الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۹/۱۱/۱۷ چاپ
 

فسيلة الولاء في مناخ الأسرة (المحاضرة4)

ألقى سماحة الشيخ بناهيان في العشرة الأولى من المحرّم في مهدية طهران محاضرات تحت عنوان «فسيلة الولاء في مناخ الأسرة» فإليكم أهمّ المقاطع من محاضرته الرابعة:

  • الزمان: شهر المحرّم 1433
  • المكان: مهديّة طهران
  • A4|A5 :pdf

الحسن والصلاح من دون الولاء لا يجدي نفعًا/ تربية الولد الولائي

  • ترى بعض الآباء لا يتوقّعون من أولادهم شيئا يُعتَدّ به، فحسبهم أن يدرس أولادهم ويحصلوا على مهنة ولا يدمنوا على المخدّرات وأن تكون لهم سمعة طيبة بين الأهل والجيران. بينما آخرون من الآباء فيطمحون بالمزيد من الخير والصلاح، وإنما يعنون من ذلك أن يصبح أولادهم من أهل الولاء. يعني يودّون أن تكون الميزة الرئيسة لأولادهم هي أن تترسّخ ولاية أمير المؤمنين(ع) في قلوبهم وأن يصبحوا من زمرة أصحاب الإمام صاحب العصر والزمان(عج). هذا التوقع الرفيع يحكي عن صحّة هدفهم ودقّتهم في العمل. الملاك الرئيس لاختيار الزوج عند هؤلاء هو الولاء، إذ يعرفون أن لا خير في الحسنات حتى الصلاة وتلاوة القرءان لولا الولاية، ولأنهم يعلمون أن كثيرا من المصلّين وتالي القرءان قد آل مصيرهم إلى النار.
  • من الآيات الأساسية والاستراتيجية هي قوله: (اللَّهُ وَلِیُّ الَّذینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذینَ کَفَرُوا أَوْلِیاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ یُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمات) [البقرة/257] مصيبة الكفّار هي أن الطاغوت يتولّاهم وهو الذي يخرجهم من النور إلى الظلمات. يعني ليس كفرهم بذاك المستوى من السوء، بحيث يدفعهم إلى تلك الظلمات، وإنما الطاغوت يخرجهم یسوفهم إليها.
  • الولاية أوسع نطاقًا من الحب. دَخَلَ على الإمام الصادق(ع) رَجُلٌ فَقَالَ(ع) لَهُ مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ مِنْ مُحِبِّيكُمْ وَ مَوَالِيكُمْ. فَقَالَ لَهُ الإمام(ع) لَا يُحِبُّ اللَّهَ عَبْدٌ حَتَّى يَتَوَلَّاهُ وَ لَا يَتَوَلَّاهُ حَتَّى يُوجِبَ لَهُ الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ: لَهُ مِنْ أَيِّ مُحِبِّينَا أَنْتَ؟ فَسَكَتَ الرَّجُلُ فَقَالَ لَهُ سَدِيرٌ، وَ كَمْ مُحِبُّوكُمْ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؟ فَقَالَ عَلَى ثَلَاثِ طَبَقَاتٍ طَبَقَةٌ أَحَبُّونَا فِي الْعَلَانِيَةِ وَ لَمْ يُحِبُّونَا فِي السِّرِّ، وَ طَبَقَةٌ يُحِبُّونَا فِي السِّرِّ وَ لَمْ يُحِبُّونَا فِي الْعَلَانِيَةِ، وَ طَبَقَةٌ يُحِبُّونَا فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ. هُمُ النَّمَطُ الْأَعْلَى ... بِهِمْ يَشْفِي اللَّهُ السَّقِيمَ وَ يُغْنِي الْعَدِيمَ وَ بِهِمْ تُنْصَرُونَ وَ بِهِمْ تُمْطَرُونَ وَ بِهِمْ تُرْزَقُونَ وَ هُمُ الْأَقَلُّونَ عَدَداً الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ قَدْراً وَ خَطَرا. [تحف العقول/325] هؤلاء هم الولائيون بمعنى الكلمة. وما عداهم فقد يُهزمون عند البأس وشدّة الامتحان.

إن مخيّم تربية الولائيين قبل المسجد والمدرسة وأي مكان آخر هو الأسرة

  • فلنرَ أين يمكن أن نصبح ولائيّين وأين يجب أن نتربّى على الولاية. إن مخيّم تربية الولائيّين قبل المسجد والمدرسة وأي مكان آخر هو الأسرة. كما أن المعسكر مقرّ لتربية الجنود لكي يتدرّبوا على الحرب وطرق القتال، الأسرة أيضا هي موطن التدريب على الولاء. من وجهة نظر ارتقاء الإنسان المعنوي، أهم سبب لوجود الأسرة هو تربية الولاء. كما أن المسجد مكان مناسب لتربية أناس مصلّين وأن المدرسة مكان مناسب للتربية والتعليم، الأسرة أيضا أنسب مكان للتدريب على الولاء. إن جميع المناسبات والعلاقات الموجودة في الأسرة تصبّ بشكل أو بآخر في هدف تربية أناس ولائيّين. طبعا تنمو في الأسرة سائر أبعاد وجود الإنسان، ولكن مفعول الأسرة الرئيس هو التربية على الولاء.

الأسرة أنسب مكانٍ للتربية على الولاء

  • إن الله سبحانه وتعالى قد أوصى في أربعة مواطن في القرءان بعد التوحيد بالإحسان بالوالدين؛ (وَبِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً) [بقرة/83 ـ نساء/36ـ انعام/151ـ اسراء/23] وقد روي عن بعض أئمة الهدى(ع) أن في هذه التوصية إشارةً إلى الولاية. فإن كثيرا من المعارف قد ذكرت في القرءان على سبيل الإشارة، كولاية أمير المؤمنين(ع). أساسا ديننا هو دين الإشارة. وأمرُ القرءان بالإحسان بالوالدين بعد التوحيد هو في الواقع أمرٌ بالولاية. إن ما جاء في الروايات من التأكيد على حفظ الأسرة والاهتمام بها هو لأن الأسرة مقرّ التدريب على الولاء، وإذا أقيمت دعائم الولاية في العالم تستقيم الأمور جميعا.

الخضوع لولاية الوالدين في الأسرة تمرين على الولاء

  • لَمّا سُئلَ النبي(ص) عَن حقِّ الوالِدَینِ علی وَلَدِهِما قال: «هُما جَنَّتُكَ ونارُكَ» وقال أمير المؤمنين(ع): «بِرُّ الوالِدَینِ أکبَرُ فَریضَةٍ» [غررالحكم/312] وعن الإمام الصادق(ع): «الذُّنوبُ الّتى تُظلِمُ الهَواءَ عُقوقُ الوالِدَینِ» [الكافي/ج2/ص447] من المعلوم أن عقوق الوالدين يُظَلِّم الدنيا والحياة على الإنسان، لأنه بهذا العمل قد عمد إلى استئصال جذور الولاء في قلبه.
  • لماذا بلغ عقوق الوالدين في ديننا هذا المستوى من الخطورة؟ لأن من المفترض أن نخضع لولاية الوالدين ونتمرّن على الولاء لكي نتقبّل ولاية الإمام الحجة المنتظر(عج) بأحسن وجه. فإن لم يخضع أولادنا في البيت لولاية والديهما، كيف يتسنّى لهم قبول ولاية الإمام الحجة(عج)؟ الطفل الذي لا يلتزم الأدب مع والديه، هل سيكون مؤدّبا بين يدي إمام زمانه؟ طبعا قد تكون هناك استثناءات، ولكنها قاعدة جارية في أغلب المصاديق.

الفلم الذي يهتك حرمة الوالدين أخطر بكثير من الفلم الذي يهتك حرمة الحجاب

  • بناء على أساس هذه القاعدة المهمّة، يمكننا القول بأن الأفلام التي تهتك حرمة الوالدين، أخطر بكثير من الأفلام التي تهتك حرمة الحجاب، وما تتركها هذه الأفلام من آثار سيئة أشدّ من آثار الأفلام التي لا تراعي الحجاب، لأنها تستهدف كيان الأسرة وولاء أولادنا.

تعليق