الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۴/۰۷/۲۲ چاپ
 

كلمة سماحة الشيخ بناهيان في مرقد الإمام الخميني(ره) حول كارثة منى

  • الزمان: 25/09/2015
  • المكان: طهران ـ مرقد الإمام الخميني(ره)

في مجلس مراسم دعاء الندبة الذي عقد في مرقد الإمام الخميني(ره) بمناسبة أسبوع الدفاع المقدّس تحدث سماحة الشيخ بناهيان عن كارثة منى وبعد ذلك أشار إلى بعض النقاط فيما يخصّ الدفاع المقدّس. فإليكم أهمّ المقاطع من كلمته:

في مجالس العزاء على كارثة منى المفجعة، علينا أن نقف عند جذور هذه الفاجعة المؤلمة

  • إنّ كارثة مقتل عدد كبير من حجّاج بيت الله الحرام في عيد الأضحى، قد غمرت العالم الإسلامي بالعزاء، ليعود ويلتفت إلى الجراحات العميقة والمؤلمة التي تعاني منها الأمّة الإسلامية. لقد حدثت هذه الكارثة بنحو من الأنحاء ومهما رجعنا إلى خلفياتها، لما زدناها أو نقصناها شيئا. لابدّ من القول بأنه قد استشهد أكثر من ألف حاجّ وأصيبت الأمة الإسلامية ولا سيّما الشعب الإيراني الحبيب بالحزن والأسى. لقد ارتحل أكثر من مئة وثلاثين من حجاجنا وتركونا في عزاء وحداد. [كانت هذه الكلمة بعد يوم واحد من الحادثة ولم تتضح أعداد الضحايا بعد] یجب علینا أن نقف عند جذور هذه الكارثة المؤلمة في مجالس العزاء، وإلا فلعلّ هذه المجالس لا تجدر بتدارك المستقبل.

وصية الإمام الخميني(ره): يجب أن يلعن آل سعود في القصائد واللطميّات

  • بعد ما أكّد الإمام الخميني(ره) في مقدّمة وصيّته المباركة على أهميّة مجالس العزاء، صرّح بضرورة رفع شعارات اللعن والبراءة على أعداء الإسلام وأنه يجب لعن آل سعود كأحد جذور الفساد في مجالس العزاء وقصائد محرّم وبكلّ قوّة وحماس؛ «ويجب في قصائد الرثاء وأشعار مدح أئمة الحق(عليهم سلام الله) أن تذكر فجائع ظلمة كلّ عصر ومصر، وفي هذا العصر الذي هو عصر مظلومية العالم الإسلامي على يد أمريكا والاتحاد السوفياتي وأتباعهم كآل سعود، هؤلاء الخونة لحرم الله العظيم (لعنة الله وملائكته ورسله عليهم) يجب أن يذكروا بالبراءة واللعن وبكلّ قوّة وحماس» [وصية الإمام الخميني(ره)] ولا يزال آل سعود في نفس طريقهم دون أي تغيير، بل كما يعتقد الكثير قد ازدادوا سوء وإجراما. هذه هي جذور الجرائم التي ترتكب الآن.

تحذير القرآن من السنّة الإلهيّة: سكوت الأمّة الإسلاميّة عن الظلم البيّن، يُعقبهم فتناً تعمّ الصالحين والفاجرين معاً  

  • لست الآن في مقام تحليل هذه الحادثة بشكل كامل، ولكني أريد أن أسلّط الضوء على سنّة إلهيّة صرّح بها القرآن الكريم. لقد ذكرت التقوى في القرآن 250 مرة تقريبا. وقد قال الله تعالى في القرآن «اتقوا» عشرات المرات، وهي قريبة إلى معنى اخشوا أو احذروا. بين كل موارد الأمر بالتقوى التي جاءت في القرآن وهي إما بصيغة «اتقوا الله» أو «اتقوا النار» أو دعوة إلى التقوى بشكل مطلق، قال الله تعالى مرّة واحدة: (و اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصیبَنَّ الَّذینَ ظَلَمُوا مِنْکُمْ خَاصَّة وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ الْعِقاب) [الأنفال/25]. يعني اخشوا فتنة لا تصيب الذين ظلموا فقط، بل ستعمّ وتحرق الجميع بنارها واعلموا أن الله شديد العقاب. إنها لسنّة إلهيّة يحذرنا الله سبحانه منها، وإنها لسنّة خطرة جدّا على المجتمع الإسلامي. فبمقتضى هذه السنة الإلهية سوف لا يأمن الفتنة أحد حتى الصالحون.
  • قال العلامة الطباطبائي في تفسير هذه الآية المباركة: «و مقتضى ذلك أن تكون الفتنة المذكورة على اختصاصها ببعض القوم مما يوجب على عامة الأمة أن يبادروا على دفعها، و يقطعوا دابرها و يطفئوا لهيب نارها بما أوجب الله عليهم من النهي عن المنكر و الأمر بالمعروف.فيئول معنى الكلام إلى تحذير عامة المسلمين عن المساهلة في أمر الاختلافات الداخلية التي تهدد وحدتهم و توجب شق عصاهم و اختلاف كلمتهم، و لا تلبث دون أن تحزبهم أحزابا و تبعضهم أبعاضا، و و يكون الملك لمن غلب منهم، و الغلبة لكلمة الفساد لا لكلمة الحق و الدين الحنيف الذي يشترك فيه عامة المسلمين» [الميزان في تفسير القرآن/ج9/ص51]

لقد حدثت اليوم فتنة في الأمة الإسلامية بهجوم آل سعود على اليمن/ ماذا فعلت البلدان الإسلامية في مقابل ظلم آل سعود الفضيع على اليمن؟

  • لقد حدثت اليوم فتنة في الأمة الإسلامية جرّاء الهجمة الشرسة التي شنّها آل سعود على الشعب اليمني لأنها ظلم واضح. حتى ولو افترضنا أن دعمهم للحركات الإرهابية ومصّاصة الدماء من داعش وغيرها ليست بفتنة لكونها غير ظاهرة على البعض ولا يدري بها بعض المسلمين في المنطقة، ولكن ظلم آل سعود الفاحش على اليمن واضح لدى الجميع. ولكن السؤال هو أنه ماذا فعلت البلدان الإسلامية في مقابل هذا الظلم البشع الذي جرى على الشعب اليمني؟ فإنه إن لم يصدر منهم ردّ الفعل المناسب، وقصّروا في اتخاذ الموقف، عند ذلك لم تقتصر نتائج هذا السكوت الظالم على الظالمين وحسب. ولذلك قتل أكثر من ألف حاجّ في نقطة واحدة وفي حال الإحرام، فهي فاجعة عظيمة لا سابقة لها.
  • قد يتصوّر بعض الناس الذين لم يذهبوا إلى الحج ولم يعرفوه جيّدا أن وقوع مثل هذه الأحداث ومقتل هذا العدد من الناس في أثناء الحج أمر طبيعيّ، إذ قد احتشد هناك عدد كبير من الناس! في حين أن الأمر ليس كذلك. إن أقصى ما يصل عدد الحجّاج كلّ عام مليونان أو ثلاثة ملايين حاجّ، يمشون في طرق محدّدة وضمن برنامج معيّن معلوم. ولا سيّما منى فهي خالية من السكنة طوال السنة ما عدا موسم الحجّ، فبإمكانهم أن يتخذوا أيّ إجراء ويدبّروا أي تدبير.
  • ليس من الطبيعي أن يسدّوا بعض طرق الحجّاج فجأة ويسوقوهم إلى طريق ضيّق بلا سابق إنذار. من السذاجة أن نقول: «إن مثل هذه الأحداث تحدث بسهولة في اجتماع مليونين» ومضافا إلى ذلك قد احتشد عشرون مليونا في أماكن أخرى ولم يحدث عشر معشار هذه الأحداث هناك.
  • عندما لم تتخذ الأمة الإسلامية الموقف المناسب تجاه ظلم آل سعود لشعوب المنطقة ولا سيما تجاه ظلمهم الفاحش على الشعب اليمني المظلوم، تبتلى بمثل هذه العقوبات العامّة بطبيعة الحال. لعلّ الدرس العظيم الذي يستشفّ من كارثة منى هو أنه إن لم يتمّ الدفاع عن المظلوم، تحلّ العقوبة الإلهية بالجميع ويحترق الرطب واليابس معاً، فلا يمكن الوقوف دون تحقّق سنن الله عز وجل.

كلّما سكتنا على الظلم، تقع مثل هذه الأحداث

  • حتى إذا ادعى أحد أن هذه الحادثة كانت من قبيل البلایا السماوية أو القضاء والقدر، مع ذلك ينبغي أن نسأل عن أسباب نزول هذا البلاء؟ فلعلّ السبب هو أنه عندما تسكت البلدان الإسلامية عن الظلم القائم في العالم الإسلامي، يتوسّع نطاق هذا الظلم ويعمّهم. ويؤول إلى مقتل أكثر من ألف إنسان من صالحي الإمة الإسلامية في ساعة واحدة. لقد قال الله سبحانه: (و اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصیبَنَّ ا لَّذینَ ظَلَمُوا مِنْکُمْ خَاصَّة) وليست هذه الفتنة إلا أن تتعدّى فئة من المسلمين على فئة أخرى بمرأى ومسمع المسلمين ثمّ يلزمون الصمت ولا يعترضون. وقد وصل الأمر ببعض البلدان الإسلامية أن تعاونت مع آل سعود في هجومهم على اليمن، مع أنه كان ظلما بيّنا لا يقبل أيّ نقاش. فكلّما سكتنا عن الظلم نبتلى بمثل هذه الأحداث بمقتضى سنّة الله.
  • لا يجوز السكوت عن الظلم ولا سيمّا إذا كان ظلم المسلمين فيجب على الجميع في مثل هذا الموقف أن ينهضوا ويدافعوا عن المظلوم، وإلا فيعمّ البلاء الجميع ولا سبيل لأحد أن يقف أمام نزوله. أساسا لا مبرّر لكلمة «لا علاقة لنا بكذا» في حياة الإنسان!
  • ذا أصبحنا لا نبالي بما يجرى على المسلمين من ظلم فحريّ بنا أن نخاف البلاء، إذ قد حذرنا الله سبحانه من عقوبته. فلا تنحلّ هذه المشكلة بالدعاء، إذ روي عن النبي(ص): «إنَّ اللّهَ عز و جل یَستَجیبُ لِلمَظلومینَ، ما لَم یَکونوا أکثَرَ مِنَ الظّالِمینَ، فَإِذا کانوا أکثَرَ مِنَ الظّالِمینَ فَلا یَستَجیبُ لَهُم» [الفردوس/1/149/538 , حکمت‌نامه پیامبر اعظم (ص)،ری شهری،  ج‏10، ص: 279] فإذا كان عدد الظالمين أكثر من عدد الظالمين يتعيّن عليهم القيام والوقوف في وجه الظالمين.
  • هل ينبغي لفئة ظالمة قليلة في الأمة الإسلامية أن يتسنّى لها الظلم بهذا القدر؟! هنا يجب على جميع المسلمين أن ينهضوا على هذه الفئة القليلة من الظالمين وأتباعهم القليلين كبعض الحكام التابعين لهم في المنطقة وغيرهم. فاليوم عدد الظالمين في المنطقة أقلّ من عدد المظلومين والمقاومين.

ما لم تقف الأمة الإسلامية في مقابل الظلم، فلتترقّب مثل هذه البلايا

  • لماذا تقع مثل هذه البلايا؟ ما لم تقف الأمة الإسلامية في مقابل الظلم، فلتترقّب مثل هذه البلايا. قد يقول قائل: لقد كان حدثا طارئا غير مدبّر! ولكن ما هو التحليل المعنوي والغيبي لمثل هذا الحدث؟ الخبراء يعرفون جيّدا أن مناسك الحج وأماكنها ليست عصيّة على التدبير والبرمجة وتوقّي مثل هذه الأحداث.
  • أنا أطالب القائمين بمراسم الحجّ أن يوضّحوا أسباب باقي المشاكل الموجودة في الحجّ. فعلى سبيل المثالة لم يوزّع في هذه السةن ماء على الحجاج في طريقهم من المخيمات إلى الجمرات، كما هو المعهود في كلّ عام. فكأن بعض المسؤولين قد أظهروا ما في ضميرهم من الحقد على بعض الحجاج!
  • المثال الآخر هو أن في هذه الأيام الثلاثة التي يقيم فيها الحجاج بمنى، وينطلقون منها إلى رمي الجمرات أو الطواف ثم يرجعون إليها، تفوح رائحة نتنة من كل حدب وصوب، لأن المسؤولين يعجزون عن جمع النفايات وتنظيف الطرق. فهل هي مشكلة مستعصية واقعا؟! مع أن الأمر لا يحتاج سوى إلى بعض الإجراءات البسيطة.

يقول البعض في مقام الدفاع عن آل سعود: في مثل هذا الحشد الهائل من الطبيعي أن تقع مثل هذه الحوادث!

  • يقول بعض الناس عن بساطة: «من المفترض أن لا يفرّط آل سعود بسمعتهم، فلابدّ أن تكون هذه الحادثة صدفة»! في حين أنهم لو كانوا يحرصون على سمعتهم لما هجموا على الشعب اليمني المظلوم. ولما حاولوا إسقاط الثورات الشعبية في المنطقة، ولما أصدروا فتاوى القتل والإجرام ودعموا الإرهاب في المنطقة.
  • ويقول البعض مبررا لهم: «في مثل هذا الحشد الهائل من الطبيعي أن تقع مثل هذه الحوادث!» في حين لا يخفى على الإنسان الخبير أن هذه الحوادث ليست طبيعية أبدا. إذا أراد أعداء الإسلام والمسلمين أن ينتقموا من المسلمين، فأي زمان ومكان أفضل من الحج وجوار بيت الله الحرام؟!

كيف يمكن للحكومة المتّكلة على للاستكبار أن تقف أمام توغّل أيادي الاستكبار فيها؟!

  • من الطبيعي أن يزداد التوغّل الاجنبي في مثل هذه الحكومة المتّكلة على الاستكبار؟ هل بوسع هذه الحكومة أن تقف أمام توغل الصهاينة والاستكبار العالمي في مجاري الحكم؟! كيف يمكن للحكومة المتّكلة على الاستكبار أن تقف أمام توغّل أيادي الاستكبار فيها؟!
  • هل يمكن لأعداء الإسلام أن لم يكونوا قد بيّتوا مؤامرات للكعبة ووحدة الأمة الإسلامية؟! إنهم بصدد هدم جميع الآثار في البلدان الإسلامية وتدمير التراث الإسلامي كلّه في العراق والشام، فهم يودّون لو يدمّر كلّ شيء في العالم الإسلامي من ليبيا إلى الشام والعراق واليمن.  

تعليق