زاوية الرؤية – الحلقة التاسعة
ما هو السبيل الأفضل للوصول إلى الرؤية الصائبة؟ / التفكير بعاقبة الأمور يضبط رؤية الإنسان ويقوّمها/ إن لم تكن رؤيتك للصلاة جميلة فسوف لا تستمتع بها
الهويّة:
- المكان: طهران، جامعة الفنون
- الزمن: محرم 1439هـ /2017م
- الموضوع: زاوية الرؤية في الفن الملحمي
- التاريخ: 15/محرم/ 1439 ـ 6/10/2017
- A4|A5 :pdf
لكي تضبط رؤيتك، اسأل نفسك هذا السؤال عند أي ظاهرة تواجهها: "وماذا بعد ذلك؟"، فإن ابتعت أفخم سيارة، لن تدوم متعتها وإثارتها أكثر من أسبوع إلى أقصى حد، وماذا بعد ذلك؟! حين تقول "وماذا بعد ذلك؟" ستتغير رؤيتك تجاه القضايا المهمة والممتعة بالنسبة لك ومن ثم ستبتهج بالأمور التي "لا تفنى".
يعيش الناس وفقا لنمط رؤيتهم وليس بمعلوماتهم!
- لا يكفي أن نكون بصدد إزالة جهلنا وزيادة معلوماتنا فقط، بل لا بد أن ننتبه إلى رؤيتنا للظواهر فيما إذا كانت صائبة أم لا؟ لا بد أن نلاحظ ما هو تأويلنا النهائي للأمور؟ فإننا نعيش بانطباعاتنا وزوايا رؤيتنا وأنماط تأويلنا.
- يعيش الناس برؤاهم وليس بمعلوماتهم ومعارفهم! ينبغي للناس الحرص على انطباعاتهم بالنسبة للأشخاص والظواهر لأن الرؤية والانطباع قد يتشوهان بمرور الزمن. على سبيل المثال قد نكتسب بمرور الوقت انطباعا خاصا بالنسبة لموضوع "الصلاة" فلا نعود نراها ممتعة.
إن لم يكن نمط رؤيتنا للصلاة جميلا فسوف لا نستمتع بها
- إن كانت نظرتك لثوب ما جميلة أو كان انطباعك عن زي خاص إيجابيا تماما فستشعر بشعور محبَّب وبلذة بعد ارتدائك ذلك الثوب، مع أنه لا يُشبع جوعك ولا يروي عطشك! حينها سوف لا يهمك حقًّا إن كان ذلك الثوب جديدا أم باليا، قبيحا أم جميلا! فلأن انطباعك عن الثوب لطيف جدا فستشعر بشعور بهيج حين ترتديه، وهذا الشعور البهيج هو نتيجة ذلك الانطباع وتلك الرؤية الإيجابية.
- والوضع مشابه بالنسبة للصلاة أيضا، فحينما لا يكون انطباعنا عن الصلاة أو نمط رؤيتنا لها جميلا فسوف لا نستمتع بها. لماذا لا نستمتع بالصلاة كثوب أنيق ومظهر مميّز؟! لماذا لا نشعر أحيانا بأي انطباع جميل من الوقوف في اتجاه القبلة؟! لأن نظرتنا للصلاة ليست نظرة صائبة وجميلة.
- يحاول الشيطان أن يجعل رؤيتنا للدنيا جميلة ويزيّنها في أعيننا: «لأُزَیِّنَنَّ لَهُمْ فِی الأَرْضِ» (الحجر/39). فالشيطان يُرينا كل الأمور الدنيوية جميلة، ولا يكتفي بذلك بل يزيّن للإنسان عمله القبيح أيضا. الإنسان نفسُه يعرف أن العمل الفلاني قبيح لكن ثمة مَن تصرَّف بعقله ليرى عمله القبيح جميلا!
ما هو نمط رؤيتك تجاه كثرة الطعام والمنام؟
- علينا أن نراقب رؤيتنا وأن نهتم بنمط هذه الرؤية. وهذا الإهتمام من شأنه أن يؤثر في سلوكياتنا. فعلى سبيل المثال كيف هي نظرتنا لفَرْط الأكل؟ هل تشعر أنك ستشبه البهائم إن أفرطت في تناول الطعام؟ أو مثلا حين تكون رؤيتك أنك بكثرة النوم ستشبه الحيوان الفلاني، فإنك بالطبع ستكره كثرة النوم وستتغلب عليه.
- لماذا لا يحسّسنا نمط رؤيتنا بقبح بعض السلوكيات الذميمة؟ فما هي نظرتنا للغِيبة مثلا؟ تأمّلوا نظرة القرآن للغِيبة حيث يعبّر عنها بأكل لحم الأخ الميت. يقول تعالى: «وَلَا یَغْتَب بَّعْضُکُم بَعْضًا أَیُحِبُّ أَحَدُکُمْ أَن یَأْکُلَ لَحْمَ أَخِیهِ مَیْتًا» (الحجرات/12). روي أن رجلين نالا من الصحابي الكبير سلمان الفارسي(ره) «فقال أحدهما لصاحبه وقد غاب [سلمان] عنهما: إنه لو انتهى إلى بئر سميحة وهي المشهورة بكثرة الماء لغار ماؤها...فقال (ص): إني لأرى حُمرة اللحم في أفواهكما لاغتيابكما صاحبكما» (درة الناصحين/ ص275). لا بد أن نلقّن أنفسنا هذا الموضوع باستمرار حتى نرى "الغيبة" "أكلا للحم البشري"! لا بد أن نصحّح وجهة نظرنا للقضايا والمواضيع المختلفة.
عليك بتعزيز رؤيتك الإيجابية قدر الإمكان/ تلاوة القرآن ومراثي أهل البيت(ع) تضبط رؤيتنا
- لا بد أن نتحكّم برؤيتنا وأن نُحوّل هذا الموضوع إلى هَمّ من همومنا. أحيانا يقدّر الله سبحانه مقدّراتنا وفقا لرؤيتنا، فإن كانت رؤيتك أن "الله سيعينني، ولن يتركني و..."، فسيعينك الله بكل تأكيد ولن يدعك وحيدا، أما إن كانت رؤيتك بالنسبة لله سلبية (كأن تقول مثلا إن الله لا يساعدني و..)، فسيُنزل الله بك البلاء نفسه الذي كنت تخشاه.
- عزّز رؤيتك الإيجابية ما استطعت. ومجالس أبي عبدالله الحسين(ع) والمراثي الحسينية تهبنا رؤية جيدة وتضبطها. تلاوة القرآن أيضا تلهمنا رؤية حسنة، فالله تعالى يقوّم رؤيتنا عبر القرآن الكريم.
- القرآن الكريم يهب المرء "نظرة خاصة" ويضبط "رؤيته"، فحين يضبط القرآن رؤيتك تجاه "الظلم" مثلا فسوف لا تستطيع أن تسكت على ظلم. يقول تعالى في الذكر الحكيم: «مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِی الْأَرْضِ فَکَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمیعاً» (المائدة/32)، أي إن قتل إنسان واحد يعادل قتل جميع الناس. فإن كانت نظرتك كنظرة القرآن الكريم فستكره الخبث والجريمة.
انظر من الذي يريد تغيير رؤيتك؟ / قد يغيّر فلم رؤيتك
- الملاحظة الأخرى في هذا المجال هي أن تأخذوا جانب الحذر لتعرفوا من الذي يريد تغيير رؤيتكم؟ علينا أن نحافظ على رؤيتنا ولا نسمح لأحد بأن يغيّرها ويفسدها.
- من الذي يرمي إلى تغيير رؤيتنا؟ قد يغيّر فلم رؤيتنا، فمثلا فلم عن تاريخ الإسلام بإمكانه أن يغيّر انطباعنا وتصورنا عن شخصية تاريخية دون أن نشعر بهذا التغيير، الانطباع الذي حصلنا عليه بعد دراسات مكثَّفة. وأحيانا محاضرة من شأنها أن تشوّه رؤيتنا فعلينا إذن أن نَحذَر التهويل والتهوين.
علينا أن نَحذَر تأثير أهواء الآخرين وأذواقهم على رؤيتنا
- لنحترس من أن يكون لأهواء الآخرين وأذواقهم ونفسياتهم أثر في تغيير رؤيتنا. لا ينبغي أن يتعلق الفؤاد بأي فلم أو حديث! لا بد أن تكون أنت من أصحاب المعنى وتختار الرؤية الصائبة من بين ما يُعرض عليك.
- جاء في الرواية: «مَنْ أَصْغى إِلى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَه» (الکافي/ ج6/ ص434). فما هو المنتج الثقافي الذي تتلقاه؟ إن لم تكن حذرًا وتمتلك القدرة على التحليل فستصبح عبده. لنسأل الله سبحانه أن يجعل في طريقنا مَن يمنحنا أفضل الرؤى وأن يزيح عن سبيلنا الذين يشوّهون رؤيتنا.
- لا تعاشر الأشخاص الذين لا يتمتعون برؤية إيجابية تجاه الظواهر الإيجابية فأصحاب الرؤى السلبية يفسدون رؤيتك. علينا أن نسيطر على جميع الرؤى المنتقلة لنا وأن نحافظ على رؤيتنا ونخطط لها.
الإعلام ليس له تأثير على رؤية الإنسان بقدر "التفكير"!
- إن ما له تأثير أكبر من تأثير وسائل الإعلام والدعاية في اكتساب الرؤية الجيدة هو "التفكير". فلا يترك الإعلام على رؤية المرء من البصمات كما يترك التفكير! بل حتى الإعلام لا بد أن يُرَغِّبنا في التفكير. على سبيل المثال إن دفعَتنا محاضرة إلى التفكير وأوصلَنا التفكير إلى نتيجة فإنها محاضرة جيدة. القرآن الكريم هو الآخر يرغِّب الإنسان في التفكير والتأمّل وهو قد نزل في الحقيقة خطابًا لـ"أولي الألباب". لاحظوا كَم أوصى القرآن بـ"التدبّر" و"التفكير"!
- من المواضيع المهمة للتفكير هو ما يدور حول الخلود والعاقبة ونتائج الحياة على المدى البعيد، وهذا النوع من التفكير يضبط رؤية الإنسان إلى حد كبير.
ما هو أفضل سبيل للوصول إلى الرؤية الصائبة؟/ التفكير بالعاقبة يضبط رؤية المرء ويقوّمها
- ما هو أفضل طريق ليكتسب المرء رؤية جميلة صحيحة؟ إن على مَن يريد التزوُّد برؤية صحيحة وجميلة أن يتحلى ببُعد النظر وأن يأخذ بعين الاعتبار عاقبة الأمور، أي أن يفكر في المستقبل البعيد والنتائج البعيدة ويتأمل في الآخرة والموت والحياة بعد الموت.
- عند كل ألم تعانيه تأمل في نهايته، وهذا التأمل سيخفّف من حدة الألم. ولدى تذوّق كل نشوة ولذة أيضا فكّر في نهايتها وهذا التفكير سيقلّل من حلاوة تلك اللذة ولا يسمح لك بأن تنغمس فيها كثيرا. فالتفكير بالآخرة وبعاقبة كل عمل يضبط رؤية الإنسان ويلهمه رؤية دقيقة وصائبة.
الذين يفكرون في عاقبة الأمور ينظرون إلى كل شيء نظرة سليمة
- الذين يفكرون في عاقبة الأمور ينظرون إلى كل شيء نظرة سليمة. وكل من لا يرمي بطَرْفه إلى المدى البعيد فإنه سيقوم بتحليل جميع القضايا بنظرة طفولية ولن يكتسب رؤية دقيقة للظواهر والأشخاص والأقوال والأحداث.
- هناك توصية في الروايات بتلاوة سورة الواقعة في كل ليلة، لأن هذه السورة تأخذ بأفكارك إلى القيامة وإلى نهاية المطاف، وتصحّح جميع رؤاك الخاطئة، ولذلك ستكون مستعدا صباح اليوم التالي لترى جميع الأمور برؤية صائبة.
- تأمل كثيرا في الآخرة وفي عواقب الأمور، وفكّر في نهاية كل شيء، ثم تدبّر في أواخر عمرك، ثم في خاتمة حياتك، وفي صحراء المحشر والقيامة ونهاية القيامة! إن فكّرت في هذه القضايا فستنضبط رؤيتك تجاه جميع الأمور شيئًا فشيئًا، فبعض القضايا التي كانت بعينك قبيحة، ستبدو جميلة، وبعض الأمور التي كنت تتصور أنها جميلة ستبدو قبيحة في نظرك.
من أجل ضبط رؤيتك اسأل نفسك عند كل قضية تواجهها: "ثم ماذا؟"
- من أجل ضبط رؤيتك، لا بد أن تسأل نفسك هذا السؤال عند مواجهتك لأي قضية أو موضوع: "ثم ماذا؟" أفخم سيارة تشتريها لا تزيد متعتُها وإثارتها أكثر من أسبوع، وماذا بعد ذلك؟ افترض أنك تفوهت بكلام بذيء ضد شخص كنت مستاءً منه، ثم ماذا؟ أو أنك ستعيش مثلا سبعين عاما، وماذا بعد ذلك؟
- حين تقول: "وماذا بعد ذلك؟" ستتغير رؤيتك للأمور التي كانت مهمة وممتعة بالنسبة لك وستصبح مصداق هذه الرواية: «قُرَّةُ عَیْنِهِ فِیمَا لَا یَزُول» (نهج البلاغة/ الخطبة193)، أي إنك ستفرح بالأمور الخالدة التي لا تزول ولا تفنى وهي فقط ستكون قرة عينك وسبب سرورك وابتهاجك.
- جاء في الحديث الشريف: «أَعْقَلُ النَّاسِ أَنْظَرُهُمْ فِي الْعَوَاقِب» (غررالحکم/ ص217)، فإن كنت تفكر بعاقبة الأمور فستخطر ببالك حين القيام بأي عمل هذه العبارة: "وماذا بعد ذلك؟" وعندها سوف لا ترتكب الذنوب بذريعة كسب الوجاهة والاعتبار ومال الدنيا وأمثال ذلك.
- كان الإمام الخميني(ره) في طريقه إلى ايران بعد خمسة عشر عاما من التهجير وقد كان على أعتاب الانتصار والقوة، حين سأله صحفي: "ما هو شعورك الآن؟" فأجابه الإمام أنه "ليس لدي شعور خاص". لم تكن هذه القضايا لتهز الإمام. وعند استشهاد اثنين وسبعين شهيدًا (آية الله بهشتي وأصحابه) جاء رجال الدولة لمواساة الإمام لكنه كان هو الذي يواسيهم! شخصية مثل شخصية الإمام الخميني(ره) التي لا تهتم بالكثير من القضايا كان صراخها يعلو في مواطن خاصة، فانظروا متى كان يصرخ الإمام؟ اضبطوا رؤيتكم مع هذا الإمام، وتشبَّهوا به حتى يشابه تفكيرُكم تفكيرَه وترون العالم كما يراه.
طالعوا نهج البلاغة ليلهمكم الإمام علي(ع) الرؤية الصحيحة
- يدرّسون أولادَنا الرياضيات ويقولون "نريد أن يتربى عقلهم على المنطق"، حسنا دعوهم يطالعوا نهج البلاغة أيضا ليلهمهم أمير المؤمنين(ع) النظرة الصحيحة. إن هندسة نهج البلاغة تفوق التصور. فكلام أمير المؤمنين(ع) الدقيق والمُتقَن هو حصيلة رؤيته الدقيقة والثاقبة. ومن كلامه(ع): «عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ وَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْیُنِهِم» (نهج البلاغة / الخطبة 193). أي إن الله عظيم في أفئدة الصالحين والدنيا حقيرة في أعينهم، فهي لم تدخل أبدا في أفئدتهم ليقارنوا بين الدنيا وبين غيرها في قلوبهم، ولذلك يقول(ع) إن الدنيا حقيرة في أعينهم وليس في قلوبهم.
- أمير المؤمنين(ع) يعطينا النمط السليم للرؤية. يروى عنه(ع) في خطبة أخرى: «غَضَّ أَبْصَارَهُمْ ذِکْرُ الْمَرْجِع» (نهجالبلاغة/ الخطبة 32)؛ أي إن ذِكرَ المحلِّ الذي سيرجعون إليه هو الذي جعلهم يغضّون أبصارهم.
ما هو سبب تكرار بعض الآيات حول القيامة والمعاد؟
- تأملوا كثيرا في عاقبة الأمور وفي الآخرة. زوروا الأموات وأهل القبور. اذهبوا لزيارة الشهداء، فالمقابر تجعل رؤية الإنسان إلى الدنيا دقيقة وتجعله يفكر بالعاقبة. التفكير بالعاقبة يغير نظرة الإنسان للشهادة بحيث يغدو طالبا للشهادة وتصبح الحياة من دونها عارا له.
- لتكن من أهل القيامة! فثلث آيات القرآن هي حول القيامة والمعاد والجنة والنار، والتكرار ملحوظ جدا في هذه الآيات. يتبيّن من هذا أن القرآن يريد التأثير على قلبك ويريد تلقينك. الله وأولياؤه فقط يحق لهم تلقيننا بشيء والتأثير علينا.
- يقول تعالى في مستهل القرآن الكريم: «ذلِكَ الْکِتابُ لا رَیْبَ فیهِ هُدىً لِلْمُتَّقین» (البقرة/2) أي إن هذا الكتاب يهدي "المتقين" فقط ولا يؤثّر على كل أحد. والمقصود من المتقي في هذه الآية ليس هو من بلغ أسمى درجات التقوى، بل المقصود هو التقوى التي ألهمها الله سبحانه وتعالى لنفس الإنسان والتي عبّر عنها في هذه الآية الكريمة: «فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا» (الشمس/8)، فالمراد في الحقيقة هو نوع من التقوى الفكرية.
- لنسأل الله تعالى أن يجعل رؤيتنا لآيات القرآن جميلة لنصل إلى كُنهِها. وبعد ذلك سيقوّم القرآن رؤيتنا لجميع الأمور.
- تأملوا في عاقبة الدنيا، تأملوا في ظهور صاحب العصر(عج) والدولة المهدوية، وستخطف أفئدتكم شيئا فشيئا. مَن يفكّر في العالم الذي سيبنيه صاحب الزمان(عج) فسوف لا تعود حضارة الغرب ذات قيمة لديه. وحقيقةً بأي عشق يعيش الإنسان غير الثوري؟ وما الذي يسليه ويثيره في حياته؟ وهل من الممكن أن تكون مهدويا دون أن تكون ثوريا؟!