الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۹/۱۲/۱۹ چاپ
 

فسيلة الولاء في مناخ الأسرة (المحاضرة7)

ألقى سماحة الشيخ بناهيان في العشرة الأولى من المحرّم في مهدية طهران محاضرات تحت عنوان «فسيلة الولاء في مناخ الأسرة» فإليكم أهمّ المقاطع من محاضرته السابعة:

  • الزمان: شهر المحرّم 1433
  • المكان: مهديّة طهران
  • A4|A5 :pdf

الأسرة الولائية، مصدر جميع البركات

  • إن حرص امرء على سعادة أولاده، وإن قلق امرء على علاقته مع ربه، فلابد أن يعيد حساباته في أسرته. نحن لسنا بصدد تحسين الأخلاق في العوائل، بل حرصنا هو أن نحظى بأسَر ولائية، فإن تم ذلك تصلح الأخلاق أيضا. مصيبة الإمام الحسين(ع) إنما كانت بسبب عدم ولاء أهل الكوفة وكان قد نجم ذلك من أسَرهم. فإذا أردنا أن نأسو جراحَ الحسين(ع)، لابدّ أن نربّي في أسرنا أناسًا ولائيّين.
  • إن التجربة المريرة والفاشلة للأسر الغربية اليوم، بمرأى أهل العالم، بحيث يرى الجميع كيف يعيش كمّا هائلا من النساء والرجال وحيدين ومنعزلين، وما أكثر الشباب الذين لا يحظون بشيء باسم الأسرة ولم يذوقوا طعم حنان الوالدين. وليس ثمّة علاج لهذه المعضلات غير الولاء. لقد آن الأوان لأن نلتفت إلى الولاء بكل صراحة ووضوح، ومن دون أي لفّ ودوران، وأن نطبّقها في متن حياتنا. لقد ولّى زمان أولئك الذين كانوا يعتبرون الولاء شعارًا بل خرافة.
  • إذا التزمنا بوصايا الإسلام بشأن المرأة والرجل، سنرى أولا كيف يتربّى الأولاد ولائيّين، وثانيا أي متعة سيحظى بها الزوجان في الحياة. فلنبدأ أولا ببيان السلوك الصحيح للرجل مع المرأة. فلنرَ على أساس تعاليمنا الدينيّة ما الذي يتوجب على الرجال من سلوك مع زوجاتهم في بيئة الأسرة، من أجل ينمو حب أمير المؤمنين(ع) في قلب الأطفال.

اعتبروا عيوب أزواجكم السلوكية جزءا من تقدير الله لكم، في سبيل سمو روحكم

  • يجب أن يعرف الرجال أولا أنه إذا كانت زوجاتهم سيئي الأخلاق، أو لم يكن خلقهن وفقَ رغبتهم، فهذا ما قدّره الله لهم، فلقد أراد الله أن يصلحهم ويملأ ثغراتهم التي كامنة في خفايا روحهم ودهاليز قلوبهم، بهذه الزوجة ذاتها. فلا يحسبنّ الرجال بأدنى خلاف يقع بينهم وبين أزواجهم، أنهم مخطئون في اختيارهم، ولا يتساءلوا أنفسهم: «لماذا اخترت هذه زوجةً؟!» فليلتفتوا إلى هذه الحقيقة وهي أن الله قد أراد أن يمتحنهم ويسمو بهم في هذه الظروف. لابد أن يتقبلوا مقدرات الله بكل رحابة، ويعتبروا عيوب زوجهم جزءا من هذه المقدرات ويتقبلوها أيضا.           

أثر عطف الرجل على المرأة في الأسرة، على ولاء الأولاد

  • المبدأ الرئيس في التربية الولائية في بيئة الأسرة، هو عطف الرجل على المرأة. يجب على الرجل أن يتصف بالرحمة والرأفة والشفقة والصفح، بحيث يرى الأولاد هذه الصفات. إذا كان الرجل في البيت رحيما وتحبب إلى زوجته على وجه الخصوص، وكان ذلك بمرآى الأولاد، فإنهم سيذوقون طعم رأفة الإمام وبذلك ستُخطى خطوة كبيرة في الولاء. يجب على الرجل أن يوطّن نفسه على الرحمة والرأفة بزوجته ويصفح عن أخطائها وكلامها اللاذع. لأن من الخصائص التي يتصف بها غير قليل من النساء هو أن في ميسورهن وبكل سهولة أن يزعجن بعلهن بلسانهن. كما إذا انزعجن من بعولتهن في موقف ما، يبالغن في الكلام الجارح فقد تقول إحداهن: «أنت لم تفعل لي شيئا» هنا لا ينبغي للرجل أن يجادلها، بل يجب أن يصفح ويعفو. روي عن الإمام السجاد(ع) أنه قال: «فإنّ لَها علَیكَ أن تَرحَمَها» [من لا يحضره الفقيه/ج2/ص621] وعن الإمام الصادق(ع) قيل له: ما حق المرأة على زوجها؟ فقال: «إن جَهِلَت غَفَرَ لَها» [الكافي/ج5/ص510] وعن أمير المؤمنين(ع): «فَدَارُوهُنَّ عَلَى کُلِّ حَالٍ» [الكافي/ج3/ص554]
  • لقد وُصّي الرجل في الروايات أن يتحبب إلى زوجته ويقول لها إني أحبك. فإن طبيعة المرأة تختلف عن الرجل؛ الرجل ليس بحاجة إلى أن يقول له أحد: «إني أحبك» بینما المرأة فهي بحاجة إلى ذلك. فقد قال رسول الله(ص): «قَوْلُ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ إِنِّی أُحِبُّكِ، لَا یَذْهَبُ مِنْ قَلْبِهَا أَبَداً» [الكافي/ج5/ص569]
  • قال رسول الله(ص): «یَا عَلِيُ لَا یَخْدُمُ الْعِیَالَ إِلَّا صَدِّیقٌ‏ أَوْ شَهِیدٌ أَوْ رَجُلٌ یُرِیدُ اللَّهُ بِهِ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَة» [مستدرك الوسائل/ج13/ص49] وقال أمير المؤمنين(ع): «لَا تُمَلِّكِ‏ الْمَرْأَةَ مِنَ الْأَمْرِ مَا یُجَاوِزُ نَفْسَهَا فَإِنَّ ذَلِكَ أَنْعَمُ لِحَالِهَا وَأَرْخَى لِبَالِهَا وَأَدْوَمُ لِجَمَالِهَا فَإِنَ‏ الْمَرْأَةَ رَیْحَانَةٌ وَلَیْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ» [الكافي/ج5/ص510]
  • وقد أشار رسول الله(ص) إلى أحد الفوارق بين المؤمن والمنافق وقال: «الْمُؤْمِنُ یَأْکُلُ بِشَهْوَةِ أَهْلِهِ وَ الْمُنَافِقُ یَأْکُلُ أَهْلُهُ بِشَهْوَتِهِ» [الكافي/ج4/ص12]

تعليق