۰۱/۰۳/۲۸

 

مقطع فلم | نحن مُقبلون على عصر جديد!...

• انتاج:  موسسة البیان المعنوي

• المدة: 07:24 دقیقة

• 07:24 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(14MB) | عالیة(177MB) )

• ​مشاهدة في: یوتیوب​

النص:

نعيش الآن في نهاية قرن، وفقًا للتقويم الشمسي، وفي مستهلّ قرن جديد، ولو لم يكن رقم السنة يشير لذلك فإنّ تطوّرات العالم حقًّا تبيّن أن صفحةَ حقبةٍ طويلة من التاريخ انطوَت، وأنّ وضع العالم في تغيُّر. لعلّنا قبل ثمانية أشهر لم نكن نستطيع قول هذا، ولا قبل سنة من الآن، أمّا الآن، وبعد ما وقع في الأشهر الأخيرة، وخلال أيّامنا هذه، في العالم فإنّ الجميع يُقرّ أنّنا نجتاز منعطفًا تاريخيًّا، بحسب تعبير الإمام القائد الخامنئي العزيز. في وسعنا أن نسمّي القرن المنصرم "قَرن شدّة أفول الحضارة الغربيّة". في أيّام مراهقتنا قبل حوالي الخمسين عامًا ماذا كان يقال؟ يقال: الوضع الحالي هو "نهاية العالم"، وهذا الكلام سُحِب من جانب أبرز مفكّري العالم قبل مدّة. قال فوكوياما: "ما سبق أن قلتُه من أنّ الديمقراطيّة الليبراليّة هي نهاية العالم كلام خاطئ، فلا ندري متى هي نهاية التاريخ لأنّ الديمقراطيّة الليبراليّة فشلت" ماذا تتوقّعون للقرن القادم؟ ما العنوان الذي تقترحونه له؟ أنا أقترح للقرن القادم عنوانًا! القرن القادم هو قرن الحضارة البديلة للحضارة الغربيّة، وإنّ الحضارة البديلة للحضارة الغربيّة باعتراف الكثير من المفكّرين (بالطبع هم يقولون هذا بصوت منخفض فلا يكرّرونه في إعلامهم بصوتٍ عالٍ) الحضارة البديلة ستكون "الحضارة الإسلاميّة الحديثة"، حضارة المستقبل ستكون الحضارة المهدويّة. ما هو دليلي على قول هذا؟ لأنّه لا أحد في العالم يملك أيّ أطروحة للمستقبل! ليس ثمّة في العالم مفكّر يدّعي أنّ الاشتراكيّة هي التي سترسم مستقبل العالم، أو أنّ الديمقراطيّة الليبراليّة هي التي ستحدّد مستقبل العالم، أو أنّ نمط الحياة الفلاني هو الذي سيَسُود مستقبل العالم. نعم، في الحديث عن التكنولوجيا يقولون: إنّ التكنولوجيا ستتطوّر كثيرًا. نعم، يقولون: إن إدارة العالم ستخرج من قبضة الحكّام الدكتاتوريّين. نعم، الجميع يعلن أنّ إرباكًا يحصل في العالم، أنّ فوضًى تستولي على العالم، الكلّ يقول هذا، لكن، هل الأمم المتّحدة هي التي ستضمن استقرار العالم؟ كلّا.. القرن الماضي كان قرنَ ارتفاع نجم الحضارة الغربيّة، وأفوله، والقرن القادم سيكون قرن الحضارة الإسلاميّة الحديثة. يَروي الراوي عن الإمام الباقر(ع): «إِنَّ دَوْلَتَنَا آخِرُ الدُّوَل»، من أجل أنّه إذا حكمَتْ دولتُنا وأفلحت في إقامة الحضارة الكبرى وتحقّق «لِيُظهِرَهُ عَلى الدينِ كُلِّه» كاملًا، لا يقولَنّ أحد: لو كنّا نحن لفعلنا الشيء ذاته!! يقول الإمام الباقر(ع): سنأتي في زمان يكون الجميع قد خَرِس! يكون ثمّة فراغ نظري.. في زمنٍ لن يرتفع في العالم أيّ صوت عن المستقبل العالمي فنناقش ما إذا كان صائبًا أو خاطئًا لنَنقُده! لن يكون ثمّة في العالم مَن يزعم أنّ مستقبل العالم سينحو نحو الماركسيّة! أو أنّه سيتّجه باتّجاه ديانة كذا.. إلّا نحن..! نحن سنكون الوحيدين الذين يتكلّمون على المستقبل. أربعون عامًا ونحن نجيب في المحافل الدينيّة... نُجيب على الشبهات، نرُدّ على الادّعاءات الباطلة. يا سيّدي، الآن لم يعد في العالم مُدَّعًى باطل لنردّ عليه، وليس لأحد مُدّعًى حتّى للمستقبل! مِن مآذنكم ومساجدكم هذه فقط ينطلق الكلام عن المستقبل.. أنتم فقط الذين تبنون آمالًا على المستقبل، بل إنّ هذا بحدّ ذاته عيدٌ أكبر، ولا بدّ لأمّتنا أن تكون المُبَيِّنة للحضارة المهدويّة. كلّ مسجد ومَحفِل وكلّ صَفّ وكتاب لا يتكلم على المستقبل المهدوي للعالم يكون قد هبط بقيمته إلى ما يقارب الصفر.. تحدّثوا عن المستقبل، كيف سيكون. الإمام الباقر(ع): «إِنَّ دَوْلَتَنَا آخِرُ الدُّوَل وَلَمْ يَبْقَ أَهْلُ بَيْتٍ لَهُمْ دَوْلَةٌ إِلاّ مُلِّكُوا قَبْلَنَا لِئَلاّ يَقُولُوا إِذَا رَأَوْا سِيرَتَنَا: إِذَا مُلِّكْنَا سِرْنَا مِثْلَ سِيرَةِ هَؤُلاءِ» (الغيبة للطوسي، ص472-473).