مقطع فلم | كمال الانقطاع...
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
المدة: 04:00 دقیقة
- 04:00 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(10MB) | عالیة(46.5MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
أسمعتم عبارة: «إِلَهي هَب لِي كَمالَ الانقِطاعِ إِلَيك»؟ «هَب لِي كَمالَ الانقِطاعِ إِلَيك». أنا محتاج إليك... أترقّب آيةً منك.. طيب، كيف يُوجَد كمال الانقطاع هذا؟ عجيب جدًا. ثمة أشياء علينا استحضارها في أذهاننا.. أضخم خطوات حياتنا، هي تلك التي تحصل في الذهن. في الحديث: «إِذا أَرادَ أَحَدُكُم أَنْ يَسْأَلَ رَبَّهُ شَيئًا إِلَّا أَعطَاهُ»؛ أي إذا طلبتَ من الله شيئًا وتريد أن يعطيك إيّاه حتمًا «فَلْيَيْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِم وَلا يَكونُ لَهُ رَجاءٌ إِلَّا مِن عِندِ الله» فلا يخطر في ذهنك أمل إلا بالله تعالى. فحقًا لا أحد يمكنه التأثير في حياتنا، لا أحد، أبدًا.. إننا إن أصابتنا وَعكة أو مشكلة بسيطة عدّدْنا أولًا الأسباب والوسائل.. اِيأَسْ من الناس جميعًا. «يَعلَمونَ أَنّي أَقدِرُ عَلَى أَنْ أُعطِيَهُم ما يَسأَلوني»؛ حين يدعو ينبغي أن يستحضر في ذهنه أني قادر على الاستجابة له! وهذا هو شرط استجابة الدعاء؛ أي لا ينبغي أن يخطر ببالنا سوى أن الله قادر.. الله قادر.. ليس أنّ القدرة بيدك فحسب، بل لا أحد غيرك يستطيع فعلَ شيء.. إننا إن أصابتنا وَعكة أو مشكلة بسيطة عدّدْنا أولًا الأسباب والوسائل.. فلو كنا منذ البداية كالمريض الذي لا حيلة له سوى التوجه إلى الله فلعل وضعنا يتغيّر تمامًا. لحظة واحدة من هذا الانقطاع في ذهن الإنسان كفيلة أحيانًا بأن يقرّب الله عبده إليه أيّما قُرب. ولأُخبركم أيضًا بكلام خطير أيها الأصدقاء: إننا إن لم نتمرّن على كمال الانقطاع عبر حضور الذهن والتفكّر فسيحصل لنا قسرًا عبر البلايا، فالله تعالى يقول: «وَعِزَّتي وَجَلالي... لَأقطَعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤَمِّلٍ... أَمَّلَ غَيْرِي». فقولك في أول دعاء أبي حمزة الثمالي: «إِلَهي لا تُؤَدِّبْنِي بِعُقُوبَتِك» يعني: ها أنا أتيتُ بنفسي.. أتيتُ.. لا تضربني! إلهي، أتيتُ بنفسي.. الأسباب والوسائل كثيرة، لكنّ رجائي انقطع... يقول تعالى: «وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريب»؛ أي: قل لعبادي إذا سألوك عني أني قريب. «يَعلَمونَ أَنّي أَقدِرُ عَلَى أَنْ أُعطِيَهُم ما يَسأَلوني»؛ حين يدعو ينبغي أن يستحضر في ذهنه أني قادر على الاستجابة له!