمرّ في الأخذ بأيدينا والمُضِيّ بنا قُدُمًا!"

لا نذهبنّ إلى الأربعين تسليةً وتمضيةً للوقت، بل لنعلم أنّنا محتاجون إلى الأربعينيّة ولنُظهِر اضطرارنا هذا لصاحب الزمان(عج)

  • يجب أن نتنبّه تمامًا إلى أنّنا لا نذهب إلى الأربعينيّة تسليةً وتمضيةً للوقت، ولا بطرًا، ولا أُنسًا أو من حيث كونه عملًا ثانويًّا، بل إنّنا مضطرّون! إنّنا محتاجون إلى الأربعينيّة، ولا بدّ أن نُظهِر اضطرارَنا هذا لإمام زماننا أرواحنا له الفداء. ليكُن في علمنا أنّ طرح قضيّة الإمام المهديّ، أرواحنا له الفداء، في الأربعينيّة هو قضيّةٌ في غاية الضخامة.
  • كلّ شعار نرفعه كلّ سنَة في الأربعين يخلو من صاحب الزمان أرواحنا له الفداء هو شعار ناقص. في الماضي كانوا يُلحِقون باسم كلّ شهيد من شهداء الطفّ في اللطميّات عبارة: "يا حجّة الله، آجَرَك الله..."، وإنّ علينا أن نطوّر هذا المضمون العميق وهذا المفهوم الراقي.

علينا أن نبَرّز ذِكْر صاحب الزمان(ع) في الأربعين

  • محال أن يدعو والد صاحب الزمان، أرواحنا له الفداء، المبجّل [الإمام العسكريّ] الناسَ إلى الأربعين ويُحدِث ثورةً في القلوب لاجتذاب الناس إلى الأربعينيّة ثمّ لا يشارك صاحبُ العصر(ع) نفسُه في مسيرة هذه الزيارة! ومن المستحيل أن يقول أجدادُه الطاهرين(ع) بكلّ هذا الثواب للمشي إلى مرقد أبي عبد الله الحسين(ع) ثمّ يغيب هو [الإمام المهدي] عن الزيارة! هذا مستحيل.
  • على الزائرين جميعًا أن يسيروا في هذا الطريق بحُبَّين: حبِّ زيارة أبي عبد الله الحسين(ع) مشيًا على أقدام متورِّمة، وحبِّ مرافَقةِ صاحب الزمان، أرواحنا له الفداء، واستنشاق الهواء الذي يستنشقه، والخَطوِ على خطاه في هذا الطريق. لا بدّ للأعيُن والقلوب أن تجول بحثًا عنه(عج). علينا أن نبَرّز ذِكْر صاحب الزمان(عج) في الأربعينيّة، فإن لم نفعل فستتحقّق مآرب أولئك الذين يودّون جَعْل الأربعينيّة حدثًا غير ثوريّ. منطق هؤلاء هو: "سيروا نحو الإمام الحسين(ع) لكن لا تستلهموا منه العِبَر، ولا تستقْوُوا به على بناء المستقبل وتخليص العالم"، وهذا خطأ؛ فليس ثمّة جدوًى في أن نسير نحو القرآن الكريم من دون العترة الطاهرة(ع)، كما ليس هناك فائدة في أن نسير نحو العترة من دون صاحب الزمان أرواحنا له الفداء! فليكن هذا في بالنا.
  • لذا فإنّ مَهَمّة الأربعينِيِّين جميعًا هي أن يجعلوا ذكر صاحب الزمان، أرواحنا له الفداء، في الصدارة، بالضبط كما نذكره(عج) في زيارة عاشوراء غيرَ مرّة، إذ نقول: «فَأَسأَلُ اللهَ الذي أَكرَمَ مَقامَكَ وَأَكرَمَني بِك أَن يَرزُقَني طَلَبَ ثارِكَ مَعَ إِمامٍ مَنصورٍ»، فأين هو هذا "الإمام المنصور" في الأربعين؟!

معظم اللطميّات التي تذكر صاحب الزمان يجب أن تُلقى في الأربعين/ لقد أظهرَت أنشودة "سلام فرمانده" كم لذكر صاحب الزمان(عج) من سطوة

  • معظم اللطميّات التي تذكر صاحب الزمان(عج) يجب أن تلقى في مسيرة الأربعين. وهنا أقبّل أيادي الرواديد، وأقدام اللاطمين على أبي عبد الله الحسين(ع) وأستحلفهم بالله مخاطبًا إيّاهم: "ألا إن قلوبكم مع الإمام المهدي، أرواحنا له الفداء، فاجعلوا ذِكْرَه على الألسن، والأيدي، وعلى أبواب المواكب وجدرانها أكثر من ذي قبل، وحينذاك ستهزّ الأربعينيّةُ العالمَ. فإنّ العالم لا يهتزّ إذا صوَّرتُم لشعوبه أنّه: "كان هناك رجل منذ 1400 عام وهؤلاء القوم يرثونه لمقتله"، لكنّه سيهتزّ إذا قلتم لها: "كان ثمّة رجل وإنّ لِهؤلاء خطّة مستقبليّة يرسمونها في طريق زيارته"!
  • إنّكم تعرفون كيف توظّفون هذا الفنّ، وهذا الحماس والمعرفة والشوق لإحياء ذكرى صاحب العصر والزمان، أرواحنا له الفداء، فأتمنّى عليكم أن تُنتجوا أعمالًا يقول أكثر الناس إذا سمعوها: "لقد عرفتُ صاحب الزمان، أرواحنا له الفداء، في طريق الأربعين.. هاهناك ذابَ قلبي.. هاهناك أقمتُ علاقة معه". انظروا أيّ جماهير غفيرة حشَدَها ذكْرُ صاحب الزمان(عج) في نشيد "سلام فرمانده" في الملاعب، والشوارع، وما إليها حيث لم تكن ثمّة مناسبة خاصّة ولا مكان مقدّس، فما بالكم لو أقيم نشيد "سلام فرمانده" أو جرى ذكر صاحب الزمان، أرواحنا له  الفداء، في مسيرة الأربعين؟! ماذا سيصنع في العالم؟!

بغية تعزيز ذكر صاحب الزمان(عج) في الأربعينيّة لنجعل من مسجد السهلة منطلقًا لمسيرتها

  • في الواقع نحن لم نبذل من أجل صاحب الزمان، أرواحنا له الفداء، كلّ ما في وسعنا. بالطبع لمدّة سنتين كانت هناك جائجة كورونا، ولقد انطلق هذا الحراك  قبل هاتين السنتين، وكان لجمعٍ من النشطاء المهدويّين قصَبُ السبق، وقد جعلتم أنتم مسجد السهلة منطلقًا للمسيرة، حتّى قيل: "لقد حدث لمسجد السهلة ما لم يحدث في تاريخه"، وقال مجاورو المسجد: "لم يقع في مسجد السهلة قبل الآن هذا المشهد؛ يمتلئ المسجد عن بكرة أبيه بحشود مُصلّي الجماعة، وتحتشد حشود مثلها أو تزيد عنها في خارجه، ثم يخرج هؤلاء وتأتي حشود أخرى لأداء الصلاة!"
  • أيّ مشهد هذا؟! لقد استجدَّت للسكان المحيطين بمسجد السهلة حياةٌ أخرى جرّاء هذا الحدث. وإنّ من واجبنا أن نتّخذ من هذا الحدث فرصةً، وفرضًا، وفريضةً لنا لنعمل، من أجل إحياء ذكرى صاحب العصر والزمان، أرواحنا له الفداء، على جعل مسجد السهلة، بيتِه(ع)، منطلقًا لمسيرتنا. ما أجملَ أن نخاطب الإمام المهدي، أرواحنا له الفداء، من هناك - والإمام الحسن العسكري(ع) أبوه هو صاحب الدعوة إلى زيارة الأربعين - قائلين: "خطواتنا نحو كربلاء نهديها لأبيك المبجَّل"! وبهذا تكون قد أقمتَ علاقة عائليّة وطيدة مع صاحب العصر(عج) من دون أن تقلّل من ثواب عملك ذرّة. وإنْ أحبّ الراغبون في الانطلاق بمسيرة الأربعين من مرقد أمير المؤمنين(ع) المجيء إلى مسجد السهلة والانطلاق منه لزاد طول طريقهم خمسة كيلومترات، وإنّ الكُلّ سيقطع هذه الكيلومترات الخمسة بكلّ رحابة صدر، بل هم مستعدّون لقطع خمسة آلاف كيلومتر نحو الإمام الحجّة عليه آلاف التحية والثناء.

لا يُقَصِّر أصحاب المواكب في التواجد في جوار مسجد السهلة!

  • في زمن من الأزمنة قامت هيئة عزاء "مجاهدي الإسلام" بعملٍ جبّار في هذا البلد [إيران] لإحياء ذكرى صاحب العصر والزمان(عج)، وإنّكم باهتمامكم هذا بمسجد السهلة منطلَقًا لمسيرات أربعينيّةِ أبي عبد الله الحسين(ع) ستُحدِثون في النفوس ثورةً أضخم بكثير وأثرًا أوقعَ بأضعاف. فلا يقصّر القادرون على إقامة المواكب في التواجد في جوار مسجد السهلة، فهذا العمل يُعَدّ من الأولويّات. فقد يكون ثمّة مواكب كثيرة في الطريق. بالطبع لا أريد القول بضرورة البيتوتة في مسجد السهلة، لكن اصنعوا ما يجعل الشخص الذي يوَدّ البيتوتة في مسجد السهلة عوضًا عن النجف الأشرف يجد الإمكانيّات والأمكنة المناسبة مهيّأة بجهودكم، بل لو رغب آلاف الزائرين في البيتوتة هنا لوجدوا التسهيلات متوافرة.
  • ثمّة أماكن لمنام الزائرين على مسافة قصيرة من مرقد أمير المؤمنين(ع)، فليزيلوها من هناك وليأتوا بها إلى جوار مسجد السهلة، بيتِ صاحب العصر والزمان، أرواحنا له الفداء. فلينم الزائر ليلةً في جوار بيت الإمام صاحب الزمان أرواحنا له الفداء. افعلوا ما بوسعكم من أجل مسجد السهلة، أفهَل يمكن أن لا يهتمّ الإمام المهديّ(عج) بنزلاء بيته اهتمامًا خاصًّا؟! فعندما يُفَتِّح الحسينيّون قرائحهم تتفجّر إبداعاتهم.

ما دمتَ لم تسجّل لزيارة الأربعين بعد اجعلْ نيّتك من الآن مهدويّة

  • أملُنا أن يتقبّل الإمام المهديّ(عج) منّا هذا التحرّك. ثمّة عند الناس حافز لإنفاق المال وبذل الغالي والنفيس للإمام الحسين(ع)، كما أنّ لديهم الحافزَ نفسَه تجاه الإمام الحجّة بن الحسن العسكريّ، أرواحنا له الفداء، ولقد تظافر هذان الحافزان الآن: مسجدُ السهلة والمشي إلى كربلاء، وإنّ هذين الدافعين متظافرَين ليبعثان النور في نفس الإنسان ويرفعان من عزيمته. بل أنا أقترح على من عقد النيّة على زيارة الأربعين هذا العام أن يجعل نيّته من الآن مهدويّة ما دام لم يسجّل لزيارة الأربعين بعد.
  • أويمكن أن تطرق باب دار صاحب الزمان(عج)، وهو الإمام الحي، وتقول له: "سيّدي، لقد أتيتُ دارَك ولم أجدك فيه، فهلّا مرَرْتَ عليَّ في ما بعد!" ثمّ لا يوليك اهتمامًا؟! قل: "يا بن الحسن، نيّتي في قدومي هي أنت". قبل انطلاقك للمشي بِتْ ليلتَك هناك وخاطب الإمام: "سيّدي، لقد أمضيتُ ليلةً حتّى مُنبلَج الصُبح في جوار دارك بانتظارك فلم أرك، فرحلتُ"، وانظر ماذا سيصنع الإمام(ع) معك. إنّ أهل هذا البيت لفي قمّة الرُقِيّ، ولقد هيّأ الله تعالى فرصةً لا تفوَّت لمُبادلة أولياءِ صاحب الزمان، أرواحنا له الفداء، وأصحابِه ومريديه وشيعتِه الحُبّ.
  • وليس كلامي هذا ذوقيًّا، فعن الإمام الباقر(ع) أنّه قال: «تَمامُ الحَجِّ لِقاءُ الإِمام» (الكافي/ ج4/ ص549)؛ فإنّ الحجّ من دون لقاء الإمام(ع) ناقص! فلقد فرض الله عزّ وجلّ الحجّ من أجل أن تقصد الكعبة بيتَ الله الحرام، ثمّ تلتقي بالإمام(ع) وتعلن له نصرتك قائلًا: «وَنُصرَتي لَكُمْ مُعَدَّة» (كامل الزيارات/ ص218)، وهي الفقرة ذاتها المذكورة في زيارة الأربعين. فإنّ تمام الحجّ هو لقاء الإمام صاحب الزمان(عج) وإعلان الاستعداد لنصرته، فهل يجوز أن لا يكون تمامُ (وكمال) زيارة الإمام الحسين(ع)، التي يَعدِل ثوابُها آلاف الحِجَج، لقاءَ صاحب الزمان(عج)؟! إنّ من الأماكن التي يُلِحّ الناس فيها بتفقّد صاحب الزمان أرواحنا له الفداء هي عرفات لتيقّنهم من أنّه لا بدّ أن يكون في تلك الساعات هناك، لأنّها منطقة محدودة، فأيّ منطقة أروع من داره، أرواحنا له الفداء، وطريق المشي نحو مرقد أبي عبد الله الحسين(ع) لتفقُّده فيها؟!

من أجل عالَميّة الإمام صاحب الزمان(عج) اجعلوا منطلق مسيرة المشي في الأربعين من بيته (مسجد السهلة)

  • أقولها لكم: تأكَّدوا أنّ أفضل تمهيد لظهور صاحب العصر، أرواحنا له الفداء، إنّما سيحصل بهذه الزيارة تحديدا، وبهذه القلوب الصادقة النقيّة بالذات بعد هذا الأمان الذي أخذ يكتنف هذه الزيارة المليونيّة وجعلنا قادرين على أدائها. اشكروا شهداء جبهة المقاومة جميعًا، الذين بذلوا دماءهم ليعَبِّدوا لكم هذا الطريق.. صَلّوا في مسجد السهلة ركعتين هديّةً وشكرًا لهم ثمّ انطلقوا بالمسير، إنّ هذا لأمر رائع حقًّا. شاركوا في هذا المشروع بالتأكيد. أسأل الله تعالى أن تُحيوا ذكر صاحب الزمان، أرواحنا له الفداء، بمنتهى الروعة ليتنبّه أهلُ العالم في الأربعين إلى بؤرتين من الإشعاع؛ فلا ينتبهوا إلى بؤرة إشعاع الإمام الحسين(ع) فحسب، بل إلى بؤرة إشعاع صاحب العصر والزمان، أرواحنا له الفداء، أيضًا.
  • اعلموا أنّكم تُغمَرون بالضياء بكلّ خطوة تخطونها، وكلّ نشاط تقومون به في هذا الطريق.. نحن لسنا مريدي أبي عبد الله الحسين(ع) فقط ولا شُغل لنا بصاحب العصر والزمان أرواحنا له الفداء! فليحذر الجميع من أن تؤول الأمور إلى هذا المآل. إنّ هنالك أيادٍ تحاول حصر الأربعينيّة بالإمام الحسين(ع)! لا أريد أن أكدّر عليكم صفوكم بذكر بعض التيّارات المنحرفة. ادفعوا بذكر الإمام صاحب الزمان(عج) إلى العالَميّة بأن تنطلقوا بمسيرة المشي في الأربعين من بيته، مسجد السهلة.

 

تعليق