۰۰/۰۶/۰۱
فسيلة الولاء في مناخ الأسرة (المحاضرة9)
ألقى سماحة الشيخ بناهيان في العشرة الأولى من المحرّم في مهدية طهران محاضرات تحت عنوان «فسيلة الولاء في مناخ الأسرة» فإليكم أهمّ المقاطع من محاضرته التاسعة:
-
الزمان: شهر المحرّم 1433
-
المكان: مهديّة طهران
-
A4|A5 :pdf
منذ ثلاثين سنة يسعى البعض لتبديل ولاية الفقيه إلى موضوع سياسي وحسب/ المبادئ الأساسية في تربية الولد والعلاقة بين الزوجين/ المبادئ المهمة لتكوين أسرة ولائية/ إنما يصلح الولاء بشكل جذري في الأسرة لا عبر البحوث السياسية والاجتماعية/ خصائص الأسرة الجيدة والولائية
منذ ثلاثين سنة يسعى البعض لتصوير ولاية الفقيه موضوعًا سياسيًا وحسب
- منذ ثلاثين سنة يسعى البعض لتبديل ولاية الفقيه إلى موضوع سياسي فحسب ليتلاعبوا به كباقي الملفّات السياسية، ولكن لم ينجحوا في ذلك بل أخذت تنتشر فكرة ولاية الفقيه في جميع أنحاء العالم. من أهم دعائم الشرق الأوسط اليوم بل حتى بعض أوروبا، هو ولاية الفقيه التي تحققت في بلدنا. هذه من علامات ظهور الإمام الحجة(عج).
- لقد قال الإمام الخميني(ره): «الحركة التي قد انطلقت ولا تزال تتوسّع من قبل المستضعفين ومظلومي العالم ضد المستكبرين والجبارين، تبشر بمستقبل زاهر، وتقرّب الوعد الإلهي، فكأن العالم يتهيأ لمطلع شمس الولاية من أفق مكة المعظمة وكعبة آمال المحرومين وحكومة المستضعفين... ولعلّ هذا التحوّل ينطلق من المشرق ثم ينتقل منه إلى المغرب ومنه إلى أقطار العالم. وليس من الله بمستنكر أن يلجّ الدهر في ساعة ويسلّم الأرضَ إلى المستضعفين ورثةِ الأرض، وينير الآفاق بطلعة ولي الله الأعظم صاحب العصر أرواحنا له الفداء.» [صحيفة الإمام (الفارسية)/ج1/ص481]
- لقد أصبحت الأنظار اليوم متوجهة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي إلى كلمات سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي(دام ظله). فعلى سبيل المثال الأمريكان متألمون جدّا من أن المرجعية العليا المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد السيستاني(دام ظله) توصّي بعض الإخوة بأن «في المسائل السياسيّة عليكم أن تتبعوا قائد الجمهورية الإسلامية» وهم يمتثلون فعلا.
- إذا عمّت هذه الولاية جميع أرجاء العالم، سيظهر إمام زماننا، وهذا تمهيد لظهور الإمام. نحن نمتحن في زمن نائب الإمام الحجة(عج) لنتهيأ لعصر الإمام نفسه. فإذا نجحنا في امتحاناتنا مع الولي الفقيه ونائب الإمام الحجة(عج) سندرك الإمام نفسه.
الولاء أصل الدين/ الولاية ليست أمرا سياسيّا أو اجتماعيّا وحسب
- الولاء وحب ولاية الفقيه ليس لنا مجرّد قضية سياسية، بل هو أصل الدين. وولاية الفقيه هي امتداد لتلك النجمة الزاهرة المتمثلة بولاية أهل البيت(ع). فمن لا يعرف ذلك فليعد النظر في دراساته الدينية.
- منذ اليوم الذي أبى إبليس فيه أن يخضع لولاية من فضله الله عليه واستنكف عن السجود لآدم، تبيّن أن قصّة حياة البشر الرئيسة هي حول محور الولاية. وعلى هذا الأساس أخذت ولاية الفقيه مأخذا من قلوبنا وعقولنا ونالت كل هذه القيمة وهذا الاحترام. ليست الولاية بأمر سياسي واجتماعي وحسب فإن الله سبحانه وتعالى أمرنا بمودّة أهل البيت(ع)؛ (قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبی) [الشورى/23] والمودة بمعنى الحب الذي يُظهَر، لذلك لا ينبغي أن نخفي حبّنا للإمام الحسين(ع) وبكاءنا عليه، بل يجب أن نطلقه صرخةً.
أوهل إظهار الحبّ للإمام الحسين(ع) أمر سياسي فقط؟!
- أوهل إظهار الحبّ للإمام الحسين(ع) أمر سياسي فقط؟! أوهل إذا نزلنا إلى الشوارع من أجل الحسين(ع) وسیّرنا مسيرات العزاء، ينظر إليها كنشاط سياسي؟! كلا؛ وكذلك بالنسبة إلى ولاية الفقيه، فإنها ليست بظاهرة سياسية فحسب بل تخامر قلوبنا وأرواحنا. لذلك رأينا في أيام الدفاع المقدّس كلّ هؤلاء الشباب قد اندفعوا إلى ساحات القتال وضحّوا بأنفسهم بأمر ولاية الفقيه. ولذلك جاء في إحصائيات وصايا الشهداء أن في كلّ وصية ذُكِر الحسين(ع) حوالي أربع مرّات، وكذلك ذُكِرت ولاية الفقيه والدعوة إلى اتّباعها أربع مرّات، إذ كانت ولاية الفقيه داخلة في عروقهم.
إنما يصلح ولاؤنا بشكل جذري في الأسرة لا عبر البحوث السياسية والاجتماعية
- بعد ما عرفنا قيمة الولاء، فيا ترى كيف نوطّن قلوبنا عليها؟ وما الذي يجب فعله لتحقق الولاء بشكل جذري؟ علينا أن نصلح عوائلنا، إذ يصلح ولاؤنا بشكل جذري في الإسرة لا عبر البحوث السياسية والاجتماعية. طبعا لابد من البحث أيضا في مجاله، أما الأمر الذي ينتج إنسانا ولائيا بطريقة جذرية، هو إصلاح الأسرة. الولاء بحاجة إلى عوائل جيدة، ولكن ما هي خصائص الأسرة الولائية الجيدة؟
خصائص الأسرة الولائية الصالحة/ الأصل الرئيس في تربية الولد وعلاقة المرأة والرجل
- إذا كان سلوك الأبوين في الأسرة يدفع الأولاد إلى احترام الوالدين من صميم قلوبهم، تبلور الولاء في الأولاد، وإلا فمن البعيد أن يصبح الولد العديم الأدب مع والديه، ولائيّا. فمن أجل تحقيق هذا الأمر لابد من مراعاة مبدأين أساسيّين:
- 1ـ المبدأ المهم في تربية الولد هو أنه: «على الأب أن يحث الأطفال على احترام الأم وعلى الأم أن تحث الأطفال على احترام الأب». إنه من واجب الوالدين أن يعلّما الأولادَ الأدب بهذا النحو، وهو أن يوصي الوالدُ أولادَه ويجسّد ذلك بسلوكه بأن يتحبّبوا إلى أمّهم ويحترموها، وكذلك توصي الوالدة أولادها بأن يحترموا أباهم ويلزموا الأدب في التعامل معه.
- لا ينسَ الوالدان بذريعة المحبة والشفقة أن يشدّدوا في البيت على الأولاد في بعض الأحيان؛ فقد قال رسول الله(ص): «الْوَلَدُ سَيِّدٌ سَبْعَ سِنِينَ وَ عَبْدٌ سَبْعَ سِنِينَ وَ وَزِيرٌ سَبْعَ سِنِين» [وسائل الشيعة/ج21/ص476]. هنا ينبغي أن يصبح البيت شبيهًا بالمعسكر نوعا ما. لابد أن يصعد مستوى أدب الأطفال مع والديهم، وللأمهات دور رئيس في ذلك. لا يتوقع الوالدان من المدارس أو الإعلام شيئا، ولا يفوّضوا إليهم أمر تأديب أولادهم.
- 2ـ المبدأ الرئيس في العلاقة بين الزوجين هو أنه: «لا یجوز للرجل أن يجرح قلب زوجته، ولا يجوز للمرأة أن تكسر هيبة بعلها.» فإذا ما تمّ مراعاة هذين الأصلين في أسرة ما، سيرشد الزوجان معا وعبر هذه العلاقة الطيبة، سيتربى أولاد ولائيون، بل سينمو بالإضافة إلى ذلك ولاء المرأة والرجل أيضا.