مقطع فلم | أغلب أساليبنا لعرض الدين لا تُجدي نفعًا!
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
المدة: 06:48دقیقة
06:48 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(11MB) | عالیة(114MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
إن التربية الدينية في مناهجنا المدرسية وتلك المطروحة في مساجدنا وعلى منابرنا لم تكن في الغالب صحيحة! أنا أعلنها بكل صراحة، مع احترامي الشديد للمعلّمين وأصحاب المنابر الدعَوية ودروس تبليغ الدين وتعليمه في الحوزات والجامعات، أعلن أن أكثر الدروس الدينية تقريبًا لا تُجدي نفعًا.. لا ينبغي طرحُها، لا بدّ من طرح أمور أخرى محلَّها! أنقُل لكم شيئًا عن نابغة تاريخ الإسلام، أي الشهيد الصدر. يقول الشهيد الكبير السيد محمد باقر الصدر(ره)، الشهيد الوحيد الذي أعلن الإمام الراحل(ره) الحداد ثلاثة أيام عليه، يقول: حين نقدّم الإسلام يجب أن نقدّمه على أنه منهاج لإصلاح الحياة المعاصرة ولا نحوّل الأمر ليوم القيامة. يجب أن نقدّم الإسلام على أنه منهاج لإصلاح الحياة المعاصرة ولا نحوّل الأمر ليوم القيامة: "يجب أن... نقارن بينها [أُطروحة الإسلام] وبين سائر الأفكار والأطروحات ونبيّن للمسلمين أنّ الإسلام هو الطريق الوحيد الذي يوفّر للإنسان الحياة في المجتمع الإسلامي" ويقول: "إنّ فكرة الجنّة والنار أصبحت غير مهمّة في ذهن أكثر الناس... لأنّ الإنسان أصبح يربَّى تربية مادّيّة، ينشأ نشأة مادّيّة، ينشأ على أساس أرقام محسوسة، على أساس [منطق] أنّ عصفورًا في اليد خيرٌ من ألف عصفور في الغد.. فطريقة التربية، طريقة الأساليب بالنسبة إليه توْجِب أن تتضاءل عنده فكرة الجنّة والنار لكي تستثيره". معناه: لا يمكن تربية الناس انطلاقًا مما يعتقدونه! وهو الأسلوب الذي نتّبعه الآن في التربية والتعليم! يقول: "قد يؤمن عقليًّا بها [فكرة الجنة والنار]... ولكنّها حسّيًّا لا تحرّك عواطفه". بل التفتوا إلى ما يقول الشهيد الصدر وهو الأهم: "إنّ المسلمين الأوائل كانوا يبذلون أنفسهم ويضحّون في سبيل الإسلام ويتسابقون إلى ذلك لا للجنّة والنار، بل كانوا يحبّون الإسلام ويرون أنّ الإسلام هو الذي جاءهم جُهّالًا فصنع منهم علماء، جاءهم متفرّقين فجمع كلمتَهم، جاءهم تائهين فهداهم، جاءهم فقراء فأشبعهم"؛ أي شاهَدوا فوائد الدين المادّية، شاهَدوا فوائد الدين المادّية. ففي صدر الإسلام أيضًا لم يدعُ النبي(ص) الناس إلى الدين بالمعاد، بل بيَّنَ فوائدَه الاجتماعية ثم ماذا يقول؟ يقول: "لأنّ هذا الإنسان عاش في عالم الحسّ وفي عالم المادّة، بل هذا [قولنا: الدين يمنحك السعادة بعد الموت وحسب] لا يكفي في أيّ وقت من الأوقات، حتّى في عصر النبي(ص)، بل نقول له: اِقبضْ على الجَمرة اليوم وغدًا الإسلام يشقّ لك طريق السعادة" (كتاب: السيرة والمسيرة/ ج2). يقول: يجب أن نعرض الإسلام اليوم موافقًا لواقع الحياة المعاصرة فنقول: أيها الناس، الآن بإمكان الإسلام إسعاد حياتكم. يا أصدقائي، لو أننا فعلنا ذلك أتدرون ما كان سيحصل؟ كان سيهزأ الناسُ باللاديني قائلين: كم هو أبله! الآن لو اختلط شخصٌ بالناس من دون كمامة وبدأ بالسعال والعطاس لهَبَّ الجميع صائحين: هَيييي، ماذا تفعل؟ ضع كمامة!... فليناوله أحد كمامة، لماذا أتيتَ هكذا؟!.. فهي قضيّةٌ واقعيّة بامتياز، أما إذا ظهرَتِ الآن امرأةٌ سافرة فلا يراها أحدٌ قضيّةً واقعيّة، فما زال يُكتب في الطائرة: "يُرجى مراعاة قِيَم المجتمع الإسلامي الأخلاقية، أي الحجاب!" رئيس الجمهورية السابق يسخر من الحجاب فیفوز في الانتخابات!... لأنّ الحجاب يُعرَّف بأنه قضيّةٌ قِيَميّة، لا واقعية! لماذا؟ لأن تعليمنا للدين خاطئ. لماذا الدين غريب في مجتمعنا؟ الشهيد الصدر، سنة 1969م... قبل حوالي الخمسين عامًا... ماذا يقول؟ يقول: يجب أن تبيّنوا الآثار الدنيوية الواقعية للدين... اليوم، نحن على ماذا نُحرق أعصابَنا أيها الأصدقاء؟ على أنه: هذا المستوى من التضخّم غير جائز، لا يجوز أن تُعطَّل المصانع، يجب أن يعيش الناس في رفاهية، هذه هي مؤشّرات التديّن والحسينيّة في المجتمع! لا يجوز أن يتجبّر الغربُ علينا، علينا الانتفاع من امتيازاتنا في المنطقة والعالم.. - وماذا عندك بعد؟ - لا كلام آخر لدي، هذا كل شيء! - لكنك كنت تتكلم على الصلاة والصيام والحجاب أيضًا! - هذه أيضًا لبلوغ تلك الأهداف.. هذه لازمة لتلك.. نحن لا نملك كلامًا دينيًّا ليس له فائدة دنيوية.. هكذا يجب أن تكون أدبيات الدين. أيّها السادة والسيدات.. كل ما في الدين هو العقل، كل ما فيه هو منفعة الإنسان، القضيّةُ هي رُقِيّ الإنسان روحيًّا وازدهاره، القضيّةُ هي الحَدّ الأقصى من مصالح المجتمع، القضيّة هي أن يصبح الإنسان قويًّا. لأيّ شيء يهدف الدين؟ يهدف لرُقِيّ المجتمع، للرُقِيّ الذي إذا سمع به معارضو الدين أيضًا قالوا: لكنّ هذا جيد جدًّا! يجب أن نسلك هذه الوُجهَة ، هذا هو الدين. لماذا يتملص الكثيرون من الدين؟ لأننا لا نحلّل الدين برؤية واقعية، لا نحلّله بنظرة إنسانية محورها منفعة الإنسان في هذه الدنيا.