مقطع فلم | أتعرف ما يجول في قلب الإمام الرضا(ع)؟
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
المدة: 06:22 دقیقة
06:22 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(12.1MB) | عالیة(20.5MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
يا أصدقائي.. يا زائري الإمام(ع).. ليس الأمر بأيدينا أبدًا، إنه الإمام الرضا(ع) الذي يحب أن نزوره، ويرانا نحُفّ به! إنه الإمام الرضا(ع) الذي يتلهّف إلينا.. إنه الإمام(ع) الذي حبه لشيعته يفوق حب شيعته له بكثير! ترى لماذا نأتي للزيارة؟ بل إن أتيتَ تزوره لا تقل: سيدي، أتيتُك لسبب كذا وكذا، بل قف وقل: أيها الرضا، ما الذي أردتَه مني إذ طلبتَني للمجيء؟ سيدي، هل اطمأنّ قلبُك؟ أفَرِحتَ بمجيئي؟ كنتُ مرة مسافرًا في منتصف طريق، وكانت أيام عيد الغدير فحصل لنا حادث حين كانوا يأخذونني بسيارة إلى مدينة، انقلبت بنا السيارة، لم يكن خطِرًا جدًا، لكنها تقلّبت بضع مرات على كل حال. مُنيتُ بكسور في الذراع والأنف و.. ورقدتُ في مستشفى لمدة.. بطهران. يمكنني تسمية المستشفى، لكن قد لا يرضى مديرها، القضية قبل سنوات. عالجَني، ثم سرّحني لمنزلي، وقد اقترب العيد [النوروز]. قال: إن عدتَ إلى هنا لن تجدني، إنه النوروز ولا بد أن أسافر إلى مدينة "مشهد". كان الأمر لافتًا لي؛ طبيب، مدير مستشفى، خططَّ حياته أن يزور مشهد كل نوروز. قلت: ماذا عن باقي مرضاك؟ فأنا أتماثل للشفاء إن شاء الله. قال: على كل حال، أنا أخبر مرضاي أيضاً أنّي عازم لمشهد أيام النوروز. وهو يغيّر ضماد ذراعي قال لي: للأمر حكاية سأقصها عليك.. إذا أنجزتَ عملك وخرجتَ تعال إلى إدارة المستشفى وسأخبرك. قال: وقعتُ في مشكلة حين كنت خارج البلد وأنا شاب. خاطبتُه من ذلك البُعد: "أيها الإمام الرضا(ع) اقضِ لي حاجتي، إذا انحلّت مشكلتي سأزور مرقدك بمشهد أيام النوروز كل عام". وعيّنَ المدة، الآن نيستُها، سابقًا كنت أذكرها حين أروي القصة، قال مثلًا: سأزور مرقدك مدة 15 عامًا. فقضى الإمام حاجتي، وصرتُ أشد الرحال إلى مشهد كل نوروز. وقد عاهدتُه(ع) أن آتيه برًّا، لأشُقَّ على نفسي قليلاً. كنت آتي من الخارج إلى طهران فقط لزيارة الإمام الرضا(ع) لأني نذرتُ وقد قضى الإمام حاجتي، ثم أسافر إلى مشهد. انتهت الـ15 عامًا، وكنت في ذروة العمل العلاجي وقد أصبحت جرّاحًا ومشغولًا جدًا. حلَّ النوروز فقلت لنفسي: لقد أنهيتُ الـ15 عامًا في نوروز الفائت ومشاغلي الآن كثيرة، ربما لا أزور مشهد هذا العام، فليكن في وقت آخر. مرَّت بضع ليالٍ، حقًّا لم أكن ناويًا السفر إلى مشهد ذلك النوروز، فرأيتُ الإمام الرضا(ع) في المنام، وعجبتُ إذ رأيتُه يقف بجانب القبة وينظر إليّ من بعيد. فرحتُ في المنام من أنني أرى الإمام(ع) من بُعد، فأشار(ع) إليّ قائلًا: "يا (...)، أحقًّا لا تريد المجيء هذا العام؟.. بل تعال!".. صحوتُ من نومي.. خجلتُ أيما خجل.. قلت: سيدي، جعلتُك تتعوّد عليّ.. يتوجّب عليّ أن آتي مشهدَ كل عام، وتتحمّلني، وتراني.. صرتَ أنتَ الراغب في أن آتيك كل عام! عدتُ للبيت، فقلتُ لابنتي والباقين: هلُمّوا، هلُمّوا، من أرادَ مرافقتي فأنا مسافر إلى مشهد بعد يومين أو ثلاثة! قالوا: لماذا؟!.. قلتَ أنا مشغول هذا العام! قال: فلم أجبهم...الأمر هكذا.. إنه الإمام الرضا(ع) الراغب في مجيئنا! البعض يولَد له طفل فيقول: هلُمّوا نزور الإمام الرضا(ع) لنأخذ قماط الطفل لمرقده! يظن أنه هو الراغب في الزيارة. يا هذا، إنه الإمام الرضا(ع) الذي يود ذلك، يقول: تعالَ أرى طفلك! هو الذي يفرح.. وأخُصّكم بالذكر أنتم الكبار فإنكم بالنسبة إلى الإمام(ع) كالطفل لأمّه، لكنه إذا كبر هؤلاء الأطفال اتّصلتْ بهم أمهم قائلة: ألا تأتي لأراك؟ قلبي يرفرف شوقًا إليك.. الطفل مشغول، هو الآن كبير، مشغول بعالَمه، يتصل به أبوه يقول: ألا تجيء لأراك؟ اشتقتُ إليك.. بمجرد أن تدخل المرقد اعلم أنك تُدخِل السرورَ على الإمام الرضا(ع).. الإمام الرضا(ع) إمام حي، إمام خارجٌ عن دائرة قولنا: ماتَ الإمام! إنه(ع) يفرح.. - لكن لماذا يفرح؟ ما الذي يجعله يحبني؟ - يا هذا، مهما ساءَ وضعُنا، فنحن صغار الإمام(ع).. مهما كنا سيئين فالإمام(ع) أبونا.